وليُعلم أنَّ وزن الأعمال لا يكون إلَّا بعد انقضاء الحساب، لأنّ المحاسبة لتقرير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها، ليكون الحساب بِحَسَبِها.
وظاهرُ قولِ الزَّجَّاجِ ومن تبعه: «أنَّ أعمالَ بني آدمَ توزنُ»(1)، وقولِ البخاريِّ: «إنَّ أعمالَ بني آدم وقولَهم يوزنُ»(2) ؛ تعميمُ الخَلْقِ، وليس كذلك، بل خُصَّ منهم طائفتانِ:
الأولى: مَنْ ليس له سيئاتٌ أصلًا ولا حسناتٌ كثيرةٌ زائدةٌ على محض الإيمان، فهذا / يدخلُ الجنَّة بغير حسابٍ.
والدليلُ على ذلك: ما رُوِّينا في صحيح إمام المحدِّثين محمَّد بن إسماعيل البخاريِّ من حديث عبد الله بن عباس(3)، قال: قال رسول الله صلعم: «عُرِضَت عليَّ الأُمَمُ، فَأَجِدُ(4) النبيَّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، والنبيَّ يَمُرُّ معهُ النَّفَرُ، والنبيَّ مَعَهُ العَشَرَةُ، والنبيَّ مَعَهُ الخَمْسَةُ، والنبيَّ يَمُرُّ وَحْدَهُ! فَنَظَرْتُ فإذا سَوادٌ كَثيرٌ، قال: هؤلاءِ أُمَّتُكَ(5)، وهؤلاءِ سَبْعونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ، وَلا حِسابَ عَلَيْهِمْ، وَلا عَذابَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قال: كانوا لا يَكتوُونَ، وَلا يَسْتَرْقونَ، وَلا يَتَطَيَّرونَ، وَعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ»، فقام إليهِ عُكاشةُ بنُ مِحْصَنٍ، فقال: ادعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَني مِنْهُمْ. ثمَّ قام إليه رجلٌ آخرُ، فقال: ادعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَني مِنْهُمْ، قال: «سَبَقَكَ بِها عُكاشَةُ» (6).
وقد اختُلِف في معنى قوله ◙: «كانوا لا يَكتَوُون»:
فاحتجَّ به بعضُهم على كراهة التداوي، وأكثرُهُم على خلاف ذلك: فقد تداوى صلعم(7)، وأخبرتْ عائشةُ ♦ بكثرة تداويهِ، وقد كان يستشفي بِرُقاهُ(8)، فإذا ثبتَ هذا حُمِل ما في الحديث على قوم يعتقدون أنَّ الأدويةَ نافعةٌ بطبعِها، ولا يفوِّضون الأمرَ إلى الله تعالى(9) .
قال القاضي عياض: وقد ذهب إلى هذا التأويلِ غيرُ واحدٍ ممَّن تكلَّم على الحديث، ولا يستقيم هذا التأويلُ؛ إنَّما أَخبرَ / صلعم أنَّ هؤلاءِ لهُمْ مزيةٌ وفضيلةٌ يدخلونَ الجنَّة بغير حسابِ، ولو كان كما تأوَّلَه هؤلاءِ لما اختصَّ هؤلاء بهذه الفضيلةِ، لأنَّ تلك عقيدةُ جميعِ المؤمنين، ومن اعتقد خلاف ذلك كفر. وقد تكلَّم العلماءُ وأصحاب المعاني على هذا، فذهب الإمام أبو سليمان الخطَّابيُّ وغيره إلى أنَّ المراد: مَنْ تركها توكُّلًا على الله تعالى ورضًا بقضائه وبلائه، وهذه أرفع درجات المحقِّقين بالإيمان.
قال القاضي: وهذا ظاهرُ الحديث، ومقتضاه: أنَّه لا فرقَ بين ما ذكر من الكي والرقى، وسائر أنواع الطب، وأما تطبُّبُ النبيِّ صلعم فقد فعله ليتبيَّن لنا الجواز.(10)
وأما قولُه: «عُكاشة»، فبضم العين المهملة، وتشديد الكاف، وتخفيفها؛ لغتان مشهورتان، ذكرهما جماعة، منهم: ثعلب والجوهري.
