إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر

          1290- حديثُهُ: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلعم أَعْطَانِي مِمَّا أَفَاءَ اللهُ(1) مِنَ الخُمُسِ يَومَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ(2) صلعم، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا(3) مِنْ(4) بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ(5) أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ، فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مِنَ الأَقْتَابِ وَالغَرَائِرِ وَالحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَتَانِ(6) إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، حَتَّى جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ؛ فَإِذَا أَنَا بِشَارِفَيَّ قَدْ جُبَّتْ(7) أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِيْنَ رَأَيْتُ ذَلِكَ المَنْظَرَ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ(8): مَنْ فَعَلَ هَذَا؟! فَقَالُوا(9): فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا البَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَتْ(10) فِي غِنَائِهَا:
أَلَا يَا حَمْزَ(11) لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ
          فَوَثَبَ حَمْزَةُ إِلَى السَّيْفِ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى النَّبِيِّ صلعم، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ(12) النَّبِيُّ صلعم الَّذِي لَقِيتُ فَقَالَ: «مَا لَكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ! عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلعم بِرِدَائِهِ فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، فَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنُوا(13) لَهُ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ(14)، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ(15) أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي؟! فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ(16) صلعم أَنَّهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ / رَسُولُ اللهِ صلعم عَلَى عَقِبَيْهِ(17) القَهْقَرَى، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ. [خ¦4003]


[1] اسم الجلالة سقط من (أ)، وزيد في «اليونينية»: (عليه)، وهي ساقطة في رواية أبي ذر.
[2] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (النَّبي).
[3] الصَّوَّاغ هو الذي يعمل بصياغة الحُليِّ.
[4] كذا في النُّسخَتَين، وهي رواية أبي ذر عن الكشميهني، ورواية «اليونينية»: (في).
[5] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (فأردت).
[6] كذا في النُّسخَتَين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (مُناخان).
[7] كذا في (أ)، وفي (ب) ورواية «اليونينية»: (أُجِبَّت).
[8] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (قلت).
[9] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (قالوا).
[10] في (ب): (فقالوا).
[11] في (ب): (حمزُ).
[12] كذا في النُّسخَتَين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (وعرف).
[13] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (فأُذِن).
[14] في (ب): (ركبتيه).
[15] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (وهل).
[16] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (النَّبي).
[17] (على عقبيه): ليس في (ب).