مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الغين مع الواو

          الغَين مع الوَاو
          1731- قوله: «هل عِندَك غَوَاثٍ» بفتحِ الغينِ للأصيليِّ، وعندَ أبي ذرٍّ بضمِّ الغينِ، ورواهُ بعضُهم: بالكسرِ [خ¦3364]، والكلُّ صحيحٌ، إلَّا أنَّ أكثرَ ما يأتي في الأصواتِ الضَّمُّ كالنُّباحِ، والكسرِ كالنِّداءِ، والفتحُ شاذٌّ في هذا الحرفِ فقط.
          قوله: «فادعُ الله يَغِيثُنا» [خ¦1013] بفتحِ الياءِ من الغَيثِ والغَوثِ معاً، وجوابُ الأمرِ محذوفٌ يدلُّ عليه الكلامُ؛ أي: يُجِبْك أو يُحيِي النَّاسَ، وهذه روايةُ ابنِ الحذَّاءِ، وعندَ أكثرِهم: «يُغِثْنا» على الجوابِ، ومنهم من ضمَّ الياءَ مِن الإغَاثةِ والغَوثِ وهو الإجابةُ.
          وقوله: «اللَّهمُّ أغِثنَا» [خ¦1014]، كذا الرِّوايةُ من الإغاثةِ لا من الغَيْثِ؛ أي: تدارَكْنا مَن عندَك بِغَوثٍ، يقال: غَاثَه الله وأغَاثَه والرُّباعيُّ أعلى، وقال ابنُ دريدٍ: الأصلُ غَاثَه الله يَغُوثُه غَوثاً فَأُمِيتَ واستُعمِل أَغَاثَه، ومن فتحَ الياءَ فمن الغَيْثِ، يقال: غِيْثَتِ الأرضُ وغاثَها اللهُ بالمطرِ، ولا يُقال منه: أَغَاثَ.
          ويحتمل أن يكون معنى: «أغِثنَا» أعطِنا غَيثاً، كما قيل في: أَسقينا؛ أي: اجعلنا سَقياً، وسَقَينا ناولناهُم ذلك، وقيل: سَقَى وأسقَى لغتانِ في «البارعِ»، قال أبو زيدٍ: «اللَّهمَّ أغِثنَا»؛ أي: تدارَكنا مِنكَ بِغِيَاثٍ.
          1732- وقوله: «غَائِرُ العَينَين» [خ¦3344]؛ أي: غيرُ جاحظتينِ بل داخلتانِ في نُقرتَيهما، والعربُ تُسمِّي العَظْمَيْنِ الذين فيهما المُقلتانِ غارينِ.
          و«أغَار على بَنِي فُلانٍ» [خ¦2541] الإغارةُ الدَّفعُ على القوم لاستلابِ أموالِهم ونفوسِهم.
          و«عَسى الغُويرُ أبؤُساً» سيأتِي.
          1733- قوله: «في غَائِطِ مَضَبَّة» الغائطُ المنخفضُ من الأرضِ، وكانوا يأتونَه للحاجةِ / حتَّى سُمِّي الحدثُ غائِطاً، والمَضَبَّةُ ذاتُ الضِّبابِ الكثيرةِ، وقد تقدَّمَ في الحاءِ.
          1734- وقوله صلعم: «ولا غُول» هي التي تَغَوَّلُ؛ أي: تتلوَّنُ في صورٍ، وقيل: الغِيْلانُ سَحَرةُ الجِنِّ، كانتِ العربُ تقول: إنَّ الغِيْلانَ تتراءَى للنَّاسِ فتتغوَّلُ تغوُّلاً؛ أي: تتلوَّنُ لهم فتُضلُّهم عن الطَّريقِ فتهلكُهم، فأبطلَ النَّبيُّ صلعم ذلك.
          1735- «غَوْغَاءُ الجَرَادِ» [خ¦65-7346] صغارُه إذا ظهرَت أجنحتُه وماجَ بعضُه في بعضٍ، يُشبَّه به سَفَلةُ النَّاسِ، وقيل: هو الجرادُ نفسُه، والأوَّلُ أحسنُ؛ لأنَّه إضافةٌ إلى الجرادِ، وقال أبو عبيدةَ: هو شيءٌ يشبِه البعوضَ إلَّا أنَّه لا يَعضُّ.
          1736- قول موسى ◙ لآدمَ: «أغويتَ النَّاسَ» [خ¦1649]؛ أي: خيَّبتَهم، يقال: غَوَى الرَّجلُ؛ خابَ، وأغواه غيرُه خيَّبَه، ذكرَه النَّحاسُ(1) في كتابِ «الإعرابِ».
          وقوله: «غَوَت أمَّتُه» [خ¦3394] الغَيُّ: الانهماكُ في الشَّرِّ، يقال منه: غوى يغوِي غَيَّاً وغَوايةً.
          وقوله في آدمَ: {فَغَوَى} [طه:121] معناه: جهلَ، وقيل: أخطأَ، وقد قال في الآيةِ: {فَنَسِيَ} [طه: 115]، قلت: ليسَ هذا تفسيراً لذلك، إنَّما نسيَ العهدَ وغوَى بالفعلِ الذي فعلَ.


[1] تحَّرف في (ن) إلى: (البخاري).