إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: كنت جالسًا مع عبد الله وأبي موسى الأشعري

          1185- حَدِيثُهُ: عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ، فَلَمْ يَجِدِ المَاءَ شَهْرًا، أَمَا كَانَ يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي؟ فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ فِي سُورَةِ المَائِدَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}[المائدة:6] فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذَا، لأَوْشَكُوا إِذَا بَرَدَ عَلَيْهِمُ المَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ، قُلْتُ: وَإِنَّمَا كَرِهْتُمْ هَذَا لِذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلعم فِي حَاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ؛ كَمَا تَتَمَرَّغُ الدَّابَّةُ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلعم فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ(1) أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا، وَضَرَبَ(2) بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهَا(3) ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمَالِهِ، أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهَا(4) وَجْهَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ؟». [خ¦347]


[1] إلى هنا انتهى السقط في (أ).
[2] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت، ورواية «اليونينية»: (فضرب).
[3] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت و(عط)، ورواية «اليونينية»: (بهما).
[4] كذا في النسختين، وهي رواية ابن عساكر وأبي الوقت، ورواية «اليونينية»: (بهما).