الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

3866- حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثني عُمَرُ: أَنَّ سالِمًا حَدَّثَهُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: ما سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذا، إِلَّا كانَ كَما يَظُنُّ، بَيْنَما عُمَرُ جالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقالَ: لقد أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذا على دِينِهِ فِي الْجاهِلِيَّةِ، أَوْ: لَقَدْ كانَ كاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ. فَدُعِيَ لَهُ، فَقالَ (1) لَهُ ذَلِكَ، فَقالَ: ما رَأَيْتُ كالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ (2). قالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا ما أَخْبَرْتَنِي. قالَ: كُنْتُ كاهِنَهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ. قالَ: فَما أَعْجَبُ ما جاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قالَ: بَيْنَما أَنا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جاءَتْنِي أَعْرِفُ فيها الْفَزَعَ، فقالتْ (3):
~ أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَها
~ وَيَأسَها مِنْ بَعْدِ إِنْكاسِها
~ وَلُحُوقَها بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِها
قالَ عُمَرُ: صَدَقَ؛ بَيْنَما أَنا (4) عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صارِخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا منه يَقُولُ: يا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ (5)، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (6). فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ ما وَراءَ هَذا، ثُمَّ نادَى: يا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ (7)، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللّهُ. فَقُمْتُ، فَما نَشِبْنا أَنْ قِيلَ: هَذا نَبِيٌّ.
/


[1] في رواية أبي ذر: «وقال».
[2] في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اسْتَقْبَلَ به رجلًا مسلمًا».
[3] في رواية أبي ذر: «قالت».
[4] في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «نائمٌ». وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
[5] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَصِيح». وقد ضبطت أحرف السجعة في (ب، ص) مرفوعة، وأهمل ضبطها في (ن).
[6] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ».
[7] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَصِيح». وقد ضبطت أحرف السجعة في (ب، ص) مرفوعة، وأهمل ضبطها في (ن).