المقصد الثالث:
في إعرابه وغير ذلك
قوله: «كَلِمتانِ خَفيفتانِ على اللسانِ ثَقيلَتانِ في الميزانِ..» إلى آخره.
اعلم أن هاتَين الكلمتَينِ جملتانِ مركبتانِ من عدِّة كلماتٍ، والعرب تسمي اللفظةَ الواحدةَ كلمةً، والجملة المركبة من كلمتَينِ فصاعدًا كلمةً، ويسمَّى البيتُ من الشعر كلمةً، وتسمَّى القصيدةُ المشتملة على عدة أبيات كلمة، وقد نطَقَ صلعم بأشياء مركبةً كقوله صلعم لعمِّه أبي طالب لمَّا حضرَه الموتُ: «يا عَمُّ! قُلْ كَلِمةً أُحاجُّ لَكَ بِها عندَ اللهِ: لا إلهَ إلا اللهُ» [خ¦3884][ م:141]، [و](1) كقوله ╕: «أَصْدَقُ كلمةٍ قالَها شاعرٌ: لبيد: [من الطويل]
أَلَا كُلُّ شَيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ وَكُلُّ نَعِيمٍ لا محالَةَ زائِلُ(2)
وأَبلَغُ من ذلك قولُه تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} [آل عمران:64] ».
فسمَّى ذلك كلَّه كلمةً، وهذا ونحوهُ لا خلافَ أنَّه كلامٌ مُرَكَّبٌ مفيدٌ فائدةً يُكتفى بها؛ ينطبق عليه حدُّ الكلام إلَّا(3) الكلمة، ومثل هذا كثيرٌ في كلامهم.
وقوله: «سُبْحانَ اللهِ..»(4) إلى آخره خبر «كَلِمتانِ» لأنه مؤَخَّرٌ لفظًا، والأصلُ عدمُ مخالفةِ اللفظِ محلَّه إلَّا لموجبٍ يوجِبُه، وهو من قَبيل الخبرِ المفرَدِ بلا تعدُّدٍ؛ لأنَّ كُلًا من «سُبْحانَ اللهِ» مع عامِلِه المحذوفِ الأوَّلِ، والثاني مع عاملِهِ الثاني إنَّما أُريد لفظُهُ، والجملُ المتعدِّدَةُ إذا أُريدَ لفظُها فهي من قَبيل المفرد الجامد، / ولذلك لا تتحمل ضميرًا، ولأنَّه محل(5) الفائدة بنفسه، بخلاف «كلمتانِ»، فإنه _أعني: «كلمتانِ»_إنَّما يكون محطًّا للفائدة باعتبار وصفِهِ بالخفَّة على اللسان، والثقلِ في الميزانِ، والمحبَّةِ للرحمنِ؛ باعتبار وصفِهِ بذلك، ألا يرى أنَّ جَعْلَ «كلمتانِ» الخبرَ غيرُ بيِّنٍ؛ لأنَّه ليس متعلَّقَ الغرضِ الإخبارُ منه صلعم عن «سُبْحَانَ اللهِ..» إلى آخره أنَّهما كلمتانِ، بل بملاحظةِ وَصْفِ الخبرِ بما تقدَّم أعني: «خَفيفتانِ» «ثَقيلتان» «حَبيبتانِ»، فكانَ اعتبارُ «سُبْحانَ اللهِ..» إلى آخرِهِ خبرًا أولى(6) .
