مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الضاد مع الراء

          الضَّادُ مع الرَّاءِ
          1506- و«ضَرَبها المخاضُ»؛ أي: أصابَها ونزَلَ بها.
          وفي صفةِ موسى: «ضَرْبٌ من الرِّجال» [خ¦3394] هو ذو الجِسم بينَ الجِسمَينِ، لا بالنَّاحِلِ ولا بالمطهَّم، وقال الخليلُ: الضَّرْبُ القليلُ اللَّحم، ووقعَ عندَ الأصيليِّ بكسرِ الرَّاءِ وسكونِها معاً، ولا وجهَ للكسرِ.
          وفي روايةٍ [أخرَى] : «مُضْطَرِبٌ» [خ¦3437]، وهو الطَّويلُ غيرُ الشَّديدِ، وفي صفتِه في كتابِ مسلمٍ عن ابنِ عمرَ: «جَسِيمٌ سَبْط»(1)، ويُحمَل هذا على الطُّولِ / الموافقِ لروايةِ «مُضطرب»، لا على كثرةِ اللَّحم، وإنَّما جاءَ «جسيمٌ» [خ¦3441] في صفةِ الدَّجالِ.
          وقولُه: «يَضطربُ... بناءً في المسجِدِ»؛ أي: يَضرِبُه ويُقيمُه على أوتادٍ مضروبةٍ، وأصلُه يَفْتَعِلُ، أُبدِلَتِ التَّاءُ طاءً.
          وقولُه: «الضَّرب المتقدِّم» يعنِي: النَّوعَ والصِّنفَ.
          وقولُه: «جعلَ عليه ضَرِيبةً»؛ أي: خَرجاً يؤدِّيه، ومنه: «خفَّفَ عنه من ضَرِيبتِه» [خ¦2281]، والجمعُ ضَرَائبُ، كما قال: «من خَرَاجِه» [خ¦2102]، والمضارَبةُ القِراضُ، والضَّربُ في الأرضِ الذَّهابُ فيها لطلَبِ الرِّزقِ وقضاءِ الحوائجِ.
          وقولُه: «ضَرَبتِ الملائِكةُ بأجنِحَتها» [خ¦4701]؛ أي: خَفَقت وانتَفضَت خُضوعاً لله وفَزعاً وذُعراً، وقد يكونُ بمعنى كفَّت عنِ الطَّيرانِ [لاستماعِ الوحيِ وتعظيماً لنُزولِه، والأوَّل أولى؛ لأنَّه نصُّ الحديثِ والقرآنِ، وقيل في قولِه صلعم: «إنَّ الملائِكةَ لتَضَعُ أجنِحتَها لطالِبِ العِلم» تكفُّ عنِ الطَّيرانِ]، قال الأزهريُّ: يقالُ: ضَربْتُ عن الأمرِ وأضرَبْتُ عنه بمعنًى.
          وقولُه: «اضطَرب خاتماً»؛ أي: سألَ أن يُضرب له خاتماً، الطَّاءُ مبدلةٌ من تاءٍ.
          و«نَهى عن ضِرَاب الجَمَلِ»، كما «نهَى عن عَسبِ الفَحلِ» [خ¦2284]، وهو أخذُ الأجرةِ على نزوه، أمَّا تنزيهاً منه وحضَّاً على كرَم الأخلاقِ والمُسامحةِ بذلك دونَ أجرةٍ كما «نهى عن كِراءِ المزارعِ» [خ¦2286]، أو يكونُ نهيَ تحريمٍ، واختلفَ الفقهاءُ في ذلك، فكرهه قومٌ وحَرَّمه أخرون، وفرَّق أخرون بين ما فيه غَرَرٌ فلم يجِيزُوه، وحمَلوا النَّهيَ على ذلك، وهو أن يشترطَ العُلوقَ، و إذا كان على نزواتٍ معلومةٍ جاز إذ لا غررَ فيه.
          وقولُه: «إذ ضُرِبَ على أصْمِخَتهم»؛ أي: مُنِعوا السَّمعَ لما نُوِّموا، و«ما لَه ضَربَ الله عُنقَه؟»؛ أي: قَطعَها، و«ضَرَبَ النَّاسُ بعَطَنٍ» [خ¦3633]؛ أي: روَّاهم وإبلَهم، ويقالُ: ضَرَبَتِ الإبلُ بعَطَنٍ إذا بركَت. وقولُه: «[ثمَّ] ضَرَبتُ في أثَرِه» [خ¦5492]؛ أي: سِرتُ وذهبت، ومنه: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ} [النساء:101].
          1507- و«الضَّريحُ»: [خ¦1347] الشقُّ للميِّتِ في وسطِ القبرِ، واللَّحدُ: الحفرُ في أحدِ شِقَّيه.
