مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الطاء مع الهاء

          الطَّاء مع الهَاء
          991- قوله: «{طه}: يا رجلُ بالنَّبطِيَّة» كذا ذكَره البُخاريُّ في التَّفسيرِ، وصحَّحه بعضُهم، وقال: هي لُغة عَكٍّ(1)، وقال الخليلُ: من قرَأ: «طهْ» موقوفاً فهو: يا رجُل، ومن قرأ: «طَهَ» فحَرفانِ من الهجاءِ؛ فمعناه: اطمَئنَّ، وقيل: طَئِ الأرضَ، والهاء كِنايةٌ عنها.
          992- «الطَّهور للوُضوء» كذا وقَع في «الموطَّأ»لأكثَرِهم.
          وعند بعضِ الرُّواة: «الطُّهر للوُضُوء»، والأوَّلُ الصَّواب؛ لأنَّه إنَّما قصَد ذِكَر الماء، وعليه أدخل ما في الباب، وهو إذا أُرِيدَ به الماءُ مفتوحٌ عند أكثَرِهم، ويكون الوُضوء عنده برَفعِ الواو، ومثلُه: «فجئته بطَهورٍ»، و«هو الطَّهورُ ماؤُه»، وكذلك الوَضُوء، وأمَّا بضمِّ أوَّلهما فهو: الفِعل، وحكى الخليلُ الفتحَ في الماءِ والفِعلِ ولم يعرفِ الضَّمَّ، وحكى الضَّمَّ فيهما جميعاً، / وكذلك الغَسل والغُسل فرَّقوا بينهما على ما تقدَّم في الفِعل والماء، حكى الأصمعيُّ الفتحَ والضَّمَّ، وأمَّا الطُّهرُ والطَّهارةُ فالفِعلُ.
          وقوله: «الطَّهور شَطر الإيمان» فهو هاهنا الفِعلُ، وكذلك قوله: «يَكفِيه لطَهورِه»، وقوله في المُعتكِفةِ: «إذا طَهَرت رجَعَت» بفَتحِ الهاء للأكثَرِ، وقيَّدها الجَيَّانيُّ بالضَّمِّ، وكذا في «الجمهرة»، والوَجهَان مَعرُوفان إذا ذهَبَت عنها حيضَتُها، ولم يأت من فعُل فاعل إلَّا قليلٌ، طهُرت فهي طاهر، وفَرُه فهو فارِهٌ، وحمُض فهو حامضُ، ومَثُل فهو ماثِلٌ، هذه الأربَعة، وقد قيل: مِثْلٌ، ومِثلُه قوله: «فإذا أنت قد طَهَرتِ»؛ أي: صرتِ في حُكمِ الطَّاهر وإن لم يَنقطِع دمُك، قاله في المُستَحاضةِ.
          وقوله: «امرأتي طاهر» قال ابنُ السِّكِّيت: بغير هاءٍ في الحيضِ خاصَّةً وبالهاء من العيبِ.
          قوله: «وتُربتُها لي طَهُوراً»؛ أي: مُطهِّرةً.
          قوله: «هذا أبَرُّ ربَّنا وأَطْهَر» [خ¦3906]، كذا لأكثَرِ الرُّواة؛ أي: أزْكَى عمَلاً.
          وعند بَعضِهم: «وأظهر» بالظَّاء، والأوَّل أوْجَه.
          وقوله: «خُذي فِرْصَةً مُمسكةً فتطَهَّري بها _فسَّره في الحَديثِ:_ تتبَّعي بها أثرَ الدَّمِ» [خ¦314]، يريد تَطيَّبي بها وتَنظَّفي من رائحةِ دَمِ الحيضِ.
          و«المِطهَرة» [خ¦165] الإناء الذي يُتطهَّر به، وقيل: بالكَسرِ الإناء، وبالفَتحِ المَكانُ.
          993- قوله: «لم يكن بالمُطَهَّمِ» قال الخليلُ: هو التَّامُ الخلقِ، قال أبو عُبيدٍ: هو التَّامُ كلِّ شيءٍ منه على حِدَته، وقيل: هو الفاحشُ السَّمينُ، وهذا هو الأصلُ في صِفته ◙ لم يكن بالمُطَهَّم، وقيل: هو النَّحيفُ الجسمِ منَ الأضدادِ.


[1] وإلى هذا ذهب ابن جرير الطبري ☼ في تفسيره حيث رجَّح أنَّ قبيلة (عك) تستعمل هذه الكلمة (طه) وتعني بها: يا رجل، واحتج بأن هذا أمر معروف عندهم، وساق في ذلك شعراً من كلامهم.