الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب الدين يسر

          ░29▒ (بَابُ الدِّينُ يُسْرٌ): الـــ(بَابُ) مضافٌ إلى الجملةِ، و(الدِّينُ) مرفوعٌ، ومضافٌ إلى لفظِ (القولِ)، فهو مجرورٌ.
          وقال البِرْماويُّ: («الدِّينُ يُسْرٌ» مبتدأٌ وخبرٌ، «وقولِ النَّبيِّ ﷺ» بالجرِّ عطفٌ على المضافِ إليه).
          و(أَحَبُّ): مبتدأٌ، و(الْحَنِيفِيَّةُ): خبرُه، وهي صفةٌ لـــ(الملَّة) المقدَّرةِ، والجملةُ مقولُ القولِ. /
          (السَّمْحَةُ): يَحتمل أنْ تكونَ اللَّامُ للعهدِ، والمرادُ بـــ(المِلَّةِ الْحَنيفِيَّةِ) مِلَّةُ إبراهيمَ.
          إنْ قلتَ: لا مطابقةَ بينَ المبتدأِ والخبرِ؛ لأنَّ المبتدأَ مذكَّرٌ والخبرَ مؤنَّثٌ، قلتُ: الملَّةُ الحنيفيَّةُ كأنَّها غلبتْ عليها الاسميَّةُ حتَّى صارتْ عَلَمًا، أو أنَّ (أفعلَ) التَّفضيلِ المضافَ لقصدِ الزيادةِ على مَنْ أُضيفَ إليهِ يجوزُ فيه الإفرادُ والمطابقةُ لِمَنْ هوَ له.
          فإِنْ قلتَ: فيلزمُ أَنْ تكونَ المِلَّةُ دِينًا، وأنْ تكونَ سائرُ الأديانِ أيضًا محبوبًا إلى اللهِ، وهما باطلان؛ إذِ المفهومُ مِنَ المِلَّةِ غيرُ المفهومِ مِنَ الدِّينِ، وإذْ سائرُ الأديانِ منسوخةٌ، قلتُ: اللَّازمان ملتزمانِ، ولا محذورَ فيه.