تعليقات القاري على ثلاثيات البخاري

حديث سلمة: أسمعنا يا عامر من هنيهاتك

          التَّاسعُ عشر: [خ¦6891]
          قال البُخاري: (حَدَّثَنَا المَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْم ثَنَا) وَفي نُسْخَةٍ (حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبي عُبَيْد)، وَهو مَولى سَلمة (عَنْ سَلَمَةَ) أي ابن الأَكْوَعِ، (قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِي صلعم إِلَى خَيْبَرَ) أي قاصدًا إلى مُحاصرة أهلها وغزوهم فيهَا، (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُم: ) أيْ من الصَّحابة، وَهو [أسيد] بن حُضير، قال الشَّارح: وَوقعَ عندَ البُخاري أيضًا من طريق حَاتم بن إسماعيل عن يزيد عن سَلمة: فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، وَسُمِّي في بعض الرِّوايات الصَّحيحة هذا الرَّجل: أُسَيْدُ بنُ حُضير الأنصاري، (أَسْمِعْنَا) بفتح الهمزة وَكَسْر الميم، أي أَوصل إلى سمعنا (يَا عَامِرُ) وَهو ابن سِنان، وَيقال له: ابن الأكوع أيضًا، عمُّ سَلَمَةَ بنَ الأَكوع الرَّاوي، (من هُنَيْهَاتِكَ) بضمِّ الهاءِ وَفتحِ النُّون وَسكون التَّحْتِيَّةِ بعدهَا هاءُ فألفُ فَفَوْقِيَّةٍ فَكاف، أَيْ أَرَاجِيْزَكَ، وَلابن عساكر وَلأبي ذر عن الكُشْميهني: ((من هُنَيَّاتِكَ))، بتحتيَّةٍ مُشَدَّدَةٍ بدلَ الهاءِ الثانية تصغير هناتك، وَاحدهُ هناه، وَتُقلبُ الياءُ هاءً كما في الرِّواية الأولى، وَفي نُسخةٍ: ((هَنَاتِك))، من غير تَصغير، وَهُنَّ كِنَايَةٌ عنْ الشَّيء، أصله هَنَوَ، وَللمؤنَّث هنة، وَتصغير هُنَيَّة وَهُنَيْهَة، فتأنيثها باعتبار قصدِ الأُرْجُوْزَةِ أو الكلمةِ وَنحوهَا.
          قال في ((الفتح)): وعندَ ابن إسحَاق من حديث نَصر بن دهر الأَسْلميِّ: أنَّه سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صلعم يَقُوْلُ فِي مَسِيْرِهِ إِلَى خَيْبَرَ لَعَامِرِ بنِ الأَكْوَعِ: «انزل يا ابن الأكوع فَاحْدُ لَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ» ففي هذا أنَّ النَّبيَّ صلعم هو الذي أمره بذلك، انتهى.
          ولا يخفى إمكان الجمع بَينهما بأن يُقال: مَا امتثلَ عامرٌ قول الصَّحابي حتى أمره النَّبي صلعم.
          وَقال جَمْعٌ منَ الشُّرَّاحِ في وَجهِ الجمعِ أنَّه يحتمل أنَّه لمَّا استدعى منه أُسيد بن حضير أمره النَّبي صلعم تقريرًا لقول أُسَيد.
          أقولُ: وَالأظهر أن يكون الأمر منهما في وَقتين مختلفين؛ لقوله الآتي ((مَنْ هَذَا السَّائِقُ))، وَالله أعلم بالحقائق.
          (فَحَدَا بِهِمْ) أي سَاقَهُمْ مُنشدًا للأراجيز، وَفي روايةِ حَاتم بن إسمَاعيل: وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُوا بالقومِ يقول:
اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اتَقَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
          انتهى.
          ولو قَال: وَأنزل سكينةً علينا. لكان أطبق بما في الكتاب. وَفي روَاية تقديم ((أَلْقِيَنْ)) على مصرَاع ((ثَبِّتْ)) وَزيادة قوله:
وَإِنَّا إِذَا صَيْحَ بِنَا أَبْقَيْنَا                      وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوْا عَلَيْنَا
          قال في ((الفتح)): قوله: اللهم لولا أنت ما اهتدينا. فيه زُحاف، وَأكثر هَذَا الرَّجز قد تقدَّم في الجهَاد من حديثِ البَراءِ بن عازبٍ، وَأنَّه من شعر عَبد الله بن روَاحة، فيحتملُ أنْ يَكون هُو وَعامر تواردا على ما تواردا منه، بدليل ما وَقع لكلٍّ منهما ما ليس عند الآخر، أو استعانة عامر ببعض ما سَبَقه إليه ابن روَاحة.
