المتواري على أبواب البخاري

باب: ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين

          ░15▒ بابٌ ومن(1) الدليل على أن الخُمُس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلعم برضاعِهِ فيهم فتحلَّل من المسلمين، وما كان النبي صلعم يَعِدُ الناس أنْ يعطيهم من الفيء والأنفال من الخُمُس، وما أعطى الأنصار وما أعطى جابر بن عبد الله من تَمْرِ خيبر
          219- فيه مروان والمسور: قال النبي صلعم حين جاءه وفد هَوَازِن مُسْلمين فسألوه أن يَرُدَّ إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم النبي صلعم : «أحبُّ الحديث إليَّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطَّائفتين: إمَّا السَّبي، وإمَّا المال، وقد كنت استأنيتُ بهم، وقد كان انتظرهم(2) بضع عشرة ليلة حين قَفَل من الطَّائف، فلما تبيَّن لهم أنَّ النبي صلعم غير رادٍّ إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا(3): فإنَّا نختار سبينا، فقام النبي صلعم فقال: إخوانكم هؤلاء جاؤونا تائبين، وإني قد رأيت أن أردَّ إليهم سبيهم، مَنْ أحبَّ أن يُطَيِّب فليفعل، ومن أحبَّ أن يكون على حظِّه حتى نعطيه إياه من أوَّل ما يُفِيء الله علينا فليفعل، فقال الناس(4): قد طيبَّنْا(5) ذلك يا رسول الله(6)...» الحديث. [خ¦3131] [خ¦3132].
          220- (وفيه أبو موسى: «أتيت النبي صلعم في نفر من الأشعريِّين نستحمله، فقال: والله لا أحملكم وما عندي ما أحمِلُكم، وأُتَي النبي بنَهْب إبل فسأل عنَّا فأمر لنا بخمس ذَودٍ غُرِّ الذرُّى». [خ¦3133].
          221- وفيه ابن عمر: «بعث النبي صلعم سريَّة قِبلَ نجد فيها عبد الله فغَنِموا إبلاً كثيرة، وكانت سُهمانهم اثني عشر بعيراً ونُفِّلوا بعيراً بَعيراً». [خ¦3134].
          222- وفيه ابن عمر: «كان النبي صلعم يُنَفِّل بعضَ مَنْ يَبْعث من السَّرايا لأنفسهم خاصَّة سوى عامة الجيش». [خ¦3135].)(7).
          223- وفيه أبو موسى: «بَلَغنا مَخْرج النبيِّ صلعم ونحنُ باليمن، فخرجنا مهاجرين أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو بُردة والآخر أبو رُهْم، إما في بضع أو ثلاثة وخمسين (أو اثنين وخمسين)(8) رجلاً من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافَقْنا جعفر بن أبي طالب وأصحابَه عنده، فقال جعفر: إنَّ النبي صلعم بعثنا ههنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً، فوافقنا النبي صلعم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا _أو قال: فأعطانا منها_ وما قَسَمَ لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئاً إلا أصحاب / سفينتنا مع جعفر وأصحابه، فقسم(9) لهم معهم». [خ¦3136].
          [قلتَ رضي الله عنك:] الأحاديث مطابقة للترجمة إلا حديث أبي موسى، فإن ظاهره أنه صلعم (10) قَسَم لهم من أصل الغنيمة مع الغانمين وإن كانوا غائبين تخصيصاً لهم، لا من الخُمُس، إذ لو كان منه لم تظهر(11) الخصوصية؛ لأن الخُمُس لعامة المسلمين والحديث ناطق بها، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «من» بدون واو.
[2] في (ت): «استنظرهم».
[3] في (ت): «فقالوا».
[4] في (ت): «فقالوا للناس».
[5] في (ت): «طبنا».
[6] في (ت) و(ع): «لرسول الله صلعم ».
[7] هذه الأحاديث الثلاثة ليست في (ع) ولا في (ت).
[8] ليست في (ع).
[9] في (ت) و(ع): «قسم».
[10] في (ع): «أن النبي صلعم ».
[11] في (ت): «يُظهر».