ومنهم من جعلَ: «سُبحانَ اللهِ..» إلى آخرِهِ مبتدأً قُدِّم خَبَرُهُ لنُكْتَةٍ بلاغيَّةٍ لأجلها يُقدَّم الخبرُ، وهي: تشويقُ السامعِ إلى المبتدأِ لأنَّ كثرةَ الأوصافِ الجميلةِ تزيدُ السامعَ تشوُّقًا، وتبعثُهُ إلى طلبِ الموصوفِ، كقولِ الشاعرِ:[من البسيط]
ثلاثةٌ تشرقُ الدنيا بِبَهْجَتِها(7) شَمْسُ الضحى وَأَبو إِسحاقَ وَالقَمَرُ
قال السِّكاكِيُّ(8) : (وكونُ التقديمِ يُفيدُ التشويقَ حقُّه طولُ الكلامِ في الخَبَرِ، وإلَّا لم يحسُنْ ذلك الحُسْنَ؛ لأنَّه كلَّما كَثُرَ التشوُّقُ بالتطويلِ بذكرِ أوصافِهِ الجاريةِ عليه ازداد تشوُّقُ السامعِ إلى المُبْتدأ).(9)
وهذا كما هو في هذا الحديثِ الشريفِ، حيث قال: «كَلِمتان حَبيبتانِ إلى الرَّحمنِ؛ خَفيفتانِ على / اللسانِ؛ ثَقيلتانِ في المِيزانِ» فإنَّه التشوُّقُ بذلك إلى سماعِ المُحَدَّثِ عنهُ، فلم تجِئْ «سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحانَ اللهِ العظيمِ» إلا والنفسُ في غايةِ الشوقِ إلى سماعِهِ.
ومراعاةُ مثلِ هذه النكتةِ البلاغيَّةِ هو الظاهرُ من تقديمِ الخبرِ حينئذٍ، وسوَّغ الابتداءَ بـ«سُبْحانَ»، وإن كان تُكْرَهُ الإضافةُ المَحْضَةُ.
قال العلَّامة الكمالُ ☼ (10) : (وقدْ ذهبَ بعضُ العلماءِ إلى تعيينِ خبريَّةِ «سُبْحَانَ اللهِ..» إلى آخرِهِ) .
وَوُجِّهَ بوجهينِ؛ أحدُهُما: أنَّ «سُبْحانَ اللهِ» لَزِمَ الإضافةَ إلى مفردٍ فجرَتْ مجرى الظروفِ، والظروفُ لا تقعُ إلا خبرًا. ثانيهما: أنَّ «سُبْحانَ اللهِ..» إلى آخره كلمةٌ، إذِ المُرادُ بالكلمةِ في الحديثِ اللغويَّةُ _كما تقدم_فلو ُجِعَلَ مبتدأً لَزِمَ الإخبارُ عمَّا هو كلمةٌ بأنه كلمتانِ!
وأجيب عنه: بأنَّه لا يخفى على سامعٍ أنَّ المُرادَ اعتبارُ «سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» كلمةً وَ«سُبْحانَ اللهِ العظيمِ» كلمةً، فهذا كما يصحُّ أنْ يُعبَّر عنه بكلمةٍ كذلكَ يصحُّ أنْ يُعَبَّرَ عن كلِّ جملةٍ منهُ بكلمةٍ، غيرَ أنَّهُ لمَّا كانَ كلٌّ من الجملتينِ أعني «سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ؛ سُبْحانَ اللهِ العظيمِ» ممَّا يَسْتَقلُّ ذِكرًا تامًّا، ويُفرَدُ بالقصد اعتُبر كلمةً، وعُبِّرَ عنهما بكلمتينِ على أنَّ ما ذَكَرَهُ لازمٌ على تقدير جَعْلِ «سُبْحانَ اللهِ» الخبَرَ، كما هو لازمٌ على تقديرِ جَعْلِه / مبتدأً؛ لأنَّه كما لا يصحُّ أن يخبر عمَّا هو كلمةٌ بأنَّه كلمتانِ، كذلك لا يُخبَر عمَّا هو كلمتانِ بما هو كلمةٌ(11) .
قوله: «حَبيبتانِ»: تَثْنِيةُ حبيبةٍ؛ أي محبوبةٍ، بمعنى المفعولِ، لا الفاعلِ، صفةٌ لـ«كَلمتانِ»، وكذا ما بعدَهُ، فيكون المرادُ محبوبيَّةَ قائِلِهما.
فائدة: (فعيل) إذا كان بمعنى مفعولٍ يستوي فيه المُذَكَّرُ والمؤنَّثُ إذا ذُكِرَ الموصوفُ نحو: رجلٌ قَتيلٌ، وامرأةٌ قَتيلٌ، أمَّا إذا لم يُذكَرِ الموصوفُ فإنَّه يُفَرَّق فيه بين المذَكَّر والمؤنَّث، نحو: قَتيلٌ، وقَتيلةٌ.