          1508- وقولُه: «لا تضارُّونَ في رؤيتِه» [خ¦4581]، وأصلُه تَضاررون أو تُضارَرون من الضُّرِّ؛ أي: لا يَضرُّكم / أحدٌ ولا تضرُّونَ أحداً بمنازعةٍ ولا بمجادلةٍ ولا مضايقةٍ؛ لأنَّ ذلك كلَّه إنَّما يُتصَّور في مرئيٍّ يُرى في حيِّزٍ(2) واحدٍ أو جهةٍ مخصوصةٍ أو قدرٍ مقدَّرٍ، وذلك كلُّه في حقِّ الله محالٌ، ومن خفَّفَ الرَّاءَ فهو من الضَّيرِ، وهما بمعنى؛ أي: لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيكذِّبُه وينازِعُه فيضرُّه بذلك، يقال: ضَرَّه وضَارَّه يَضيرُه [ويَضُورُه]، وقيل: معناه لا تُضايقون، والمضارَّة المضايقةُ، وهما بمعنى تُزاحَمون، كما جاء: «تُضامُّون» [خ¦544] وقيلَ: لا يحجُبُ بعضُكم بعضاً عن رؤيتِه فيضرُّ به.
          و«الضَّرائرُ» [خ¦2661] الزَّوجاتُ تحتَ رجلٍ واحدٍ، والاسمُ الضِّرُّ، وحُكيَ بضمِّ الضَّادِ(3) أيضاً.
          و«ضَرِير البصرِ» [خ¦4990] أعمَى.
          وفي الحديثِ: «وشَكَا...ضَرَارَته» [خ¦2831]، كذا للمَرزِويِّ.
          ولابنِ السَّكنِ: «ضرراً به»، ولغيرِهما: «ضرايةً»؛ أي: عمايةً(4)، والضَّررُ والضِّرارةُ الزَّمانةُ، ومنه: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء:95] نزلت في هذا الرَّجلِ، والضَّررُ والضَّيرُ والضَّرُّ والضُّرُّ والضِّرارُ، كلُّ ذلك بمعنًى.
          ومنه في الحديثِ: «لا ضَيرَ أو لا يَضِير» [خ¦344]، أو «لا ضَررَ ولا ضِرار»، قيل: هما بمعنًى على التَّأكيدِ، وقيلَ: الضَّرَرُ ما تضرُّ به صاحبكَ مما تنتفعُ أنتَ به، والضِّرارُ أن تضرَّه من غيرِ أن تنفعَ نفسَك، ومتى قُرِن بالنَّفعِ لم يكُن فيه إلا الضُّرُّ أو الضَّرُّ لا الضَّيرُ(5).
          وقولُه: «ضَرَبَتهُم الشَّمسُ»؛ أي: ظَهَرت عليهم، أو وقعَت عليهم.
          1509- وقوله: «فكادَت تنضرِجُ من الملئِ»، كذا في مسلمٍ؛ أي: تنشقُّ.
          وقوله: «ما على من يُدعى من هذه الأبوابِ من ضَرورةٍ» [خ¦1897]؛ أي: مَشقَّةٍ، وقولُه: «لا يَضرُّه أن يمسَّ من طِيبٍ إن كان معه» هذه صورةٌ تجيءُ في كلام العربِ، ظاهِرُها الإباحةُ، ومعناها الحضُّ والحثُّ والتَّرغيبُ.
          1510- وقوله: «شبَّ ضِرامُها» [خ¦92/17-10531]؛ أي: إشعالُها، قالوا: وهو ما يخمُدُ سريعاً، وما ليسَ له جَمرٌ فهو ضِرامٌ، وما له جمرٌ فهو جَزْلٌ، وشَبَّ عَلا وارتفعَ.
          1511- وقولُه: «ما لِي أراهُما ضَارِعَين»؛ أي: ضعِيفين نَحيفينِ، ومنه الضَّراعةُ والتَّضرُّعُ، / هو شدَّةُ الفاقةِ والحاجةِ إلى من احتجتَ إليه، وقولُه: «إنَّا أهلُ ضَرْعٍ» [خ¦4192] يعني: ماشيةً، ومن العربِ من يجعلُ الضَّرعَ لكلِّ أنثى، ومنهم من يخصُّ الضَّرعَ بالشَّاةِ والبقرةِ والخِلْفَ بالنَّاقةِ، والثَّديَ بالمرأةِ.
          وقولُه: «يُضَارِعُ الرِّبا»؛ أي: يشابِهه، والمضارَعةُ المشابَهةُ.
          1512- و«الضَّوارِي» المواشِي الضَّاريةُ لرعي زروعِ النَّاسِ؛ أي: المعتادَةِ له.
          وقولُه في اللَّحم: «لَه ضَراوَة»؛ أي: عادَةٌ، و«الكَلبُ الضَّارِي» المعتادُ للصَّيدِ، و«الإناءُ الضَّارِي» المعتادُ بالتَّخمِير.


[1] بل هو كذلك في «صحيح البخاري» ░3438▒ من حديث ابنِ عبّاس، أما روايةُ مَسلمٍ ░169▒ عن ابن عمر فهي: «رجلاً آدمَ، سبطَ الرَّأسِ، واضعاً يديه على رجلين».
[2] في (س): (حين).
[3] في (ن): (بفتح الضاد)، وما أثبتناه موافق «للمشارق».
[4] في (س): (ولغيرهما: «ضراً به، وعمىً به»).
[5] في (س): (غير).