مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الضاد مع الغين

          الضَّادُ مع الغينِ
          1524- ذكر في الحديثِ: «الضَّغابِيس» وقد تقدَّم في الثَّاء.
          1525- وقوله: «ولتضغَث رأسَها بيَديها»؛ أي: لتجمَعْ شعرَه عندَ الغسلِ لمُداخلَةِ الماءِ.
          وقولُه: «فجعلتُها ضِغْثاً» يعنِي: السِّلاحَ؛ أي: قبضةً في يدِه وحُزمةً مجموعةً، ومنه: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} [ص:44]، قيل: قبضةً فيها مئةُ قضيبٍ.
          1526- وقوله: «أنَّا أُخِذنا ضغْطَةً» [خ¦2731] بفتحِ الضَّادِ وضمِّها للأصيليِّ؛ أي: قَهراً واضْطِراراً، وقوله: «فضاغطْتُ عليه النَّاسَ»؛ أي: زاحمتُهم وضايقتُهم.
          وقوله: «يتَضَاغَون من الجوعِ» [خ¦3465]؛ أي: يصيحُون باكِين مُستنجدِين، والضُّغاءُ صوتُ الذِّلةِ والاستخذاءِ.
          1527- [قوله: «بينَ هذين الحيَّين ضغائنُ» [خ¦3803]؛ أي: عداواتٌ وأحقادٌ].
          1528- قوله: «سمعتُ صوتَ رسُول الله صلعم ضَعِيفاً»(1) [خ¦3578] تبيَّنتُ منه الضَّعفَ الذي يكونُ عن عدَم الغذاء، والضَّعفُ ضدُّ القُّوةِ، ومنه سُمِّي المرضَ ضَعفاً، وهو بالضَّمِّ الاسمُ، وبالفتحِ المصدر، وقيل: هما لغتانِ، وقيل: بالضَّمِّ في العقلِ والرأيِ، وبالفتحِ في الجسمِ، وقال بعضُهم: إذا جاء منصوباً فهو بالفتحِ أحسنُ، كقولك: رأيتُ به ضَعفاً، وإذا جاءَ مرفوعاً أو مخفوضاً كان الضَّمُّ أحسنُ، كقولِك: أصابَه ضُعفٌ، وما به من ضُعفٍ، والقرآنُ يردُّ هذا؛ لأنه قُرئَ فيه بالوجهين في الخفضِ(2)، وذُكرَ أنَّ لغةَ النَّبيِّ صلعم الضَّمُّ، وأنَّه ردَّ على ابن عباسٍ(3) بالضَّمِّ حينَ قرأها بالفتحِ.


[1] مكانه الضاد مع العين.
[2] يعني قوله تعالى: {اللّهُ الّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} [الروم: 54] بالضمِّ قرأ الجمهور، انظر: «السبعة في القراءات» لابن مجاهد ░1/508▒.
[3] الصواب أنَّه رد على ابن عباس ☻، انظر: أبو داود ░3978▒، والترمذي ░2936▒، وأحمد ░2/58▒.