مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الزاي مع الميم

          الزَّاي مع الميم /
          928- و«الزُّمْرَة» [خ¦3246] الجماعةُ في تفرِقَة؛ أي: بعضُهم إثر بَعضٍ.
          و«مُزْمُور الشَّيطان» مِزمارُه، وهو من الزِّمَّار، وهو الصَّوتُ العالي، وقيل: الصَّوتُ الحسَن، ومنه قوله: «لقد أوتِيتَ مِزماراً» [خ¦5048]؛ أي: صوتاً حسناً، والزَّميرُ: الغِناءُ.
          929- و«زَمِّلُوني» [خ¦3] لُفُّوني في الثِّيابِ، وكذلك: «زمِّلُوهم في ثِيابِهم»، «غير أنِّي لا أزمَّل»؛ أي: لا(1) يعتريه من خَوفِها من الوعكِ ما يُزمَّل له.
          930- قوله: «تعلَّقت بزمَامِها» الزِّمام للإبل ما تُشدُّ به رؤُوسها من حَبلٍ وسيرٍ ونَحوِه لتقاد به.
          931- قوله: «إنَّ الزَّمانَ قدِ استَدار» [خ¦3197] الزَّمانُ والزَّمنُ: الدَّهرُ، هذا قولُ الأكثرِ، وكان أبو الهيثَمِ يُنكِر هذا، ويقول: الدَّهرُ: مُدَّةُ الدُّنيا لا يَنقَطِع، والزَّمانُ: زمنُ الحرِّ، وزمنُ البَردِ، وكأنَّه الجزءُ من الدَّهرِ، قال: والزَّمنُ يكون شَهرينِ إلى ستَّة أشهُرٍ.
          فعلى القَولِ الأوَّل: يكون مَعناه أنَّ حِساب الزَّمنِ على الصَّواب، وقوامُ أوقاته المُؤقَّتة، وترك النَّسيء، وما دخَل ذلك من التباسِ وقت الشُّهور، واختلافِ وَقتِ الحجِّ، قد استدار [حتَّى صادَف الآن القوامَ ووافَق الحقَّ.
          وعلى الوَجهِ الثَّاني: إنَّ زمنَ الحجِّ قد استدار]
بما كانت تُدخِله فيه الجاهليَّةُ حتَّى وافَق الآن وقتَه الحنيفي(2) على ما كان عليه يوم خلَق الله السَّماوات والأرضَ، قبل أن تُغيِّره العربُ بالزِّيادةِ والتَّبديلِ، وقد تقدَّم.
          وقوله: «إذا تقَارَب الزَّمان» [خ¦7017] قيل: تقارُبه استِواء لَيلِه ونَهارِه في وَقتِ الاعتِدالِ، فعبَّر بالزَّمانِ عن ذلك؛ لأنَّه وقتٌ من السَّنةِ مَعلُومٌ، وأهلُ العِبارَةِ يقولُون: تقارُبه انقِضاءُ الدُّنيا ودُنوُّ السَّاعة(3)، وهو أولى؛ لقَولِه في حَديثٍ آخرَ: «إذا كان آخرُ الزَّمانِ»، وقد يُتأوَّل هذا على زمَنِ الخَريفِ أيضاً.
          وفي أشراطِ السَّاعةِ: «يتَقارَب الزَّمانُ حتَّى تكونَ السَّنةُ كالشَّهرِ» قيل: المرادُ به ظاهره؛ أي: تقصر مُدَّته، وقيل: لطيبه.
          وفي الحديثِ الآخرِ: «يتَقارَب الزَّمان، وتكثُر الفِتَن» [خ¦1036] قيل: على ظاهرِه؛ أي: تقرب السَّاعة، وقيل: المراد أهل الزَّمان؛ أي: تقصر أعمارهم، / وقيل: هو تقارب أهله وتساويهم في الأحوالِ والأخلاقِ السَّيئة والتَّمالؤُ على الباطلِ، فيكونون كأسنانِ المُشطِ لا تبايُنَ بينَهم.
          932- وقوله: «زَمْهَريرِها» [خ¦3260] يعني: شدةَ بردِها.


[1] في «المشارق»: (لما)، والمعنى بيّن.
[2] كذا في أكثر الأصول، وفي بَعضِها: (الحقيقي)، وكذا في «المشارق»، وكلاهما صحيحٌ معنًى.
[3] وقع في نسخ «المشارق» بياض بعد كلمة (يقولون...) إلى (وقيل: تقارب أمر انقضاء الدنيا)، فجعل ابن قرقول ما بعد قيل من قول أهل العبارة، وفي «الإكمال»: (أهل العبارة والمفسرون لها يزعمون أنَّ أحسنَ الأزمانِ وأصدَقَها للعِبارَة حيث انفتاق الأزهار ووقت بيع الثمار، وهذان الوقتان هما وقت تقارب الزّمان واعتدال الليل والنَّهار).