إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

خاتمة الناسخ

          خاتمة الناسخ
          فَرَغَ مِنْهُ كَتْبًا صَاحِبُهُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ إِشْتُويَهْ اليَزْدِيُّ بِيَزْدَ، يَوْمَ الخَمِيسِ، الرَّابِعَ وَالعِشْرِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مِئَةٍ، يَرْجُو أَنْ يَنْظُرَ فِيهِ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَيَتَرَحَّمَ عَلَيهِ، فَلَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنْهُ، إِنَّهُ الجَوَادُ الكَرِيمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
          انْتَسَخَ مِنْهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ رَاشِدٍ فِي شُهُورِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وخَمْسِ مِئَةٍ هِلَالِيَّةً هِجْرِيَّةً، والحَمْدُ للهِ حَقَّ حَمْدِهِ.
          العزَّةُ للهِ وحدهُ
          سَمِعَ مِنِّي جَمِيعَ هَذَا الكِتَابِ _وَهُوَ «الجَامِعُ الصَّحِيحُ»_ عَلَى الكَمَالِ والتَّمَامِ [بسماعه] عليَّ مَوْلَانَا الحَبْرُ الإِمَامُ الأَجَلُّ السَّيِّدُ الأَوْحَدُ مَهْدِيُّ الدِّينِ أَبِي(1) الفَتْحِ ؟؟ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيِدٍ، أَدَامَ الله عُلُوَّهُ [وَعِزَّهُ]، بِإِتْقَانٍ وَتَصْحِيحٍ حَسَبَ [الطَّاقَةِ]، وَسَمِعَهُ مَعَهُ الشَّيْخُ الفَقِيهُ المُتْقِنُ أَبُو سَعِيدٍ عَامِرُ بْنُ المُظَفَّرِ بْنِ... النَّسَائِيُّ، حَرَسَهُ اللهُ تَعَالَى، وَأَنَا أَرويهِ عَنِ الشَّرِيفِ الإِمامِ نُورِ الهُدَى أَبِي طَالِبٍ الحُسَينِ بنِ مُحمَّدٍ الهَاشِمِيِّ الزَّينَبِيِّ، ويَرويهِ هُوَ عَنْ كَرِيمةَ بنتِ أَحمدَ بنِ مُحمَّدٍ المَرْوَزِيَّةِ، بِرِوايَتِهَا عَنِ الأَديبِ أَبي الهَيثَمِ مُحمَّدِ بنِ المَكِّيِّ الكُشْمِيهَنِيِّ، بِرِوايَتِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحمَّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَطَرٍ الفرَبْريِّ، وَهُو رَاوِيَةٌ لِلأَصْلِ عَنْ إِمَامِ الأئمَّةِ وَأَمِينِ الأمَّةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيِّ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أَجْمَعِينَ، وَصَحَّ لَهُمَا السَّمَاعُ، وَقَدْ أَجَزْتُ لَهُمَا رِوَايَتَهُ عَنِّي مَعَ جميعِ مَا يَقَعُ إِلَيهِمَا وَيَصِحُّ لَدَيهِمَا مِنْ مَسْمُوعَاتِي عَنْ مَشَايخِي في جَمِيعِ فُنُونِ العِلْمِ، مِنَ الفُرُوعِ والأُصُولِ، وَالمَنْقُولِ [وَالمَعْقُولِ]، واللهُ يَنْفَعُنَا جَمِيعًا بِالعِلْمِ، وَيُزيِّنُنا مَعًا بالتُّقى والحِلْمِ، وأُوصِيهِمَا بِالاحْتِيَاطِ فِي النَّسْخِ، وبِالإِجَادَةِ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ التَّصْحِيفِ وَالتَّبْدِيلِ وَالتَّحْرِيفِ، شَرْطَ أَهْل العِلْمِ بِهَذِهِ الصِّنَاعَةِ، وَوَقَعَ الفراغُ ضُحًى يومَ الخميسِ لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيلَةً مَضَتْ مِن جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِئَةٍ هِلَالِيَّةٍ هِجْرِيَّةٍ، وَهَذَا خَطُّ العَبْدِ الضَّعِيفِ، الفَقِيرِ الحَقِيرِ، المُقِرِّ بِذَنْبِهِ، المُحْتَاجِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ؛ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ الدياربكري ،كَتَبَهُ حَامِدًا للهِ تَعَالَى، وَمُصَلِّيًا عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ (2).


[1] في (أ): (أبو)، ولعل المثبت هو الصواب.
[2] وفي نهاية النسخة (ب) (262/ب): بَلَغَ مُقَابَلةً، وَتَصْحِيحًا عَلَى حَسب الطَّاقَةِ، وَفَرَغَ مِنْ تَعْلِيقِهِ العَبْدُ الرَّاجِي رَحْمَةَ رَبِّهِ مَحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ، تَاسِع عِشْرِينَ جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسِتُّ مِئَةٍ الهِلَالِيَّةِ، وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَسَلَامُهُ الرَّطْبُ يَسْلَمُ مِنَ الرِّيحِ العَاصِفَةِ بِلِينِهِ؛ لِأَنَّهُ يَمِيلُ مَعَهَا كَيْفَ مَالَتْ، مِنْ أَبْيَاتٍ:
~عَجِّلِ النَّجْحَ؛ فَإِنَّ                      المطْلَ بِالوَعْدِ وَعِيدُ
~إِذَا حَجَجْتَ بِمَالٍ أَصْلُهُ سُحُتٌ                      فَمَا حَجَجْتَ، وَلكِنْ حَجَّتِ العِيرُ
~لَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا كُلَّ طَيِّبَةٍ                      مَا كُلُّ مَنْ حَجَّ بَيْتَ اللهِ مَبْرُورُ
~اِعْلَمْ بِأَنَّ الحَقَّ مَرْكَبُهُ                      إِلَّا عَلَى أَهْلِ التُّقَى مُسْتَصْعَبُ
~فَاقْدِرْ بِذَرعِكَ فِي الأُمُورِ                      فَإِنَّمَا رِزْقُ السَّلَامَةِ مَنْ لَهَا يَتَسَبَّبُ
نَظَرَ فِي هَذَا الكِتَابِ المُبَارَكِ العَبْدُ الفَقِيرُ الرَّاجِي عَفْوَ رَبِّهِ القَدِيرِ: أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الحَنَفِي، عَنْهُمْ عُفِي.
~يَا سَيِّدًا بذَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ عِلْمًا                      وَحِلْمًا، وَآبَاءً، وَأَجْدَادَا
~مَاذَا دَعَاكَ إِلَى وَعْدٍ تُصَيِّرُهُ بِالخُلْفِ                      والمَطْلِ، وَالتَّسْوِيفِ إِبعَادَا
~فَالوَعْدُ بَذْرٌ، وَلُطْفُ القَوْلِ مَنْبِتُهُ                      وَلَيْسَ يُجْدِي إِذَا لَمْ تَلْقَ حَصَّادَا