الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إن الشمس والقمر من آيات الله

          1093- مسلم: عن عائشةَ قالت: خَسَفَتِ الشَّمسُ في عهدِ رسولِ الله صلعم، فقامَ رسولُ الله صلعم يصلِّي، فأطالَ القيامَ جدًّا، ثمَّ ركعَ فأطالَ الرُّكوعَ جدًّا، ثمَّ رفعَ رأسَه فأطال القيامَ جدًّا، وهو دونَ القيامِ الأوَّلِ، ثمَّ ركعَ فأطالَ الرُّكوعَ جدًّا، وهو دون الرُّكوع الأوَّل، ثمَّ سجدَ(1)، ثمَّ قام فأطالَ القيامَ، وهو دون القيام الأوَّل، ثمَّ ركعَ فأطالَ الرُّكوعَ وهو دونَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثمَّ رفعَ رأسَه، فقام، فأطالَ / القيامَ، وهو دون القيامِ الأوَّل، ثمَّ ركعَ فأطالَ الرُّكوع، وهو دون الرُّكوع الأوَّل، ثمَّ سجد، ثمَّ انصرفَ رسولُ الله صلعم وقد تجلَّتِ الشَّمسُ، فخَطَبَ النَّاسَ، فحمِدَ الله، وأثنى عليه، ثمَّ قال: «إنَّ الشَّمسَ والقمرَ [من](2) آياتِ الله، وإنَّهما لا ينخَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُموهما، فكبِّروا، وادعوا الله، وصلُّوا، وتصدَّقوا، يا أمَّةَ مُحمَّدٍ؛ إنْ(3) من أحدٍ أَغْيَرُ منَ الله أن يَزنِي عبدُه أو تَزنِي أَمَتُه، يا أُمَّةَ محمَّدٍ؛ والله لو تعلمون ما أعلمُ، لضَحِكْتُم قليلًا، ولَبَكَيْتُم كثيرًا(4)، ألا هل بلَّغتُ».
          وفي روايةٍ: «أمَّا بعدُ، فإنَّ الشَّمسَ والقمرَ من آياتِ الله» وفيها: ثم رفعَ يدَيْه، فقال: «اللَّهمَّ هل بلَّغتُ».
          لم يذكرِ البخاريُّ في حديثِ عائشةَ: «أمَّا بعدُ» ولا: فرفعَ(5) يدَيْه، ولا ذكرَ التَّبليغَ. [خ¦1044]
          - مسلم: عن عائشةَ أيضًا قالت: خَسَفَتِ الشَّمسُ في حياةِ رسولِ الله صلعم، فخرجَ رسولُ الله صلعم إلى المسجدِ، فقامَ، وكبَّر وصفَّ النَّاسُ وراءَه، فاقْتَرأَ رسولُ الله صلعم قراءةً طويلةً، ثمَّ كبَّرَ، فركعَ(6) رُكوعًا طويلًا، ثمَّ رفعَ رأسَه فقال: «سمعَ الله لمن حمِده، ربَّنا ولك الحمدُ» [ثمَّ قامَ، فاقْترأ قراءةً طويلةً هي أدنَى منَ القراءةِ الأوَّلى، ثمَّ كبَّرَ فركعَ رُكوعًا طويلًا هو أدنى منَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثمَّ قال: «سمِع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمدُ»](7) ثمَّ سجدَ، ثمَّ فعل في الرَّكعةِ الأخرى مثلَ ذلك(8)، حتَّى استكملَ أربعَ رَكَعَاتٍ، وأربعَ سَجَدَاتٍ، وانجلتِ الشَّمسُ قبلَ أن ينصرفَ، ثمَّ قام فخطبَ النَّاسَ، فأثنَى على الله بما هو أهلُه، ثمَّ قال: «إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله لا يَخْسِفانِ(9) لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتمُوها (10) فافْزَعُوا إلى الصَّلاةِ (11) » وقال أيضًا: «فصلُّوا حتَّى يُفرِّجَ الله (12) عنكم»، وقال رسولُ الله صلعم: «رأيتُ في مقامِي هذا كلَّ شيءٍ وُعدْتُم، حتَّى لقد رأيتُني أريدُ أن آخذَ قِطْفًا منَ الجنَّةِ حينَ رأيتُمُوني جعلتُ أتقدَّمُ (13)، ولقد رأيتُ جهنَّم يَحطِمُ بعضُها بعضًا حين رأيتُمونِي تأخَّرتُ، ورأيتُ فيها ابنَ لُحيٍّ، وهو الذي سيَّب السَّوائبَ».
          وقال البخاريُّ في بعضِ طرق هذا الحديث: فقرأ سورةً طويلةً، / ثمَّ ركعَ فأطالَ، ثمَّ رفعَ رأسَه، ثمَّ استفتحَ سورةً أخرى، ثمَّ ركعَ حين قضاها، ثمَّ سجدَ، ثمَّ فعل ذلك [في] (14) الثَّانيةِ، الحديثَ. [خ¦1212]
          وله في طريق أخرى: «لا يَخسِفَانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكنَّهما آيتانِ من آياتِ الله يُريهما عبادَهُ». [خ¦1058]
          وقال في التفسير [خ¦4624] : «ورأيت عَمْرًا يجرُّ قُصْبَه (15)، وهو أوَّلُ مَن سيَّبَ السَّوائبَ»، وعَمرو: هو ابنُ لُحَيٍّ.


[1] في (ت): (ثم سجد فأطال السجود).
[2] سقط من (ي).
[3] زيد في (ي): (ما).
[4] في غير (ق) و(ي): (لبكيتم كثيرًا، ولضحكتم قليلًا).
[5] في (ي): (رفع).
[6] في (ي): (وركع).
[7] سقط من (ي).
[8] في (ي): (فعل مثل ذلك في الركعة الأخرى).
[9] في (ي): (تَخسِفان).
[10] في (ت) و(ج) و(ح) و(ز) و(ش): (رأيتموهما).
[11] في غير (ق) و(ي): (للصلاة).
[12] لفظ الجلالة ليس في (ي).
[13] في المطبوع: (أقدَّم).
[14] سقط من (ق).
[15] في (ي): (قصيه).