وأما الرجل الثاني الذي قال له صلعم: «سَبَقَكَ بها عُكاشَةُ».
فقيل: إنه لم يكن ممن يستحق تلك المنزلة، ولا كان بصفة أهلها بخلاف عكاشة.
وقال العلَّامة ابن القيم في كتابه ((الداء والدواء)) : لم يُرِد صلعم أنَّ عُكاشةَ وحدَه أحقُّ بذلك ممَّن عداه من الصحابة، ولكن لو دعا له لقام آخرُ وآخر، وانفتح الباب، وربَّما قام من لم يستحقَّ أن يكون منهم، فكان الإمساكُ أولى، واللهُ أعلمُ(11) .
وقيل: بل كان منافقًا، فأجابه صلعم بكلام محتمل، ولم ير صلعم / التصريحَ له بأنَّه ليس منهم، لما كان عليه صلعم من حسن العشرة.
وذكر الخطيبُ البغداديُّ في ((كتاب الأسماء المبهمة)) أنَّه يقال: إن هذا الرجل، هو سعد بن عبادة ☺.(12)
قال الإمام النووي ☼: فإن صحَّ هذا بَطَلَ قولُ من زعم أنَّه منافقٌ، والله أعلم(13) .
قال الشيخ أبو حامد الغزالي: والسبعونَ ألفًا الذينَ يدخلونَ الجنَّةَ بلا حسابٍ، لا يُرفَعُ لهم ميزانٌ ولا يأخذونَ صُحُفًا، وإنما هي براءةٌ مكتوبةٌ: لا إله إلَّا الله محمَّدٌ رسول الله، هذه براءةُ فلانٍ بنٍ فلانٍ(14)، قد غفر اللهُ له، وسُعِد سعادةً لا شقاءَ بعدَها أبدًا، فما مرَّ عليه شيءٌ أَسَرَّ من ذلك المقام.(15)
وذكر ابن الجوزيِّ ⌂ في كتابه ((روضة المشتاق))(16) عن الحسين بن علي ☻ أنه قال: قال جدِّي صلعم: «يا بُنَيَّ إِنَّ في الجنَّةِ شجرةً يُقالُ لها: شَجَرَةُ البَلْوى، يُؤتى بِأَهْلِ البلاءِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزانٌ، / ولا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوانٌ، يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْأَجْرُ صَبًّا»، ثم قرأ: «{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] »(17) .
وروى الحافظُ أبو نُعَيمٍ عن ابن عبَّاسٍ ☻ عن النبيِّ صلعم قال: «يُؤتى بالشَّهيدِ يَوْمَ القيامةِ، فَيُنْصَبُ لِلْحِسابِ، ويُؤتَى بِالمُتَصَدِّقِ فَيُنْصَبُ لِلْحسابِ، ثُمَّ يُؤتَى بِأَهْلِ البَلاءِ، فلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوانٌ؛ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا»، ثُمَّ قَرَأَ: «{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] »(18) .
وروى الحافظُ أبو نُعيمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ ☻، عن النبيِّ صلعم، قال: «يُؤْتَى بالشهيدِ يومَ القيامةِ، فَيُنْصَبُ لِلْحسابِ، وَيُؤْتى بالمُتَصَدِّقِ، فَيُنْصَبُ لِلْحسابِ، ثُمَّ يُؤْتى بِأَهْلِ البَلاءِ، فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزانٌ، وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوانٌ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا، حتَّى إِنَّ أَهْلَ العافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ في المَوْقِفِ أَنَّ أَجْسادَهُمْ قُرِضَتْ بالمقاريضِ؛ مِنْ حُسْنِ ثَوابِ اللهِ لَهُمْ»(19) .
الطائفة الثانية: من لا ذنبَ له إلَّا الكفرُ فقط، ولم يعملْ حسنةً، فإنه يقع في النَّار من غير حسابٍ ولا ميزانٍ. والدليلُ عليه: ما رويناه في ((صحيح البخاريِّ)) من حديث أبي هريرة ☺، قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّهُ لَيَأْتي الرجُلُ العَظيمُ السَّمينُ يَوْمَ القِيامَةِ لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بعوضةٍ، واقْرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف:105] »(20) .
