الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب أي الإسلام أفضل؟

          ░5▒ (بَابٌ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟): قال الكِرمانيُّ: («أَيُّ» بالرَّفعِ لا بالجرِّ، سواءٌ نوَّنتَ البابَ أم لم تنوِّنْهُ، وسواءٌ وُقِفَ عليه أم لا، ومعناهُ: أيُّ خصالِ الإسلامِ أفضل؟ إذْ شرطُ «أيٍّ» أنْ تدخلَ على متعدِّدٍ، ونفسُ الإسلامِ لا تعدُّد فيه، ولأنَّ الجوابَ يدُلُّ على أنَّ السُّؤالَ عنِ الخصلةِ لا عنِ الإسلامِ نفسِه، فحُذفَ المضافُ وأُقيم المضافُ إليه مُقامَهُ. /
          فإن قلتَ: أفعلُ التَّفضيل لا بُدَّ أن يُستعمل بأحد الوجوه الثَّلاثة، و«أفضلُ» ههنا مجرَّدٌ عن الكلِّ، قلتُ: تقديرُه: أفضلُ مِن سائرِ الخصالِ، والحذفُ عندَ العِلْمِ به جائزٌ).
          وقال بعضهم(1) [لا بُدَّ في الحديث من تقدير]، ولك عنه جوابان، الأول(2): أيُّ خِصال الإسلام [أفضلُ]؟ فقال: مَنْ سَلِمَ، أي: أفضلُ خِصالِه مَنْ سَلِمَ، لا بدَّ من ذلك للتطابق، الجوابُ الثَّاني: أيُّ ذوي الإسلام أفضل؟ فيكونُ قولُه: (مَنْ سَلِمَ) غيرَ محتاجٍ إلى تقديرٍ، قالَه أبو البقاء.
          وللكرمانيِّ هنا كلامٌ _تعقَّبَهُ شيخُنا_ ذكرتُه في المطوَّل، وكذا لابنِ الملقِّن.


[1] في (ب) مستدركًا: (البرماوي)، وليس بصحيح.
[2] (ولك عنه جوابان؛ الأول): سقط من (ب).