وأمَّا إذا كان بمعنى فاعلٍ، فيفرَّقُ فيه بين المذَكَّر والمؤنَّثِ؛ سواءً ذُكِرَ الموصوفُ أم لم يُذكَر، نحو: مررْتُ برجلٍ بصيرٍ وامرأةٍ بصيرةٍ.
وأمَّا (فعول) : إذا كان بمعنى فاعلٍ لم يُفَرَّق فيه بين المُذَكَّر والمؤنَّث إذا ذُكِر الموصوفُ، نحوَ: مررتُ برجل صبورٍ وامرأةٍ صبورٍ، وإذا لم يذكر فُرِّقَ بين المُذَكَّر والمؤنَّثِ، نحوَ: صبورٍ وصبورةٍ، وإنْ كان بمعنى مفعول، فإنه يُفرَّق فيه بين المُذكَّر والمؤنَّث؛ سواءً ذُكِرَ الموصوفُ أو لم يُذْكَر، نحوَ: مررتُ برجلٍ منوعٍ وامرأةٍ منوعةٍ.
فإن قيل: لفظُ الفعل في الحديث بمعنى المفعول، وقد تقرَّر أنَّ الفعيلَ إذا كان بمعنى المفعولِ يستوي فيه المُذَكَّر والمؤنَّثُ، فما وجهُ لُحوقِ علامةِ / التأنيثِ؟!
فالجواب: أنَّ التسويةَ جائزةٌ لا واجبةٌ، وقيل: إنَّما أنَّثها لمناسبةِ الخفيفةِ والثقيلةِ، لأنَّهما بمعنى الفاعليَّةِ، لا المفعوليَّةِ، والله أعلم.
و«الرحمنِ»: فعلانٌ من الرحمة، والألفُ واللامُ فيه للغلبةِ(12)، ولم يستعمل في غير الله تعالى، كما لم يستعمل اسمُه في غيرِهِ، وسُمِعَتْ إضافتُه، قالوا: «رحمنُ الدنيا والآخرةِ»(13)، ووصفُ غيرِ اللهِ بهِ من تعنُّت الملحدينَ، وفي صرْفِهِ قولانِ، حكاهما أبو حيَّانَ في ((البحر)) ؛ أحدهما: يستندُ إلى أصلٍ عامٍّ، وهو أنَّ أصل الاسم الصرفُ، وثانيهما: إلى أصلٍ خاصٍّ، وهو أنَّ أصل (فعلان) المنعُ، لغلبتِهِ فيه. قال: (ومن غريبِ ما قيلَ فيه: إنَّه أعجميٌّ بالخاء، فَعُرِّبَ بالحاء المهملةِ، قالَه ثَعلبٌ!) .(14)
وقوله: «ثَقيلتانِ» «خَفيفتانِ»: صفتانِ لـ«كَلمتانِ» أيضًا، وإنَّما وصفَهُما بالخفَّةِ والثِّقَلِ لبيانِ قلَّةِ العملِ وكثرةِ الثوابِ، فسبحانَ منْ يهبُ الثوابَ الجزيلَ على العملِ القليلِ.
قال الطيبيُّ(15) : (الخِفَّةُ مستعارةٌ للسهولةِ، فشبَّهَ سهولةَ جريانِ هذا الكلامِ على اللسانِ بما يَخِفُّ على الحاملِ من بعضِ المحمولاتِ، ولا يَشُقُّ عليه، فذكر المشبَّه وأراد المشبَّه بِهِ) .
أما ثِقَلُ الميزانِ: فهو على حقيقةٍ(16) لأنَّ الأعمال تتجسَّم كما سيأتي إن شاءَ اللهُ تعالى(17) .
وقدِ اشتملَ الحديثُ على أنواعٍ / من الفوائدِ البديعيَّةِ وغيرِها؛ منها: السجْعُ اللائقُ، والمعنى الرائقُ، والمقابَلَةُ الجميلةُ، والعبارةُ الجليلةُ(18)، والموازنةُ اللطيفةُ، والمناسبةُ الظريفةُ.