ومعنى هذا الحديث: أنَّه لا ثوابَ لهم، وأعمالَهم مقابلةٌ بالعذاب، فلا حسنةَ لهم توزن في موازينِ القيامةِ، ومن لا حسنةَ له فهو في النار(21) .
وقال أبو سعيد الخُدْريُّ: «يُؤْتَى بأعمالٍ كجبالِ تِهامَةَ، فلا تَزِنُ شَيئًا»(22) .
وقيل: يُحْتَمَلُ أن يريد المجاز / والاستعارة، كأنَّه قال: فلا قَدْر لهم عندنا يومئذ. والله أعلم.
وأَنْكرَتِ المعتزلةُ الميزانَ؛ محتجِّينَ بأنَّ الأَعْراضَ يستحيلُ وزنُها، إذ لا تقومُ بنفسها، والحقُّ _عند أهلِ السُّنَّةِ_أنَّ الأعمال تُجَسَّمُ أو تُجْعَلُ في أجسام.
وروى بعض المتكلمين عن ابن عبَّاسٍ ☻ أنَّ اللهَ تعالى يقلبُ الأعراضَ أجسامًا فيزِنُها(23).
وقال الطيبيُّ: إنَّما توزن الصحف، وأما الأعمالُ فأعراضٌ لا توصف بثقلٍ ولا خفَّةٍ، ورجَّحه القرطبيُّ(24).
ويؤيِّدُهُ ما رويناه في كتاب الترمذيِّ وابنِ ماجه وابن حبَّانَ في صحيحه والحاكم والبيهقيّ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي؛ أنَّ رسول الله صلعم قال: «إنَّ اللهَ تعالى يَسْتَخْلِصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتي على رُؤوسِ الخلائِقِ يَوْمَ القِيامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِمْ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هذا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتي الحافِظونَ؟ فيقول: لا يارَبِّ. فيقولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فقال: لا يا رَبِّ. فيقولُ اللهُ تعالى: بَلَى! إِنَّ لَكَ عندَنا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ. فَتُخْرَجُ بطاقةٌ فيها: أشهدُ أَنْ لا إِلهَ إلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسولُهُ. فيقولُ: اُحْضُرْ وَزْنَكَ. فيقولُ: يا رَبِّ ما هذهِ البِطاقةُ مع هذهِ السِّجِلَّاتِ؟! / فيقال: فَإنَّكَ لا تُظْلَمُ. فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ والبِطاقَةُ في كِفَّةٍ، فَطاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتِ البِطاقةُ، فلا يَثْقُلُ معَ اسمِ اللهِ شَيءٌ»(25).
قال الترمذي: (حسنٌ غريبٌ)، وقال ابن ماجه بدل قوله «إنَّ اللهَ يَسْتَخْلِصُ»: «يُصاحُ».
وحكى القرطبيُّ في ((تذكرته))(26) عن القشيريِّ في ((تفسيره))(27) : إنَّه إذا خفَّت حسنات المؤمنِ أخرجَ رسولُ الله صلعم بطاقةً كالأُنْمُلَةِ، فيُلْقِيها في كِفَّةِ الميزان التي فيها حسناتُه، فترجَحُ الحسناتُ؛ فيقول ذلك العبدُ المؤمنُ للنبيِّ صلعم: بأبي أنتَ وأُمِّي! ما أحسنَ وجهَكَ وأحسنَ خلقك! مَنْ أنتَ؟ فيقولُ: «أنا نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ، وهذهِ صلاتُكَ التي كُنْتَ تُصَلِّيها عَلَيَّ، وقد وَفَيْتُكَ بها أحوجَ ما تَكونُ إِلَيْها»(28) .
