مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الزاي مع الواو

          الزَّاي مع الوَاو
          949- قوله: «إنَّ لِزَوْجِك» [خ¦1974] هذا أفصَح من زَوجةٍ، والزَّوجُ في اللُّغةِ الفَردُ، والاثنان زوجان، ومنه: «من أنفَق زَوجَين» [خ¦1897]، قال الحسَنُ: يعني اثنين من الأشياءِ: كدِرهَمين، أو دِينارَين، أو ثوبَين، وقال غيرُه: يريدُ شَيئَين دِرهماً وديناراً ودِرهماً وثوباً، وخُفَّاً ولجاماً، ونحوَ هذا، وقال الباجيُّ: يحتَمِل أن يريدَ عمَلاً من الأعمالِ، كصَلاتَين، وصيامِ يومَينِ.
          وقوله: «من كلِّ رائحةٍ زَوْجاً» [خ¦5189]، قيل: اثنَين، وقد يقَع الزَّوجُ على الاثنَين كما يقَع على الفَردِ، وقيل: الزَّوجُ / الفَردُ إذا كان معَه آخر، وقيل: إنَّما يقَع على الفَردِ إذا ثُنِّي، كما قال تعالى: {زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [هود:40]، ويحتَمِل أن يريدَ أنَّه أعطَاها من كلِّ رائحةٍ صِنفاً، والزَّوجُ الصِّنفُ.
          وقيل في قوله: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} [الواقعة:7]؛ أي: أصْنافاً، أو مِن كلِّ شيءٍ شِبه صاحِبِه في الجَودةِ، وقيل ذلك في قوله: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} [يس:36]؛ أي: الأشْباه.
          ويقال: الزَّوجُ القرِينُ، كقوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:54]؛ أي: قرناء، ومثله قوله: «له زَوجَتانِ في الجنَّة» [خ¦3245]؛ أي: قرِينَتان، إذ ليس في الجنَّة تزوِيجٌ ومُعاقَدة.
          950- قوله: «إنَّ لزَوْرِك عليك حقَّاً» [خ¦1974] يعني: جمعَ زائرٍ، يقال: أتانا زَور، والواحدُ والاثنان والجمعُ سواء، ويقال: الزَّور مَصدرٌ سُمِّي به الزَّائرُ، كما قالوا: رجل صَوْم وعَدْل، ورِجال صَوم وعَدل، ومنه(1) :
..................                     ..... فهُمُ رِضًى وهم عَدْلٌ
          وقوله: «زوَّرت في نفسي مَقالَة» [خ¦6830]؛ أي: هيَّأتُها وأصلَحْتها، وقيل: قوَّيتها وشدَدْتها، ومَعناهما قرِيبٌ؛ أي: زوَّر ما يقوله وأعدَّه.
          وقوله: «شَهادَةُ الزُّور» [خ¦2654] يعني: الكَذِبَ والباطِلَ.
          وقوله: «كلَابِس ثَوبَي زُورٍ» [خ¦5219]؛ أي: ثَوبَي باطلٍ، واختُلِف في مَعناه، فقيل: هو الثَّوبُ الواحدُ يكون كُمَّان لكلِّ يَدٍ، ليُرى أنَّ عليه ثَوبَين، وقيل: هو لِباسُ أهلِ الزُّهدِ وليس بزاهدٍ، وقيل: مَعناه كَلابس ثَوبَي زُورٍ كِنايةً عن ذي الزُّورِ، وكنَّى بثَوبَيه عنه، والمَعنَى كالكاذبِ القائلِ ما لم يكن،وقال الخَطَّابيُّ: كان الرَّجلُ ذو الهيئة إذا احتِيجَ لشَهادتِه شهِد فلا تُرَد شَهادته؛ لأجلِ هَيئتِه وحُسنِ ثوبَيهِ، فأضِيف الشَّهادة إلى الثَّوبَين.
          وقوله في الشَّعر: «هذا الزُّور»؛ أي: الباطِلُ والدُّلْسةُ.
          وقوله في زِيارَة القُبورِ: «فزُورُوها» زيارَتُها قصدُها للتَّرحُّم عليهم والاعتبارِ بهم.
          في حديثِ الحجِّ: «زُرتُ قبلَ أن أرميَ، قال: لا حرَج» [خ¦1722]، كذا لهم؛ أي: طُفت طوَاف الزِّيارةِ، وهو طوافُ الإفاضَةِ، ومنه: «أخَّر الزِّيارة إلى اللَّيلِ» / [خ¦25/129-2717]، و«كان يزُورُ البيتَ أيَّام مِنى». [خ¦25/129-2717]
          951- وقوله: «يزُولُ به السَّراب»؛ أي: يتحرَّك، وكلُّ مُتحرِّك زائلٌ، ومنه في حَديثِ أبي جَهلٍ: «يزول»؛ أي: يذهَب ويجيء ولا يستَقِرُّ، ومنه: «زَوال الشَّمس» [خ¦9/11-873]، وهو ظهُورُ حَركتِها بعد الوُقوفِ.
          952- و«زُوِيت لي الأرضُ»؛ أي: جُمِعت وقُبِضت، وكذلك: «ليَنزَوِي من النُّخامةِ...» الحديثَ؛ أي: ينقَبِض أهله وعُمَّاره يعني الملائكةَ؛ لاستقذارِ ذلك، ومنه: «اللَّهمَّ ازْوِ لنا الأرضَ»؛ أي: ضُمَّها واطْوِها وقرِّب بعيدَها.
          وفي جَهنَّم: «فيُزوَى بعضُها إلى بَعضٍ» [خ¦4850]؛ أي: يُضمُّ، ويُروَى: «يَنْزَوِي» [خ¦7384]؛ أي: تَنضَم على من فيها من الجبَّارِ الكافرِ، أو الجماعةِ التي قدِّرت لها فيما تقدَّم من القَضاءِ السَّابقِ.
          وقوله: «في زوَايا الحَوضِ» جمعُ زاويةٍ؛ أي: نواحيه، كما جاء في الحديثِ الآخرِ: «ما بين ناحِيَتَيه».


[1] جزء من بيت لزهير بن أبي سلمى كما في ديوانه: 23، وهو بتمامه:
~مَتى يَشتَجرْ قوْمٌ تقُلْ سرَواتُهُمْ                      هُمُ بَيْنَنا فهُمْ رِضًى وَهُمُ عدْلُ