          ثُمَّ قوله: ((فِداء))، بكَسْر الفاء ممدودًا، وَحكى ابن المنير(1) فتح أوله مقصورًا، وَزعم أنَّه هنا بالكسر [مع القصر](2) لضرورة الوزن، وَلم يُصِبْ، فإنَّه لا يتَّزن إلَّا بالمد.
          وقد استُشكل هَذا الكلام لأنه لا يُقال في حقِّ الله؛ إذ مَعنى: فداء لك: نفديك بأنفسنا، وَحذف متعلق الفداء للشهرة، وَإنما يتصوَّر الفداء لمن يجوز عليه الفناء. /
          وَأُجيبَ عن ذلك بَأنَّها كلمةٌ لا يُراد ظاهرهَا، بل المراد بهَا المحبَّةُ وَالتَّعظيم معَ قطع النظر عَنْ ظاهر اللَّفظ، انتهى.
          وَفيهِ أنَّ المراد لا يدفع الإيراد، وَمثل هذا التَّأويل لا يُقبل في كلامٍ ظاهرِ الفَساد، إلا أنَّه صلعم لمَّا سمعَه وَمَا أنكره لا بدَّ له من وَجهٍ يصحِّحه؛ فقيل: المراد بهذا الشعر النبي ◙، وَالمعنى: لا تؤاخذنا بتقصيرنا في حقِّك وَنَصرك، وَعلى هَذا فقولُ: ((اللَّهُمَّ))، يقصد بها الدُّعاء، وَإنَّما افتتحَ بها الكلام، وَالمخاطبُ بقوله: ((لولا أنت)) النَّبي صلعم إلى آخره، كذا ذكروه.
          وَفيه: أنَّ هذا احتمالٌ بَعيدٌ، وَيَبعد أنَّه صلعم رضي خطابه بهذا المعنى معَ مُعَارضته لظاهر قوله تعالى حكايةً: { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أن هَدَانَا اللّهُ} [الأعراف:43] وَيؤيده أيضًا أنَّ في بعض الرِّوايات: ((لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا))، وَمعَ هذا يُعكر عليْهِ قوله بعد ذلك:
فَأَنْزِلَنْ سَكِيْنَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتْ الأَقْدَامَ إِنَّ لَاقَيْنَا
          فإنَّهُ دعَاء لله تعالى، قيل: وَيحتمل أنَّ يكون المعنى: فاسأل ربك أن ينزل وَيثبت، وَهذا أبعد ممَّا تقدَّم، وَالله أعلم.
          وأما قوله: ((مَا اتَّقَيْنَا))، فبتشديد المثنَّاة وَبعدهَا قافٌ للأكثر، وَمَعْنَاهُ: مَا تركناه منَ الأوامر، وَ((ما)) ظرفية.
          وَللأَصيلي وَالنَّسفي همزةُ قطعٍ ثمَّ موحدة سَاكنة، أي ما خلَّفنا وَرَاءنا ممَّا اكتسبنا منَ العيوب، وَما أبقيناه وَراءنا من الذُّنوب.
          وَللْقَابسي: ((ما لقينا))، بلام وَكسر القافِ، وَالمعنى: مَا وَجدنا من المناهي وَالملاهي.
          وَوقعَ في روَاية قُتيبة عن حَاتم بن إسماعيل: ((مَا اقْتَفَيْنَا))، بقاف سَاكنة وَمثناة مفتوحة ثم تحتيَّة سَاكنة، أي تبعنا من الخطايا، من قفوت الأثر: إذا تبعته. وَكذا لمسلم عن قتيبة، وَهو أشهر الرِّوَاياتِ في هذا الرَّجز.
          وقوله: ((وَأَلْقِيَنْ سَكِيْنَةً عَلَيْنَا))، في رواية النَّسفي: ((وَألقِ(3) السَّكِيْنَةَ عَلَيْنَا))، بحذف النون وبزيادة ألف وَلام في السَّكينة بغير تنوين، وليس موزون.
          وقوله: ((إِنَّا إِذَا صَيْحَ بِنَا أتيْنَا))، بمثَنَّاةٍ، أي جِئنا إذا دُعينا إلى القتالِ، أو إلى الحق من المقال، وَرُوي بالموحدة. قال العَسقلاني: كذا رأيت في نُسخة النَّسفي، فإن كانت ثابتة فالمعنى: إذا دُعينا إلى غير الحق (أبينا) أي امتنعنا.