وقيل: إنَّه إذا كان يومُ القيامة وُضِعت حسناتُ المؤمنِ وسيِّئاتُهُ، فتنزل صحائفُ بيضٌ من عند الله تعالى على حسناته، فترجِّحُ حسناتِه على سيئاتِه، فيقول الله تعالى: «هَذهِ صلاتُكَ على نَبِيِّيْ مُحَمَّدٍ ثَقَّلْتُ بها ميزانَكَ، وجَعَلْتُها لكَ ذُخْرًا».
وذكر أبو نُعَيم عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ في قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء:47] : (إنَّما يوزنُ من الأعمالِ خواتيمها، فإذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا ختم له بخيرٍ، وإذا أراد الله به شرًّا ختم له بشر)(29) . نعوذ بالله من / سوء الخاتمة.
[1] يشير القسطلاني إلى ترجمة الباب الثامن والخمسين من كتاب التوحيد، وهو آخر أبواب صحيح البخاري، وتحته ساق البخاري حديث الختم: ░كلمتان خفيفتان...▒ الذي يشرحه القسطلاني.
[2] في المخطوط: أبي العباس، وهو تحريف ظاهر والصواب حذف كلمة ░أبي▒ فهو عبد الله وكنيته: أبو العباس. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، الترجمة: 4781، 2/330.
[3] فأجد: بالجيم والدال المهملة، رواية أبي ذر عن شيخيه الحموي والمستملي، وفي رواية أبي الوقت: فأخذ. بالخاء المعجمة والذال المعجمة. انظر: صحيح البخاري، كتاب: الرقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، رقم: 6541، 8/112.
[4] كذا في المخطوط، ولكن في صحيح البخاري الرواية أوضح _آتي بها في الهامش التالي_فلعل القسطلاني أو الناسخ أسقط شيئًا من الحديث.
[5] صحيح البخاري، كتاب: الرقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، رقم: 6541، 8/112. والقسطلاني يسوق الرواية من حفظه والله أعلم، وفيها اختصار مخل.
[6] كما ورد عن ابن عباس: احتجم النبي صلعم في رأسه وهو محرم من وجع كان به. أخرجه البخاري: كتاب الطب:باب الحجم من الشقيقة والصدع، ر/5700.
[7] كما في البخاري بأرقام: 5735/ 5743 / 5744 / 5745 .
[8] انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض 1/601.
[9] من قوله: ░وقد اختلف في معنى قوله ?: كانوا لا يكتوون..▒ إلى هنا نقلًا من شرح مسلم للنووي، 3/91 وانظر إكمال المعلم للقاضي عياض،1/601.
[10] الداء والدواء، أو: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص43.
[11] الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ص106..
[12] المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، 3/90.
[13] في الدرة الفاخرة ص118زيادة: «بدخول الجنَّة ونجاته من النار، فإذا غفر الله له ذنوبه أخذ الملَك بعضده وجاس به خلال الموقف ونادى: هذا فلان بن فلان..».
[14] الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة، ص118. قلت: وجدت حديثًا يرويه البزار في مسنده المعلل«البحر الزخار»، 3/252 من حديث عبد الرحمن بن عوف ☺، قال: قال رسول الله صلعم: «إن المسلم في ذمة الله من يوم ولدته أمه إلى أن يقوم بين يدي الله تبارك وتعالى، فإن وافى الله بشهادة لا إله إلا الله صادقًا أو باستغفار صادقًا كتب الله له براءة من النار». وقال الهيثمي في المجمع، 1/168: «رواه البزار وهو من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ولم يسمع من أبيه». وقال محقق المجمع عبد الله درويش: «وفيه: حجاج بن نصير، وهو ضعيف. كما في هامش الأصل»، قلت: فالحديث بإسناد البزار ضعيف لسببين: لتفرد حجاج بروايته وهو ضعيف، وانقطاع السند بين عبد الرحمن بن عوف ☺ وابنه.
[15] هو كتاب «روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق»لابن الجوزي، كتاب مفقود نقل منه القرطبي في تذكرته في مواضع.
[16] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، في مسند حسن بن علي ♂ [رقم: 2760، 3/95] وقال الهيثمي في المجمع، رقم: 3818، 3/35: «رواه الطبراني في الكبير وفيه سعد بن طريف، وهو ضعيف جدًا»، وقال النسائي والدارقطني: متروك. انظر تهذيب التهذيب 3/474.