وقولُه: «سُبْحانَ»: اسمُ مصدرٍ، لا مصدرٌ، يقالُ: سَبَّح تسبيحًا، لأنَّه لا بدَّ لكلِّ فعلٍ غيرِ ثلاثيٍّ من مصدرٍ مَقِيسٍ، فقياس (فعَّل) بالتشديد إذا كان صحيحَ اللامِ (التفعيلُ) كالتسليمِ، والتكليمِ، والتطهيرِ، والمصدرُ: اسم الحدث الجاري على الفعل بأنْ يَكونَ له فعلٌ يُذكَر المَصْدَرُ بيانًا لمدلولِهِ، وقيل بمساواتِهِ له في استيفاءِ حروفِهِ، وهذا كالفصلِ يخرجُ به اسم المصدرِ، فإنَّه لا يستوفي حروف الفعلِ. كـ (العطاء)، فهو خالٍ من همزةِ (أَعْطى)، فهو اسم مصدرٍ لا مصدرٌ، وقيل: إنَّ «سُبْحَانَ» مصدرٌ لأنَّه سُمِع له فعلٌ ثلاثيٌّ، قال في ((اللُّباب)) : وقول الشاعر(19) : [من البسيط]
سُبْحانَهُ ثُمَّ سُبْحانًا يعودُ لَهُ وَقَبْلَنا سَبَّحَ الجودِيُّ وَالجُمُدُ
يساعدُ من قال: إنَّ «سُبْحَانَ» مصدرٌ لورودِهِ منصرفًا، وقال الصفَّار(20) ما معناه: أمَّا «سُبحَان»، فمصدٌر؛ أعني أنَّ معناهُ معنى المصدرِ، لكنْ لم يُستعملْ له فعلٌ من لفظِهِ، وليس فعله (سَبَّح) لأنَّه غيرُ جارٍ عليه، إنَّما الجاري عليه (التسبيحُ)، ولأنَّ المصدر يُذكر بعد فعلِهِ للتأكيدِ، فإذا قلت: ضربتُ ضربًا. كأنك تقول: ضربْتُ ضربْتُ. ولو قلتَ: /
سبَّحْتُ سبحانَ الله. لم يجُزْ، لأنَّ معنى (سبَّحْتُ) : قلتُ: سبحانَ اللهِ. فالتسبيحُ هو المصدرُ، و (سُبْحانَ) : اسمُ علمٍ للتسبيحِ، وهو من الأسماءِ اللازمةِ للإضافةِ، وقد يُفرَدُ، وإذا أُفرِدَ مُنِعَ الصرفُ للتعريفِ وزيادةِ الألفِ والنونِ، قال الشاعر(21) : [من السريع]
أَقولُ لمَّا جاءنيْ فَجْرُهُ سُبْحانَ مِن علقمةَ الفاجِرِ(22)
وقد جاءَ منونًا، كقولِ الآخَرِ: [من البسيط]
سُبْحانَهُ ثمَّ سُبْحانًا يَعودُ لَهُ
فقيل: صُرِفَ ضرورةً، وقيل: لجعْلِهِ نَكِرَةً، فيكون بمنزلة (قبلُ) و (بعدُ) إن نُوِيَ تعريفُهُ بقيَ على حاله، وإن نُكِّر أُعرِبَ منصرفًا(23) .
قال في «البحر»: وقيل: من لم ينوِّنْهُ جعلَهُ بمنزلة (قبلُ) و (بعدُ)، وقد رُدَّ هذا القولُ في كتب ِالنحوِ، وزعمَ الزمخشريُّ أنَّه: «عَلَمٌ للتسبيحِ كعثمانَ للرجلِ»، وقالَ ابنُ عطيَّة: «وَلَم ينصرِفْ لأنَّ في آخرِهِ زائدتَيْن، فهو معرفةٌ بالعلَمِيَّةِ»، قال: «ويعنيانِ _واللهُ أعلمُ_: إذا لم يُضَفْ، كقوله: [من السريع]
سُبْحانَ مِنْ عَلْقمةَ الفاجِرِ
وأما إذا أضيفَ، فلو فرضْنا أَنَّه عَلَمٌ لَنُوِيَ تنكيرُهُ ثم يضافُ، وصار إذ ذاك تعريفُه بالإضافةِ لا بالعلَمِيَّةِ»(24) .
