الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال

          1096- مسلم: عن عَمرةَ أنَّ يهوديةً أتتْ عائشةَ تسألُها، فقالت: أعاذَكِ الله من عذابِ القبرِ، قالت عائشةُ: فقلت: يا رسولَ الله؛ يُعذَّبُ النَّاسُ في القبورِ؟ قالت عَمرةُ: فقالت(1) عائشةُ: قال(2) رسولُ الله صلعم: «عائِذًا بالله»، ثمَّ رَكِبَ رسولُ الله صلعم ذاتَ غَداةٍ مَركبًا، فخَسَفَتِ الشَّمسُ، [فرجعَ](3)، قالت عائشةُ: فخرجتُ في نِسوةٍ بينَ(4) ظَهْرَيِ الحُجَرِ في المَسجدِ، فأتى رسولُ الله / صلعم مِن مَرْكَبِه حتَّى انتهى إلى مصلَّاهُ الذي كان يصلِّي فيه، فقامَ، وقامَ النَّاسُ وراءَه، قالت عائشةُ: فقامَ قيامًا طويلًا، ثمَّ ركعَ فركعَ رُكوعًا طويلًا، ثمَّ قامَ، فقامَ قيامًا طويلًا، وهو دونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثمَّ ركعَ، فركعَ رُكوعًا طويلًا، وهو دونَ ذلك الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثمَّ رفعَ وقد تجلَّتِ الشَّمسُ، فقال: «إنِّي قد رأيتُكم تُفتَنُونَ في القبورِ كفتنةِ الدَّجالِ» قالت عَمرَةُ: فسمعتُ(5) عائشةَ تقولُ: فكنتُ أسمعُ رسولَ الله صلعم بعدَ ذلك يتعوَّذُ من عذابِ النَّارِ وعذابِ القبرِ(6) .
          وقال البخاريُّ: فخسفتِ الشَّمسُ، فرجعَ ضُحًى، [وقال](7)، فانصرفَ، فقال ما شاءَ الله أن يقولَ، ثمَّ أمَرَهم أن يتعوَّذوا من عذابِ القبرِ.
          ولم يذكر قولَ مُسلم بنِ الحجَّاج: «إنِّي قد رأيتُكم...» إلى آخره. [خ¦1049]
          ووقعَ عندَه هذا الحديثَ الذي فيه ذكرُ اليهوديةِ ناقصًا، وذلك أنَّه ذكر أنَّه ◙ قام ثمَّ ركع، ثمَّ قام، ثمَّ ركع، ثمَّ سجد، ثمَّ قام، ثمَّ ركع، ثمَّ قام، ثمَّ سجد، وكذلك رأيتُه في غيرِ نسخة، والله أعلم.
          وذكر في هذا الحديثِ: أنَّه ◙ سجدَ في الأوَّلى سجودًا طويلًا، وفي الثَّانيةِ دونَ السُّجود الأوَّل، [وقد وقعَ له في ترجمةٍ أخرى كاملًا على الصَّواب](8) . [خ¦1055]


[1] في (ي): (قالت).
[2] في (ي): (فقال).
[3] سقط من (أ) و(ق) و(ي).
[4] في (ق) و(ي): (من).
[5] في (ت) و(ح) و(ز) و(ش): (سمعت).
[6] زيد في (ج) و(ك): (زاد البخاري: ركعة ثانية مثل الأولى، قال: وقال ما شاء الله أن يقول، ثمَّ أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر).
[7] سقط من (ت)، وفي (ح) و(ش): (قال)، وفي (ز): (قالت).
[8] سقط من (ق) و(ي).