[17] هذا هو الحديث الذي بعده سوى تلاوة الآية.
[18] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 12/182، وعنه أبو نعيم في حلية الأولياء، 3/91، وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث جابر وقتادة تفرد به عنه مجاعة». ومجاعة هذا هو ابن الزبير قال ابن عدي عنه: هو ممن يُحتمل ويكتب حديثه. انظر لسان الميزان: 5/16.
[19] صحيح البخاري، كتاب: العلم، باب: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} [الكهف :105] الْآيَةَ، رقم: 4729، 6/93. لكن دون قوله: «إن شئتم»، تبع فيها القسطلاني ما عند القرطبي في تذكرته: 2/716.
[20] انظر: التذكرة للقرطبي: 2/716.
[21] بنحوه أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب، برقم: 4245، قال البوصيري في مصباح الزجاجة، 4/246: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وأبو عامر الألهاني اسمه عبدالله بن غابر». ويُروى نحوه عن أنس وأبي أمامة. وبهامش النسخة الخطية: وعن أنس بن مالك ☺، قال: قال رسول الله صلعم: إذا كان يوم القيامة جاء أقوام والناس في الحساب قد أنبت الله لهم أجنحة خضرًا، فتساقطوا على حيطان الجنة، فتقول لهم خزنة الجنة: من أنتم؟ فيقولون: نحن من ولد آدم. فيقولون: هل شهدتم الحساب؟ قالوا: لا. قالوا: أفعبرتم الصراط؟ قالوا: فما الصراط؟ قالوا لهم: لمَ نلتم هذه المنزلة؟ قالوا: كنا نعبد الله سرًا وجهرًا فأدخلنا الجنة سرًا. رواه أبو منصور والديلمي. اهـ.والحديث في كتاب الفردوس بمأثور الخطاب [1/255] ، والحديث ذكره السيوطي في اللآلى المصنوعة 2/375.
[22] نقله القرطبي عن ابن فورك في التذكرة 2/722.
[23] انظر تفصيل المسألة فيما ذكره أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ص370 و371 و567، من الخلاف حول جواز قلب الله تعالى للأعراض أجسامًا وللأجسام أعراضًا.
[24] القرطبي، التذكرة، 2/722.
[25] الحديث أخرجه: الترمذي، في أبواب الإيمان، باب: فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، رقم: 2639، 4/585، وابن ماجه في السنن، كتاب الزهد، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، رقم: 4300، 5/356، و ابن حبان في صحيحه بترتيب ابن بلبان، كتاب الإيمان، باب فرض الإيمان، رقم/225، 1/461. وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح، والحاكم في المستدرك، كتاب الإيمان، رقم: 9، 1/44. وقال: «على شرط مسلم» وسكت عنه الذهبي، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان، رقم: 279، 1/448. قلت: الرواية التي ساقها القسطلاني هي ما ساقه القرطبي في تذكرته، وهي ملفقة، وأقرب ما تكون لرواية البيهقي. انظر: التذكرة، 2/717.
[26] التذكرة، 2/718.
[27] للقشيري تفسيران، لطائف الإشارات وهو مطبوع، والتيسير وهو مخطوط نادر، والنقل من التيسير، كما في مخطوطة مختصره لابنه عبد الرحيم ░ل33ب▒ من مخطوطات جامعة استانبول ░رقم: 3228▒ والحديث أخرجه أيضًا الواحدي في تفسيره البسيط كما في مفاتيح الغيب للرازي 14/23.
[28] لم أقف عليه مرفوعًا ولا موقوفًا.
[29] أخرجه عبد الرزاق الصنعاني، في تفسيره، تفسير الآية، عن عبد الصمد بن معقل بن منبه عن وهب بن منبه، فالسند إلى وهب صحيح. ووهب عالم ثقة. ومن طريق عبد الرزاق رواه بنحوه أبو نعيم في الحلية، ترجمة وهب بن منبه، 4/33.
قلت: اللفظ الذي أتى به القسطلاني ملفق من روايتي الصنعاني وأبي نعيم.