تعليقات القاري على ثلاثيات البخاري

حديث سلمة: بايعنا النبي تحت الشجرة فقال

          الحادي وَالعشرون: [خ¦7208]
          قالَ البُخَاري: (حَدَّثَنَا أَبُوْ عَاصِمٍ عَنْ يَزِيْدٍ) أيْ ابنِ أبي عُبيد كمَا في أصلٍ صحيحٍ (عَنْ سَلَمَةَ) أيْ ابن الأكوع، (قَالَ: بَايَعْنَا) أي نَحْنُ (النَّبِي صلعم تَحْتَ الشَّجَرَةِ) أيْ التي بالحُدَيْبِيَةِ، وَتُسَمَّى البَيْعَةُ بَيْعَةَ الرُّضوان لنزول قوله تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:18] في تِلك القضية، (فَقَالَ) النَّبيُّ صلعم (لِي: ) أي بعد ما بَايعتُهُ أوَّلًا مع المؤمنينَ عامةً: (أَلَا تُبَايِعُ ؟) بتخفيف اللام على أنَّ الهمزة للاستفهام وَالاستعلام عن سَبَبِ امتناعِه من البيعة الثانية خاصَّةً، (قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله، قَدْ بَايَعْتُ فِي الأَوَّلِ) بفتح الهمزة وَتشديد الواو، أي في الزمن الأوَّل، وَلأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهني: ((في الأُولى)) بضم الهمزة وَفتح اللام، أي في المبايعة أو البيعة أو السَّاعة أو الطَّائفة الأُولى.
          (قَالَ: ) أي النَّبي ◙: (وَفِي الثَّانِية) أي وَفي الزمن الثاني بَايِع أيضًا، وَفي رواية: قال: وَفي الثانية، وَتَقَدَّمَ وَجْهُهُمَا، وَقد سبقَ الحديثُ مُطولًا وَشرحناهُ مُفَصَّلًا، وَلعلَّ إعادته هنا لاختلاف رجاله وَاختصارِ مقالهِ.
          (أخرجه) أي: البخاري (في كتاب الأَحْكَام) أي: في باب من بَايَعَ مرتين.