وهذا كقول الشاعر(25) : [من الطويل]
عَلا زَيدُنا يوم النَّقا راسَ زَيْدِكُمْ بأبيضَ ماضي الشَّفْرتَيْنِ يَمانِي
والناصب بـ«سُبْحانَ» / فِعْلٌ مِن معناهٌ مقدَّرٌ لا يجوزُ إظهارُه.
والواو في قولِه: «وَبِحَمْدِهِ» للحال، والتقديرُ: أُسَبِّحُهُ مُلْتبِسًا بحمدي لَهُ مِن أجلِ توفيقِهِ لي للتَّسبيحِ، ونحوُهُ: (جاءَ زيدٌ بثيابِهِ)، فهما حالانِ متداخلانِ، أي حالٌ في حالٍ(26) .
وقيلَ: عاطفةٌ، والتقديرُ: أُسَبِّحُ اللهَ وأتلبَّسُ بحمْدِهِ.
ويحتمل أن تكون الباءُ سببيةً، أي: أُسَبِّحُ اللهَ وأُثني عليهِ بحمده. فيكونُ «سُبْحانَ اللهِ» جملةً، وَ«بِحَمْدِهِ» جملةً أُخرى.
الحَمْدُ هنا مضافٌ لمفعولِهِ، والفاعلُ عند البصريِّينَ محذوفٌ، وفي باب المصدرِ تقديرُه: بِحمدي إيَّاهُ. وليس بمنويٍّ في المصدرِ كما زعم بعضُهُمْ لأنَّ المصدرَ اسمٌ جامدٌ لا يُضمَرُ فيه. على أنَّه قد حُكِيَ خلافٌ في المصدرِ الواقعِ موقعَ الفعلِ، نحوِ: (ضربًا زيدًا) هل يتحمَّلُ ضميرًا أم لا.
وقوله: «سبحان الله العظيم»: مضافٌ، ومضافٌ إليه، وصفةٌ والله أعلم.
[1] إلى قوله: باطل، متفق عليه عن أبي هريرة، البخاري، كتاب: فضائل الصحابة، باب: أيام الجاهلية، رقم: 3841، 5/42. ومسلم، كتاب: الشعر، باب: ░إنشاد الشعر وجواز استماعه إذا لم يكن فيه بأس▒ رقم: 6029، ص1191.
[2] كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب «لا».
[3] من هنا يبدأ النقل من رسالة الكمال ابن الهمام في رسالته في شرح حديث كلمتان خفيفتان.. وهي مخطوطة ضمن مجموع بمكتبة يني جامع في السليمانية بتركيا تحت رقم 1186، من ░380ب-383ب▒ والنقل هنا من اللوحة 382أ.
[4] في هامش المخطوط: محط. وهو يوافق ما في المخطوط، ويوافق نقل المباركفوري في المرعاة عن ابن الهمام.
[5] بينما قال القسطلاني في الإرشاد _وهو متأخر في التأليف عن تحفة السامع والقاري-: «كلمتان: خبر مقدم، وما بعده صفة بعد صفة؛ أي: كلامان، فهو من باب إطلاق الكلمة على الكلام، ككلمة الشهادة».
[6] البيت لمحمد بن وهيب يمدح به المعتصم العباسي، انظر: العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، لابن رشيق 2/139. وفيه: ببهجتهم.
[7] هو: يوسف بن أبي بكر بن محمد، سراج الدين، أبو يعقوب السكاكي الخوارزمي الحنفي ░555 - 626هـ▒ : لغوي أديب. من مؤلفاته: «مفتاح العلوم» و«رسالة في علم المناظرة». انظر: الزركلي، الأعلام، 8/222.
[8] المصنف هنا نقل بالمعنى، انظره بحروفه لدى السكاكي، في مفتاح العلوم، ص194.
[9] هو محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود الكمال بن همام الدين، السيواسي، ثم القاهري، الحنفي ░790-861هـ▒ له: «فتح القدير» و«التحرير»، و«جزء في الجواب عما سئل عنه في حديث: كلمتان خفيفتان». انظر: الضوء اللامع، 8/127.
[10] رسالة الكمال ░283أ▒ والنقل هنا بتصرف.
