مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الضاد مع اللام

          الضَّادُ مع اللَّامِ /
          1513- قوله صلعم: «لا ترجِعُوا بَعدِي ضُلَّالاً» [خ¦4406] من الضَّلالِ؛ أي: جائِرين عن طريقِ الحقِّ، يقال: ضلَّ عن الطَّريق يَضِلُّ و يَضَلُّ، والضَّلالُ أيضاً النِّسيانُ.
          وقوله: «ضلَّ عَمَلي» [خ¦3728] جارَ عن الحقِّ.
          وقولُه: «أضللتُ بعيراً» [خ¦1664]، و«أضلَّ راحلَته»؛ أي: ذهبَ عنه ولم يجدْه، قال أبو زيدٍ: أضللتُ الدَّابةَ والصَّبيَّ، وكلَّ ما ذهبَ عنك بوجهٍ من الوجوهِ، وإذا كان معك مقيماً فأخطاتَه فهو بمنزِلة ما لم يَبرَحْ كالدَّارِ والطَّرِيق، تقولُ: قد ضَلَلْتُه ضَلالةً، وقال الأصمعيُّ: ضلَلْتُ الدارَ والطَّريقَ وكلُّ ثابتٍ لا يَبرَحُ بفتحِ اللَّامِ، وضَلَّني فلانٌ فلم أقدِر عليه، وأضلَلتُ الدَّراهم وكلَّ شيءٍ ليسَ بثابتٍ.
          وفي حديثِ أبي هريرةَ: «فضلَّ أحدُهما صاحبَه» الوجه: «فأضلَّ» [خ¦2532] أو «ضلَّ أحدُهما من صاحِبِه». [خ¦2530]
          وقوله: «سقَطَ على بعيرِه قد أضلَّه» [خ¦6309]؛ أي: لم يجدْه بموضِعه، رباعيٌّ، وضلَلتُ الشيءَ وضَللتُه(1) نسيتُه، والفتحُ أشهرُ، وأضْلَلتُه ضيَّعتُه.
          و«ضَالَّة الإبِل»: [خ¦91] هو ما ضلَّ منها ولم يُعرف لها مالِك، نهى عن التقاطِه، «فقال صلعم: ما لك ولها» [خ¦91] وقال: «ضالَّة المؤمنِ حَرْقُ النارِ»، و«لا يؤوي الضَّالَّة إلَّا ضالٌّ»؛ أي: خاطئٌ ذاهبٌ عن طريقِ الحقِّ.
          وقولُه: «لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ» يعنِي: يخفَى موضِعي عليه [أي: عن عذابِه]، ويتأوَّل فيه ما في اللَّفظِ الأخرِ: «لئن قَدَرَ الله عليَّ» [خ¦7506]؛ أي: إنَّ هذا رجلٌ آمنَ بالله وجهِلَ صفتَين من صفاتِه من القُدرةِ والعِلمِ، وقد اختلفَ أئمةُ الحقِّ في مثلِ هذا، هل يكفُر به جاهلُه أم لا بخلافِ الجَحدِ للصِّفةِ؟ وقد يكونُ معناهُ على ما جاءَ في كلام العربِ من مثلِ هذا التَّشكُّكِ فيما لا يُشكُّ فيه، وهو المسمَّى عندَ أهلِ البلاغةِ بـــ«تجاهُلِ العارِفِ»، وبه تأوَّلوا قولَه تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ} [يونس:94]، وقولَه تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} الآية [سبأ:24]، ومثلُه: {لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]، وقد عَلِمَ أنَّه لا يتذكَّرُ ولا يَخشَى، وفيها تأويلاتٌ كثيرةٌ، وقد قيل: إنَّ هذا الرَّجلَ أدركَه من الخوفِ ما سلَبهُ ضبطَ كلامِه، حتَّى أخرجَه مَخرجاً لم يحصِّله / ولا اعتقدَ حقيقتَه.
          1514- وقولُه: «فأردتُ أن أكونَ بين أَضْلَعَ منهما» [خ¦3141]؛ أي: أقوى وأشدَّ، وكذا لأبي الهيثم والمُسْتَملي، وعندَ الباقِين: «أصلَح»، والأوَّلُ أوجَه.
          و«ضَلِيعَ الفمِ... عَظيم الفمِ»، كذا في الحديثِ نفسِه، قال ثعلبٌ: يريدُ واسِعَه، قال شِمْر: معناهُ عظيمُ الأسنانِ مُتراصِفُها، والعربُ تَحْمِدُ بكبرِ الفم، وتَذمُّ بصغرِه.
          و«ضَلَع الدَّين» [خ¦2893] شدَّتُه وثقلُ حملِه، ورويَ عن الأصيليِّ في موضعٍ بالظَّاءِ [خ¦3145]، ووهَّمه بعضُهم، والذي حكَى الحربيُّ(2) بالضَّادِ.
          وقوله: «فأخذنا ضِلَعاً من أضلاعِه» [خ¦4361] وهو عَظمُ الجنْبِ، بكسرِ الضَّادِ وفتحِ اللَّام وإسكانِهاووقعَ في موضعٍ من البُخارِيِّ بالظَّاءِ.
          وقوله: «ما قضَى بهذا عليٌّ إلَّا أن يكونَ ضلَّ»؛ أي: نسِي وأخطأَ، أو يكونُ على طريقِ الإنكارِ والتَّكذيبِ لمن قالَ ذلك عنه؛ أي: لم يفعلْه بوجهٍ، إنَّما يفعلُ ذلك من ضلَّ، وليس عليٌّ منهم.


[1] بفتح اللام الأولى والثانية.
[2] تحرف في (س) إلى: (ابن العربي).