          ثُمَّ قوله: ((وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوْا عَلَيْنَا))، أيْ قَصَدونا بالدُّعاءِ بالصَّوتِ العَالي، وَاستغاثوا علينا بالأصوَات، تقول: عوَّلت على فلان، وَعوَّلت بفلان، بمعنى: استغَثْتُ به.
          وَقال الخطَّابي: المعنى أجلبوا(4) علينا بالأصوات، وَهو من العويل، وَتعقَّبه ابن التِّين بأن عَوَّلوا بالتثقيل من التعويل، وَلو كان منَ العَويل لكان: اعولوا. وَوَقَعَ في روَاية إِياس بن سَلَمة عن أبيه عند أحمد في هذا الرَّجز من الزِّيادة:
إِنَّ الَّذِيْنَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا                     إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ(5) فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا                     
          وهذا القسمُ الأخير عند ((مُسلم)) أيضًا.
          (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: مَنْ السَّائِقُ ؟) أي الذي يحدو في طريق الحقائق، (قالوا: عامر) أي هو عامر، وَقد عمَّر عُمره في تحقيق الدَّقائق، وَتدقيق الرقائق، (فقال) أي النَّبي ◙: (رَحِمَهُ اللهُ).
          قال الشَّارِحُ: وَقعَ في بَعضِ طُرقِ الحَديث: قالَ سَلَمَةُ: وَمَا قَالَ رَسُوْلُ الله صلعم هَذَا القَوْلَ لِأَحَدٍ إِلَّا اسْتُشْهِدَ. وَبِهَذَا يظهرُ سرُّ كلامهم فيما سَألوا، (فقالوا: ) قيلَ: القائلُ هو عمر ☺، كما في مُسلم: (هَلَّا أَمْتَعْتَنَا بِهِ) بهمزة مفتوحة وَسكون ميم، وَفي نسخة: «متَّعتنا به»، أي بعُمر عامرٍ في الغَابِرِ قبلَ إِسرَاعِ / الموتِ له في الزَّمَن الحاضر.
          قال الشَّارحُ: وَفي روَاية حَاتم: فقال رَجل من القوم: وَجبت يا نبيَّ الله، لولا متعتنا به.
          وَوقع عند ابن سَعدٍ: فقال عمر بن الخطاب: وَجبت وَالله يا رسول الله، أي وَجبتَ لهُ الشَّهادة. فإسنادُ القول إلى الأصحَاب في هذه الرِّواية مجازيٌّ، وَالمعنى: قد وَجبت له الشَّهادة بدعائك، وَليتك تركته لنا، فإنَّهُ من أحبائك، فلمَّا سمع عامر ذلك بارز يومئذ يهوديًا، فاختلفا ضربتين، فرجع سيف عامر على ساقه فقطع أكحله، فماتَ بها.
          وَهذا مَعنى قوله: (فَأُصِيْبَ) أي عَامرٌ (صَبِيْحَةَ لَيْلَتِهِ) أيْ تِلْكَ، وَذلك لما في رواية حاتَم: فلمَّا تَصَافَّ القوم كان سَيف عامرٍ قصيرًا، فلمَّا تناول به سَاق اليَهودي ليضربه، فرجع ذبابه فأصَاب من ركبته، فمات منه، (فَقَالَ القَوْمُ: ) وَمنهم أُسَيد بن حُضير كما عند البخاري في ((الأدب)): (حَبِطَ عَمَلُهُ) أي بَطل سَعيه وَأَمله، (قَتَلَ) وَفي نُسخةٍ: (فإنَّه قتلَ نفسه).
          (فَلمَّا رَجَعَتْ)، أي: إلى المدينة، وَقَائِلُهُ سَلَمة، (فَجِئْتُ النَّبي صلعم) أي بعْدَ أن قَدِمَ المدينة، وَوقع عند ابن سعدٍ: فجئت وَهُوَ في المسجد، (فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ) وَلأبي ذرٍّ: يا رسول الله!، (فَدَاكَ) بفتحِ الفاء (أَبِي وَأُمِي، زَعَمُوْا) وَعندَ ابنِ سعدٍ: يزعمون (أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ) زاد ابن سعد: قال: ((مَن يقوله ؟)) قلت: رِجَالٌ من الأنصَار، منهم فلان وَفلان، وَأُسَيد بن حُضير.