[11] تمام عبارة أبي حيان: «{الرَّحْمَنُ}[الفاتحة: 1]: فعلان من الرحمة، وأصل بنائه من اللازم من المبالغة وشذ من المتعدي، و ░الـ▒ فيه للغلبة، كهي في الصعق». انظر: البحر المحيط: [تفسير الآية الأولى من الفاتحة: 1] 1/125.
[12] هذا اللفظ ليس في الكتب الستة، وأحسن ما ورد فيها مرفوعًا عن أنس ☺ عند الطبراني في المعجم الصغير [1/202] ولفظه عنده: قال رسول الله صلعم لمعاذ بن جبل: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبلٍ دينًا لأدَّى الله عنك؟ قل يا معاذ: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26] رحمن الدنيا والآخرة، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء.. . قال المنذري في الترغيب والترهيب [2/171] عن هذا الحديث: إسناد جيد.
ووردت هذه اللفظة في أحاديث أخرى منها عن أبي بكر الصديق ☺ انظر: البحر الزخار، رقم: 62، 1/131، ومسند أبي بكر للمروزي، رقم: 40، ص78. والمستدرك، للحاكم، كتاب: الدعاء والتكبير والتسبيح والذكر، رقم: 1950، 1/703، والدعوات الكبير للبيهقي، 1/35، وغير ذلك.
[13] تفسير البحر المحيط، 1/125.
[14] هو: الحسين بن محمد بن عبد الله، الطيبي ░743هـ▒ الإمام صاحب شرح المشكاة، المفسر، المحدث، العالم بأصول الدين، الدرر الكامنة: 2/68.
[15] كذا في المخطوط: حقيقة، ونقل ملا علي القاري ░1014هـ▒ عن الطيبي في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، رقم: 2298، 5/210: «حقيقته». وهذا أليق بالسياق، ويبدو أن القسطلاني نقل عن الطيبي أولًا نصًا ثم اقتباسًا.
[16] الكاشف عن حقائق السنن ح: 2298،7/1820.
[17] في المخطوط: الخليلة.
[18] هو أمية بن أبي الصلت، انظر: ديوانه، ص30.
[19] هناك عدة علماء لغة اشتهروا بهذه النسبة ذكر السيوطي في بغية الوعاة منهم: إسحاق بن أحمد، أبو نصر الصفَّار البخاريّ ░بعد405هـ▒ صنف: المدخل إلى كتاب سيبويه ░البغية،1/438▒ . وإسماعيل بن محمد، أبو علي الصفار، 247-341هـ ░البغية، 1/454▒ . وقاسم بن علي البطليوسي الأنصاري، الصفار، شارح كتاب سيبويه. توفي بعد 630هـ ░البغية، 2/257▒ . قلت: لعل المقصود هو الأخير شارح سيبويه.
[20] البيت للأعشى، انظر: ديوانه، ص143.
[21] هكذا في المخطوط: ░فجره▒ و ░الفاجر▒ بالجيم في الموضعين. بينما في اللباب وسائر المصادر: بالخاء المعجمة في الموضعين.
[22] اللباب في علوم الكتاب، لابن عادل الدمشقي، تفسير البقرة: 1/520.
[23] دمج القسطلاني أعلاه كلام أبي حيان في تفسيره لسورة البقرة وسورة الإسراء، انظر: البحر المحيط، [تفسير البقرة] 1/286. [وتفسير الإسراء: 1] 6/5 والكشاف 2/475، والمحرر الوجيز 3/442.
[24] قال أبو العباس المبرد، محمد بن يزيد ░285هـ▒ في الكامل، 2/103: «وقال رجل من طيئ، وكان رجل منهم، يقال له زيد، من ولد عروة بن زيد الخيل، قتل رجلًا من بني أسد يقال له زيد، ثم أقيد به بعد:
~ علا زيدنا يوم الحمى رأس زيدكم
~فإن تقتلوا زيدًا بزيد فإنما بأبيض مصقول العِرار يمانِ
أقادكم السلطان بعد زمانِ
قال أبو الحسن، وأنشدنا غيره:
~ علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم بأبيض من ماء الحديد يمانِ».
وأما رواية: ░ماضي الشفرتين▒ فتجدها في خزانة الأدب في الشاهد الثامن عشر بعد المائة، 2/224.
[25] انظر: اللباب لابن عادل: 1/507.
[26] في المخطوط: إلهي.