تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: ويل للأعقاب من النَّار

          2939- (الرَّهَقُ) العَجَلَةُ، وأرهقتْنَا الصلاةُ إذا قَرُبَتْ مِنَّا فاسْتَعْجَلْنَا إليها، فكأنَّها هي الحافزةُ لهم لقُربِها منهم وخَوفِهِمْ من فَواتِهَا عنهم، يُقالُ: رَهَقَهُ الأمرُ إذا غَشِيَهُ، وأَرْهَقُوْا الصلاةَ إذا أَخَّرُوْهَا حتى يَقْرُبَ وقتُ الأخرى، والإرهاقُ أن يُحْمَلَ المرءُ على ما يشقُّ عليهِ، يُقالُ: أرهقتُهُ أن يصليَ، أي أَعْجَلْتُهُ عن الصلاةِ، وأرهقَني أن ألبسَ ثوبِي، أي أعجلَني، وفي فلانٍ رهَقٌ، أي غشيانُ الأضيافِ للمحارمِ / وإلمامٌ بها وقربٌ منها، ورجلٌ مُرَهَّقٌ، أي تَغْشَاهُ الأضيافُ، قال تعالى: {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوْهَهُمْ قَتَرٌ} [يونس:26]، أي لا يلحقُ ولا يَغْشَى ولا يَقْرُبُ، و{وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً} [الكهف:73]، أي لا تُغْشِنِي ولا تُكَلِّفْنِي.
          (عَقِبُ القَدَمِ) مؤخَّرُهَا، وجمعهُ أعقابٌ وهو ما أصابَ الأرضَ من مؤخَّرِ الرِّجْلِ إلى موضعِ الشِّراكِ، ويُقالُ: عَقِبَ وعَقْبٌ وَ«وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ»، أي لصاحبِها المُقَصِّرِ في غَسْلِهَا، كما قالَ: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف:82] وإقامةُ المضافِ إليه مقامَ المضافِ مُتَّسِعٌ، وقد جاءَ في كثيرٍ، وقيلَ: إنَّ هذا تخصيصٌ للعقبِ بالمؤلمِ من العقابِ إذا قُصَّرَ في استيفائِها بالغَسْلِ.
          (إِسْبَاغُ الوُضُوْءِ) إتمامُه على ما أُمرَ به واستيعابُهُ، ويقال: شيء سابغٌ، أي كاملٌ.