المتواري على أبواب البخاري

باب قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا}

          ░18▒ باب قول الله ╡ : {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف:54]، وقوله(1): {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (الآية)(2) [العنكبوت:46]
          624- فيه عليٌّ: «أنَّ النبيَّ صلعم طَرَقَه وفاطمة ابنة(3) رسول الله صلعم ، فقال لهما: ألا تصلُّون؟ فقلنا: يا رسول الله، إنَّما أنفُسنا بيد الله، فإذا شاءَ أن يَبْعَثَنا بَعَثَنا. فانصرف النبيُّ صلعم ولم يرجع إليه شيئاً، وهو مُدْبرٌ يضرب فخذه وهو يقول: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف:54]». [خ¦7347].
          625- وفيه أبو هريرة: قال النبيُّ صلعم : «انطلقوا إلى يهود، فخرجنا معه حتَّى جئنا بيت المِدْراس(4)، فناداهم النبيُّ صلعم : يا معشر اليهود، أسلموا تسلموا، فقالوا: قد بلَّغت [يا أبا القاسم، فقال: ذلك أريد، أسلموا تسلموا، فقالوا: قد بلغت] قالها ثلاثاً، قال: اعلموا أنَّما الأرض لله ولرسوله، إنِّي(5) أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله شيئاً فليبعه، وإلَّا فاعلموا أنَّما الأرض لله ولرسوله». [خ¦7348].
          [قلتَ رضي الله عنك:] أدخل الجدال المذموم(6) في الآية في (كتاب الاعتصام) لينبَّه على أنَّ المذموم منه ضدُّ الاعتصام فيجب تركه، والمحمود(7) معدودٌ من / الاعتصام، ومثَّل(8) الأوَّل بالآية الأولى، والثاني بالثانية.


[1] في (ع): «وقوله تعالى».
[2] ليست في (ع).
[3] في (ع): «بنت».
[4] في (ت): «المدارس».
[5] في (ع): «وإنما».
[6] في (ت) و(ع): «المذكور».
[7] في (ت) و(ع): «والمحدود».
[8] في (ع): «مثَّل» بدون واو.