الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر

          ░36▒ (وَهُوَ لَا يَشْعُرُ): جملةٌ حاليَّةٌ، وهو مثلُ معنى: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر:47].
          (مَا خَافَهُ): قال الكِرمانيُّ: (حَذَفَ الجارَّ وأوصلَ الفعلَ إليه، أي: ما خافَ / مِنَ اللهِ، وكذا في «أَمِنَهُ»، إِذْ معناهُ: أمِنَ منهُ) انتهى.
          أقولُ: والضَّميرُ يَحتملُ أَنْ يكونَ فيه وفي (أَمِنَهُ) أيضًا يعودُ على (النِّفَاقَ).
          (وَمَا يُحْذَرُ): بلفظِ المجهولِ، هو عطفٌ على (خَوْفِ)، أي: بابُ ما يُحْذَرُ، و(مَا) مصدريَّةٌ، وهو مجرورُ المحلِّ.
          ويَحتملُ عطفُه على (يَقُولُ)، أي: ما منهم أحدٌ ما يَحْذَرُ، فـــ(مَا) نافيةٌ، و(يَحْذَرُ) بلفظِ المعروفِ، وهو مرفوعُ المحلِّ.