وقد ذكر الله تعالى الميزان في كتابه بلفظ الجمع والإفراد، فقيل: يجوز أن يكون هناك موازينٌ للعاملِ الواحد؛ يوزن بكلِّ ميزانٍ منها صنفٌ واحدٌ من أعماله، كما قال الشاعر(1) : [ من الكامل]
مَلِكٌ تَقومُ الحادثاتُ لعدلِهِ فلكلِّ حادِثةٍ لها مِيزانُ
تَتَصَرَّفُ الأشياءُ في مَلَكُوتِه فَلِكُلِّ شَيْءٍ مُدَّةٌ وَأوانُ
ويمكن(2) أن يكونَ ميزانًا واحدًا، عبَّر عنه بلفظ الجمع، كما قال تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:123]، {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:105]، وإنَّما هو رسولٌ واحدٌ.
وقيل: المراد بها جمعُ (مَوْزونٍ)، أي: الأعمالَ الموزونةَ، لا جمع (ميزانٍ) .
[1] في هامش المخطوط: ويحتمل.
[2] انظر: معاني القرآن للزجاج، 3/394، تفسير الأنبياء: 47، وفتح الباري، شرح ترجمة آخر أبواب صحيح البخاري، 13/540. وعمدة القاري، شرح الباب نفسه. 25/302.