مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الغين مع السين

          الغَين مع السِّين
          1727- قوله: «غَسَّلنا صَاحِبَنا» بتشديدِ السِّينِ؛ أي: أعطيناهُ ما يغتَسلُ به، والغَسلُ _بالفتحِ_ اسمُ الفعلِ، وبالضِّم اسمُ الماءِ، وهو قولُ أبي زيدٍ، وقيل: فيهما معاً اسمُ الفعلِ، وهو قولُ الأصمعيِّ.
          وقوله: «اغْسِلْنِي... بالماء والثَّلجِ»؛ أي: طهِّرني من الذُّنوبِ كما يُطهَّر ما يُغسَل بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ، وكرَّرَ هذا على المبالغةِ في التَّطهيرِ بالغفرانِ والرَّحمةِ.
          قوله: «وأنزلتُ عليكَ كتاباً لا يَغسِلُهُ الماءُ»؛ أي: لا يفنَى ولا يَدرُسُ، وقيل: لا يُنسَى حفظُه من الصَّدرِ، ولو مُحِي كتابُه وغُسِل بالماءِ.
          1728- «غَسَقُ اللَّيلِ» وأغسَقَ، وظَلَم الليلُ، وأظلَمَ، وأغبَشَ، ودَجَا وأَدْجَى، كلُّ ذلك بمعنًى، وقال مجاهدٌ: «غَسَقُ اللَّيل مَغِيبُ الشَّمسِ»، وقولُ البخاريِّ في تفسيرِ الغَسَّاقِ: «فأغسَقَت عَينُه / وغَسقَ الجُرحُ، كأنَّ الغَسَّاقَ والغَسْقَ واحدٌ» [خ¦59/10-5048] ولم يزدْ.
          ومعناه: انغسقَت عينُه إذا سالَت ودَمَعت، وغَسَقَ الجرحُ؛ إذا سالَ منه ماءٌ أصفرُ؛ يريدُ أنَّهم يُسقَون ذلك، وقال السُّدِّيُّ: هو ما يَغسِقُ من دموعِهم يُسقَونه مع الحميم، وقال أبو عبيدةَ: هو ما سالَ من جلودِ أهلِ النَّارِ، وقال غيرُه: من الصَّديدِ، وقيل: الغَسَّاقُ الباردُ الذي يَحْرِقُ بِبَرْدِه، وقُرِئَ بالتَّخفيفِ والتَّشديدِ، قال الهرويُّ: فمن خفَّفَ أرادَ الباردَ المُحرِقَ ببردِه، وقيل: غسَّاقاً مُنْتِنَاً.
          قوله: «يَغسِلُ رأسَه بِغَسُولٍ» هو اسمُ ما يُغسَل به كالفَطورِ والسَّحورِ؛ وهو كالأشنانِ وغيرِه.