البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح

أفلح بن سعيد المدني القبائي أبو محمد مولى الأنصار

          م ░56▒ أفلح بن سعيد المدني القُبائيُّ، أبو محمد، مولى الأنصار.
          قال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه بحال.
          وتعقبه الذهبي فقال: ابن حبان ربما قصب(1) الثقة، حتى كان لا يدري ما يخرج من رأسه.
          قال: ثم إنه بيَّن مسنده فسَاقَ حديث عيسى بن يونس: حدَّثنا أفلح بن سعيد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة مرفوعاً: إنْ طالت بك مدة فسترى قوماً يغدون في سخط الله، ويروحون في لعنته، ويحملون سياطاً مثل أذناب البقر. ثم قال: وهذا بهذا اللفظ باطل، وقد رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: «اثنان من أمتي لم أرهما، رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات». قال الذهبي: بل حديث أفلح صحيح غريب، وهذا شاهد لمعناه.
          قلت: وما قاله الذهبي هو الصواب.
          وقال يحيى بن معين: ثقة.
          وقال النسائي: ليس به بأس.
          وقال أبو حاتم: شيخ، صالح الحديث.
          روى له مسلم.


[1] أي: عابه وجرحه. (ل).