الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: مه، عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا

          43- (فُلَانَةُ): لا ينصرف(1) للتَّأنيثِ والعَلَميَّةِ؛ لأنَّه كِنايَةٌ عن كلِّ عَلَمٍ عاقلٍ.
          (تَذْكُرُ): بفتحِ المثنَّاةِ، ويُروى بضمِّ الياءِ مبنيٌّ للمفعولِ(2).
          (مِنْ صَلَاتِهَا): قال الكِرمانيُّ: (مفعولٌ له). /
          قال البِرْماويُّ: (وفيه نَظَرٌ؛ إِذْ يَحتملُ: تَذْكُرُ كثيرًا مِنْ صَلاتِها).
          (مَهْ): قال الأصفهانيُّ: (إذا دخلَهُ التَّنوينُ، كانَ نكرةً، وإذا حُذفَ، كانَ معرفةً، وهذا القِسم مِنْ أقسامِ التَّنوينِ الَّذي يختصُّ بالدُّخولِ على النَّكرةِ؛ ليفصلَ بينها وبين المعرفةِ، فالمعرفةُ غيرُ مُنَوَّنٍ، والنَّكرةُ مُنَوَّنٌ) انتهى.
          وقال الجوهريُّ: (معناهُ: اُكْفُفْ)، وفيه نَظَرٌ؛ لأنَّ (مَهْ) اسمُ فعلٍ لازمٌ، و(اُكْفُفْ) مُتَعَدٍّ، بل ينبغي أَنْ يُقالَ: معناهُ: اِنْكَفِفْ.
          (عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ): (عَلَيْكُمْ) من أسماءِ الأفعالِ.
          (وَكَانَ أَحَبَُّ): يجوزُ نصبُه على أنَّه خبرٌ مقدَّمٌ، ويجوزُ رفعُه على أنَّه اسمٌ، ويَحتمل أنْ يكونَ أرادَ: أَحَبَّ أعمالِ الدِّينِ، فحَذَفَ المضافَ.


[1] في (ب): (لا تنصرف).
[2] قوله: (مبنيٌّ للمفعول) غيرُ ظاهرٍ في هامش (أ)، والمثبت من (ب)، وعبارة البرماوي في «اللامع الصبيح» (1/253): (على البناء للمفعول)، وعبارة النووي في «التلخيص» (ص141)، والزركشي في «التنقيح» (1/41)، وابن الملقن في «التوضيح» (3/116): (على ما لم يُسمَّ فاعِلُه)، وهي رواية غيرِ الأربعةِ؛ أبي ذرٍّ والأصيليِّ وابنِ عساكرَ وأبي الوقت.