          (فَقَالَ: ) أَيْ النَّبي ◙: (كَذَبَ مَنْ قَالَهَا) أيْ كلمة: (حَبِطَ عَمَلُهُ)، وَالظَّاهرُ أنَّ ((من)) فاعل (كذبَ)، وَلا يبعَدُ أن يكونَ اسْتفهامًا، (إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ) أي أجر الجَهد في الطَّاعة، وَأَجْرُ الجِهَادِ، وَاللَّام في الآخرين لتأكيدِ الاثنينِ تأكيدٌ لأجرين، وَالمعنى: إنَّه لم يحبط عمله الأوَّل وَلا الآخر، وَإنَّه لا يضره ما وَقع من الخطأ، وَإنَّما أخطأ من جعل الخطأ في حُكم العمد مستدلًّا بعموم قوله تعالى: { لاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} [النساء:29] وَغَفَلَ عن قوله ◙: «رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأُ».
          وَفيه إشكالٌ من حيثُ إنَّ قتله لنفسه _وَلو كان عمدًا_ لا يُوجبُ حُبُوطَ عمله؛ لأنَّ قتل النفس من الكبائر، وَلا يحبطُ شيءٌ من الذنوب جميع الأعمال إلَّا الكفر، نعوذ بالله من ذلك، خلافًا للمُعتزلة، وَلعلَّهم ظَنُّوا أنَّ قتل نفسه كفرٌ كما ذهبَ إليه بعضُ من الفقهاء، وَقال: لا يُغَسَّلُ وَلا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلهذا أكَّد النَّبي صلعم تأكيدًا بعدَ تأكيدٍ حَيث قال: (إنَّه لجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ).
          كذا لأكثر الرواة باسم الفاعل فيهما، فالأوَّل مَرفوعٌ على الخبريَّة، وَالثَّاني إتباع للتَّأكيد، كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌّ. وَلبعض الرواة: ((لَجَاَهَدَ)) بفتح الهاء وَالدال، وَحينئذٍ قوله: مُجاهد، خبر مبتدأ محذوف، أي: هو مجاهد، وَقيل: الجاهد من يرتكبُ المشقَّةَ، أي: وَمجاهد، أي: لأعداء الله.
          زادَ ابنُ سعدٍ من طريق الواقدي: ((وَإِنَّهُ لَيَعُوْمُ فِي الجَنَّةِ عَوْمَ الدُّعْمُوصِ)) بضم الدال وَسُكون العين، ذويبة تكون في مُستنقع الماء، تغوص فيه كثيرًا، وَالعَوم السِّباحة في الماء، وَالمعنى: إنَّ عامرًا يَسيرُ في الجنة وَيسرح فيها حيث يشاء كما تسبح هَذه الذُّويبة في الماء وَلا تخرجُ منه إلا نادرًا.
          هذا وَقال النَّووي: في معظم نسخ مسلم: ((إِنَّ لَهُ لَأَجْرَانِ)). وَوجه أنَّ المثنَّى إعرَابه تقديري عند بعضٍ كعصَا، وَمنه قوله تعالى: { إنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه:63] كذا في ((شرح المشارق)).
          (وَأَيُّ قَتْلٍ) بفتحِ القَاف وَسكون الفوقية، (يَزِيْدُهُ عَلَيْهِ) أَيْ يزيدُ / الأجرَ عَلَى هَذَا. وَلأَبي ذَرٍّ عن الكُشْمِيهني: ((وَأي قَتِيْلٍ))، بكسر الفوقية وَزيادة تحتية ساكنة، ((يزيدُ عليه))، بإسقاط الضَّمير من ((يزيده))، وَللأَصِيْلي: ((وَأيُّ قتيلٍ يزيدُه)).
          (أخرجه) أي البخاري (في كتاب الدِّيات) أي في باب: إذا قتل نفسه خطأً.
          قال العَسقلاني: وَهذا الحديثُ حُجَّةُ الجُمْهُور أنَّ مَن قتل نفسه لا يجبُ عليْه شَيء، إذْ لم يُنقل أنَّه ◙ أَوجبَ في هذه القصة شيئًا.
          قال القسطلاني: وَهذا الحديثُ هو التَّاسعَ عشر من ثلاثيات الإمام البخاري، وَسبق في المغازي وَالأدب وَالمظالم وَالذَّبائح وَالدَّعوات، وَأخرجه مُسلم وَابن مَاجه.


[1] هكذا في الأصل، ونقل هذا في كتب الشروح عن ابن التين.
[2] زيادة لا بدَّ منها من كتب الشروح.
[3] في المخطوط: «ألقى».
[4] في المخطوط: «اختلفوا».
[5] في المخطوط: «من».