مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الضاد مع الحاء

          الضَّاد مع الحاء
          1502- قولُه: «في ضَحضَاحٍ» [خ¦3883]؛ أي: شيءٍ قليلٍ، كضَحْضَاحِ الماءِ، وهو ما لا يكادُ يستُر القدَمَ.
          1503- وقولُه: «يَضحَكُ الله» [خ¦806] وما جاءَ من مثلِه، يرادُ به إظهارُ الرِّضَى والقَبولِ وإجزالُ العطاءِ و إيتاءُ السُّؤلِ(1).
          1504- و«قائلةُ الضَّحاءِ» حين حرِّ الشَّمسِ إلى قريبٍ من نصفِ النَّهارِ، وقيل: عندَ ارتفاعِ الشَّمسِ وقبلَ امتدادِ النَّهارِ، و الضَّحاءُ أيضاً الشَّمسُ، والضُّحى أوَّلُ ارتفاعِ الشَّمسِ، وقيل حين طلوعِها، وقيل هما بمعنًى واحدٍ.
          وقولُه في غزوةِ تبوكٍ: «حتَّى يَضْحَى النَّهارُ»، وعنِ ابنِ عتَّابٍ: «يُضحِيَ النَّهارُ» (2)، والأوَّلُ صحيحٌ(3)، يقال: ضَحِيَ الشَّيءُ(4) وضَحَا أصابَه حرُّ الشَّمسِ، وضَحِيَ الشَّيءُ ظهرَ، وأضْحَى صارَ في ضُحَى النَّهارِ.
          و«ليلةٌ قَمْراءَ إِضْحِيانُ» مضيئةٌ، كما قال: قَمْراء؛ أي: ذاتُ قَمرٍ، وقيل: هي التي لا يغيبُ فيها القمرُ ولا يستُره غيمٌ، ولم يأتِ في الصِّفاتِ إِفْعِلان إلَّا هذا، ويقال: / ليلةٌ ضَحْيَاء وضَحْيانَة وإِضْحِيانَة.
          وقولُه: «بضاحِيةٍ» [خ¦4684] ضاحِيةُ كلِّ شيءٍ جانبُه الظَّاهرُ للشَّمسِ.
          وقولُه: «ونحن نتضَحَّى» مثلُ نتغدَّى، وأصلُه للإبلِ، وقد جاءَ مفسَّراً كذلك في الحديثِ، والضَّحاءُ للإبلِ كالغَداءِ للنَّاسِ، وكأنَّه من أكلِ وقتِ الضُّحَى.
          وفي حديثِ البُدنِ: «فأضحَيتُ» مثلُ قولِه في الرِّوايةِ الأخرَى: «فأصبَحتُ»، من وقتِ الضُّحَى ووقتِ الصَّباحِ.
          و«الأضْحِيَّة» [خ¦3643] مُشدَّد الياءِ، وكذلك «الضَّحيَّة» [خ¦5570]، ويقالُ: «أضْحاةٌ»؛ أيضاً، والجمعُ أضحًى، مثلُ أرطًى وأرطاةٍ، وتُجمَع أضحًى _منوَّناً_ وأضاحٍ مثلُ جَوَارٍ، وضَحيَّةٍ وضَحايا مثلُ هدَّيةٍ وهَدَايا.


[1] ضرب في (س) على هذا الكلام، وكتب في الهامش: (هذا وأمثاله من الأحاديث طريقها الإمتثال بها من غير كيفٍ ولا تأويلٍ وتسليمها إلى عالمها سبحانه).
[2] كذا في الأصول، وعبارة «المشارق»: (بفتحِ الياءِ والحاءِ وهي رِوايتُنا عن ابنِ عتَّابٍ في «الموطَّأ»، وبضمِّ الياءِ وكسرِ الحاءِ لغَيرِه).
[3] في (س): (وكلاهما صحيح)، وما أثبتناه موافق «للمشارق».
[4] في (ن): (للشَّمس).