الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب قول النبي: بني الإسلام على خمس

          ░1▒ (كِتَابُ الْإِيْمَانِ... وَالْحُبُّ فِي اللهِ): (الحُبُّ) مبتدأٌ، و(مِنَ الْإِيمَانِ) خبرُه، ويَحتملُ أن تكون الجملةُ عطفًا على ما أضاف إليه الباب، فتدخل في ترجمة الباب، كأنَّه قال: والحبِّ في الله من الإيمان، وألَّا تكون، بل ذُكِرَ لبيانِ إمكانِ الزِّيادةِ والنُّقصانِ، كذكرِ الآيات، وعلى التَّقديرين: يَحتملُ أن يقصِدَ به الحديثَ النَّبويَّ وقد ذُكِرَ على سبيل التَّعليق، وأن يكون كلامَ البخاريِّ، كقوله: (وهو قَوْلٌ وفِعْلٌ).
          و(فِي) هنا: للسببيَّة، أي: بسببِ طاعةِ الله ومعصيتِه، ومِنَ الفقهاءِ مَن قال: إنَّها قد تَرِدُ للسببيَّةِ، واختارَهُ مِنَ النُّحاةِ ابنُ مالكٍ فقط كقوله تعالى: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ} [النور:14]، أي: بسببِ، وقولِه تعالى: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} [الأنفال:68 / وكقولِه ﷺ: «في النَّفسِ المؤمنةِ مئةٌ مِنَ الإِبِلِ»، وقولِه: «دَخَلَتِ النَّارَ فِيْهَا»، ولم يُثبتْهُ البيضاويُّ، قال الإمامُ: لأنَّ المرجعَ فيه إلى أهلِ اللُّغةِ، / ولم يذكرْهُ أحدٌ منهم، وأمَّا ما استدلُّوا به فيُمكِنُ حملُهُ على الظَّرفيَّة التَّقديريَّة مجازًا.
          وأصلُ (في) الظَّرفيَّةُ، وقال ابنُ هشامٍ في «التوضيح»: (ولـــ«في»(1) ستَّةُ معانٍ... إلى أنْ قال: وللسببيَّة، نحو: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ} [النور:14])، وقال في / «المغني»: (لهُ عشَرةُ معانٍ... الثالث: التعليلُ، نحو: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} [يوسف:32]، {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ} [النور:14]، وفي الحديث: «أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتِ النَّارَ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا»).
          (إِنَّ لِلْإِيمَانِ): بكسرِ الهمزةِ، على الحكايةِ.
          (نُؤْمِنْ): بالجزمِ، جوابُ الأمرِ.
          (حَتَّى يَدَعَ): منصوبٌ بـــ(أنْ) المقدَّرةِ. /


[1] في (أ): (لـــ«في») بغير واو.