الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: أن النبي لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

3826- 3827- حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا مُوسَى (1): حدَّثنا سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ (2)، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ (3) على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةٌ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ مِنْها، ثُمَّ قالَ زَيْدٌ: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ على أَنْصابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا ما ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ (4) زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كانَ يَعِيبُ على قُرَيْشٍ ذَبائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَها اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَها مِنَ السَّماءِ الْماءَ، وَأَنْبَتَ لَها مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَها على غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ؟! إِنْكارًا لذلك وَإِعْظامًا لَهُ. قالَ مُوسَى: حدَّثني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا تحَدِّثَ (5) بِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إلى الشَّامِ، يَسْأَلُ عن الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ (6)، فَلَقِيَ عالِمًا مِنَ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عن دِينِهِمْ، فَقالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فأخْبِرْنِي. فَقالَ: لَا تَكُونُ على دِينِنا، حَتَّى تَأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ. قالَ زَيْدٌ: ما أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّا (7) أَسْتَطِيعُهُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي على غَيْرِهِ؟ قالَ: ما أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا. قالَ زَيْدٌ: وَما الْحَنِيفُ؟ قالَ: دِينُ إِبْراهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ. فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عالِمًا مِنَ النَّصارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقالَ: لَنْ تَكُونَ على دِينِنا حَتَّى تَأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ. قالَ: ما أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّا أَسْتَطِيعُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي على غَيْرِهِ؟ قالَ: ما أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا. قالَ: وَما الْحَنِيفُ؟ قالَ: دِينُ إِبْراهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرانِيًّا
/
وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ. فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي على دِينِ إِبْراهِيمَ.


[1] في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عقبةَ».
[2] في رواية أبي ذر: «بلدَحَ» ممنوعًا من الصرف، كتبت بالحمرة.
[3] في رواية أبي ذر: «يُنْزَلَ» بالبناء للمفعول، كتبت بالحمرة.
[4] في رواية أبي ذر: «وإنَّ». كتبت بالحمرة (ب، ص).
[5] ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء معًا: «يحدث» و«تحدث»، وكتب بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية صورتها، وفي القسطلاني: بضمِّ الفوقانية والحاء المهملة، مبنيًا للمفعول، ويجوز الفتح فيهما مبنيًا للفاعل، وفي نسخة: «إلَّا يُحَدَّثُ» بضم التحتية وفتح الحاء والدال، وضمِّ المثلثة. انتهى.
[6] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويَبْتَغِيهِ».
[7] في هامش (ب، ص): كذا في اليونينية هذه والتي بعدها أيضًا، وأهُمل ضبطها في (ن، و).