تحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري

الكلام عليه من جهة الإسناد

          هذا حديثٌ صحيحٌ، متَّفقٌ عليه [خ¦7563] [م:7021]، مُجْمَعٌ على ثبوتِهِ.
          قال شيخنا ناصرُ السنَّةِ، حافظُ العصرِ، علَّامةُ الدهرِ، الشمسُ السخاويُّ(1) _نفعَ اللهُ بعلومه_في ((عمدةِ القاري والسامعِ)) ما محصله: هذا الحديثُ لا يُعرف رواه عن النبي صلعم إلَّا أبو هريرةَ، ولا عنه إلَّا أبو زرعةَ، ولا عنه إلَّا عُمارةَ، ولا عنه إلَّا محمَّدٌ _يعني ابن فضيل _، وعنه انتشرَ:
          فرواه عنه أحمدُ بن إشكاب، فأخرجه البخاريُّ في آخر كتابه ((الصحيح)) .
          ورواه عنه أبو خيثمةَ زهيرُ بنُ حربٍ، فأخرج البخاريُّ حديثه في الدعَوَات من ((صحيحه)) [خ¦6406]، ووافقه مسلمٌ على إخراجه في الدعوات [خ¦7021]، وكذا أخرجَه الإسماعيليُّ في / ((مُسْتَخْرَجِه)) على البخاري.
          ورواه أيضًا عن محمَّد بن فضيلٍ: قتيبةُ بنُ سعيد، فأخرج البخاريُّ حديثه في كتاب الأَيمانِ والنذورِ [خ¦6682] .
          ورواه عنه أيضًا محمَّدُ بنُ طَريفٍ، فأخرج مسلم حديثَهُ في الدعَوَات →7021← .
          ورواه أيضًا عنه يوسفُ بنُ عيسى المرورُّوزيُّ، فأخرجَهُ التِّرمذيُّ عنه في الدعوات من ((جامعه))، وقال: (حسنٌ صحيحٌ غريبٌ) →3772← .
          ورواه أيضًا عنه عليُّ بنُ المنذرِ، وأحمدُ بنُ حربٍ، فأخرجه النسائيُّ في ((اليوم والليلة))، عنهما(2).
          ورواهُ أيضًا عنه أبو بكرٍ بنُ أبي شيبةَ [30026]، فأخرجهُ ابنُ ماجه عنه في ثوابِ التسبيحِ من ((سننه)) →3806←، ووافقَهُ على إخراجه عنه البيهقيُّ في |الدعَوَات [1/195] .
          وكذا رواه أيضًا عنه: الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ(3)، وأحمدُ بنُ عبدةَ(4)، والحسينُ بنُ عليٍّ الأسودُ(5)، والعبَّاسُ بنُ يزيدَ البحرانيُّ(6)، وعليُّ بنُ محمَّد الطنافسيُّ(7)، ومحمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ سَمُرَةَ الأَحْمسيُّ(8)، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ نُمَيرٍ(9)، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ(10)، وغيرُهم ممن يطول تعدادهم(11)، ويخرج عن المقصودِ حصرُهم. والغرضُ إنَّما هو شرحُ الحديثِ متنًا وإسنادًا، وانحصر الكلامُ عليه في أربعةِ مقاصدَ وخاتمةٍ.


[1] هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدين أبو الخير السخاوي الشافعي ░831-902هـ▒ الإمام الحافظ المتقن، اختصَّ بابن حجر العسقلاني، وألف: «الضوء اللامع»، و«المقاصد الحسنة»، و«عمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع»، و«غنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج». انظر ترجمته لنفسه في الضوء اللامع، له، 8/2، والكواكب السائرة للنجم الغزي، ج1، ق/أ: 33، من مخطوطة ابن عابدين.
[2] رواية أحمد بن حرب في عمل اليوم والليلة، باب: أفضل الذكر، رقم: 830، ص480، أما رواية علي بن المنذر فقد أشار المزي في التحفة [ر: 14899] إلى إخراج النسائي لها في عمل اليوم والليلة، وليست في مطبوعته. وقد ألحقت في مطبوعة السنن الكبرى للنسائي في طبعة الرسالة بناءً على ما في التحفة. انظر: 10597، 10598.
[3] انظر: مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مسند أبي هريرة، رقم: 7167، 12/86.
[4] حديثه أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه، كما ذكر ابن حجر في الفتح 13/541.
[5] تصحف في المخطوط إلى الحسن، والتصويب من «عمدة القاري» للسخاوي، ومن كتب التراجم والرواية، وحديثه أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه، كما ذكر ابن حجر في الفتح 13/541.
[6] حديثه أخرجه ابن حبان كما نبَّه السخاوي في عمدته ░8ب▒
[7] قرنه ابنُ ماجه بأبي بكر ابن أبي شيبة عندما أخرج حديث الباب: «كلمتان خفيفتان...» في سننه، كتاب: الأدب، باب: فضل التسبيح، رقم: 3806، 4/714، وأشير هنا إلى اختلاف لعل سببه تصحيفًا وقع في بعض طبعات سنن ابن ماجه من أبي بكر إلى أبي بشر، كما في طبعة الرسالة.
[8] حديثه في مسند أبي عوانة 2/84 ░1752▒ .
[9] حديثه أخرجه مسلم في صحيحه: 2694.
[10] روايته أخرجها مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب: فضل التهليل والتسبيح، رقم: 7021، ص1388.
[11] مثل محمد بن آدم، أخرج الحديث عنه النسائي، في السنن الكبرى، كتاب: عمل اليوم والليلة، باب: ░234▒ ما يُثقل الميزان، رقم: 10597، 9/305.