تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين

          2971- الإِصْبَعُ في اللغةِ تَرِدُ على وجوهٍ: منها الجارحةُ وذلكَ / منفيٌّ عن الله ╡ بقولهِ تَعَالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]، وبيانُهُ ما وردَ في ذلكَ، والإصبعُ: النِّعمَةُ، والإصبعُ: الأثرُ الحسنُ والمراعاةُ، يُقالُ: إن له على إبلهِ لإصبعاً، أي لأثراً حَسناً في مراعاتِهِ لها واهتمامِه بها وحَمْلِهَا على ما يُصْلِحُهَا، وأنشدَ صاحبُ «المجملِ» شاهداً على ذلكَ من قولِ الرَّاعِي:
          ضَعِيْفُ القُوَى بَادِيَ العُرُوْقِ... عَلَيْهَا إِذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسَ إِصْبَعاً
          يَصِفُ رِفْقَهُ بها وإحسانَهُ إليها وإيثارَهُ إيَّاهَا على نفسهِ. ولا شكَّ أتى من رِفْقِ اللهِ بنا وألطافهِ ومراعاتِهِ وتصريفاتِهِ مننٌ ونِعَمٌ لا نُحصيها، وإذ قد صحَّ انتفاءُ الجارحةِ عن الباري ╡ فما سِوَى ذلكَ محتملٌ والله أعلمُ بما أرادَ بالشواهدِ التي لا اعتراضَ علَيها، وقد قالَ ◙: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوْبِ صَرِّفْ قُلُوْبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».