مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهاء و النون

          الهَاء و النُّون
          2246- قوله: «يَهْنأُ بعِيراً لهُ» هنَأتُ البعِيرَ أهنَؤُه هنأةً، وأهنِئُه إذا طَلَيتَه بالهناءِ، وهو القَطِرانُ.
          وقوله: «فجاءَه الشَّيطانُ فهَنَّاهُ ومَنَّاهُ»؛ أي: أعطَاهُ الأماني وقرَّبها عليه، وسهل همزة هنأه إتباعاً لمنَّاه، يقال: هنأَني الطَّعامُ ومرَأَني؛ أي: طاب لي واستَمرَيتُه، اتبعت مرأني هنأني، وإلَّا فإنَّما يُقال: أمرأني رُباعِي.
          وقوله: {هَنِيئًا مَّرِيئًا} [النساء:4] طيِّباً سائِغاً، وحكَى ثعلبٌ عن ابنِ الأعرابيِّ: هنَأَنِي وأهنَانِي، ومرَأَنِي وأمْرَانِي لُغتَان في كلِّ واحدٍ، وقد هنُؤ الطَّعامُ وهنِئَ هناءةً وهنأً.
          ومنه: «لِتَهْنِئكَ تَوبةُ الله» يُهمَزُ ويُسهَّل.
          2247- قوله: «لَهَنَّ مثل الخشَبةِ»، كذا لبَعضِهم، وهو تصحِيفٌ، وصَوابُه «بِهَنٍ مثل الخَشبَةِ» خفِيفَة النُّون كِنايَة عن الفَرجِ، وقيل: اسمٌ للفَرجِ؛ أي: أنكحُوا إحديهما / للأخرَى بِهَنٍ مثل الخشَبةِ.
          وقوله: «وذكَر هنَة من جِيرَانِه»؛ أي: حاجَة وفاقَة، قال الخليلُ: هَنُ كلِمَة يكنى بها عن الشَّيءِ، والأُنثَى هنَة، وحكَى الهرويُّ عن بَعضِهم شدَّ النُّونِ في هنٍ وهَنَةٍ، وأنكَره الأزهريُّ، قال الخليلُ: من العَربِ مَن يسكِّنه يجريه مجرى مَن، ومنهم من يُنوِّنه في الوَصلِ، وهو أحسَن من الإسْكانِ.
          وقوله: «ياهَنْتاهْ» [خ¦1560] بمعنى يا هذه، وقد تقدَّم أنَّها كِنايَة عن كلِّ ما يكنى عنه، قال الخليلُ: إذا أدخلُوا التَّاء في «هَنٍ» فتَحوا النُّونَ، فقالوا: هَنَة، وإن زادوا التَّاء سكنُوا النُّون، فقالوا: يا هَنْتاه، وفي لغَةٍ أُخرَى: يا هَنتُوه، قال أبو حاتم: ويقال للمَرأةِ: يا هَنَت أقبلي استِخفافاً، فإذا ألحقتَ الزَّوائد قُلتَ: يا هناه للرَّجلِ، ويا هنتاه للمَرأةِ، قال أبو زيد: وقد تُلغَى الهاء في الدَّرجِ، فيقال: يا هَنَا هَلُم.
          وقوله: «أسمِعْنا من هَناتِك» جمعُ هَنةٍ؛ أي: من أخبَارِك وأمُورِك وأشعارِك، فكنى عن ذلك كلِّه، وفي رِوايَةٍ: «من هُنَيَّاتِكَ» على التَّصغيرِ.
          وفي الطَّلاقِ الثَّلاثِ: «هات من هَناتِك»؛ أي: من أخبَارِك وفتَاوِيك المَكرُوهةِ المُنكَرة، يقال: في فُلانٍ هنات؛ أي: أشياء مَكرُوهَة مُنكرَة، ولا يُقال ذلك في الخيرِ، إنَّما يُقال فيما يكنى عنه من المَكرُوه.
          وفي «باب مَن فرَّق بين الأُمةِ»: «إنَّه ستَكُون هنَات وهنَات»؛ أي: أمُور تُنكَر.
          وقوله: «إذا كبَّر مكَث هُنيَّة»؛ أي: مُدَّة يسِيرَة، تصغِيرُ هَنَة، وقولها: «لم يَقرَبنِي إلَّا هنَةً واحِدةً» [خ¦5265]؛ أي: مرَّة واحِدةً ووطْأَة واحِدَة.
          قوله: «هاهُنا» [خ¦418] «ها» تَنبِيه، و«هنا» اسمٌ للمَكانِ، وكذلك هُنَالِك وهُنَاكَ وهُنَا، لكنَّ هنا أقرَب، ثمَّ هُنَاك، ثمَّ هُنالِك أبعدُها.
          قوله في العَبدِ إذا قرَّر فيقُول آمَنتُ وتصدَّقت وصلَّيت: «فيَقُول: هاهُنا» قيل: معناه أثبُت مَكانَك حتَّى تُعَرَّفَ بفَضائحِك.
          2248- قوله: «فمَشَى هُنيهَة» تصغِيرُ هنَة، ثمَّ زِيدَت فيها هاء، وكذلك جاء في حديثِ خيبر في كتابِ مُسلمٍ: «أسمِعْنا هُنيهَاتكَ». [خ¦6891]