البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح

أحمد بن صالح أبو جعفر المصري

          خ ░19▒ أحمد بن صالح، أبو جعفر المصري.
          أحد الأعلام، الحفاظ، الثقات.
          قال النسائي: ليس بثقة، ولا مأمون.
          وقال أيضاً: تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن معين بالكذب.
          وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: أحمد بن صالح كذَّاب يتفلسف، رأيته يَخْطِر في جامع مصر(1).
          قال والدي: ولعل ابن معين لا يدري ما الفلسفة، فإنه ليس من أهلها.
          وقال ابن عدي: كان النسائي سيء الرأي فيه، وأَنْكر عليه أحاديث، فسمعت محمد بن هارون البَرقي يقول: هذا الخراساني يتكلم في أحمد بن صالح! لقد / حضرت مجلس أحمد فطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن تكلم فيه.
          وقال أبو يعلى الخليلي: اتفق الحفاظ على أنَّ كلام النسائي فيه تحامل، ولا يقدح كلام أمثاله فيه.
          فإن قيل: إذا نُسب مثل النسائي وهو إمام حجة في الجرح والتعديل إلى مثل هذا، فكيف يوثق بقوله في ذلك؟
          قلنا: الجواب كما ذكر أبو عمرو ابن الصلاح أن عين السخط تُبدي مساوئ لها في الناظر مخارج صحيحة تعمى عنها بحجاب السخط، لا أن ذلك يقع من مثله تعمداً لقدح يعلم بطلانه. والله أعلم.(2)
          وقال أبو سعيد بن يونس: لم يكن أحمد عندنا يحمد الله، كما قال النسائي، لم يكن له آفة غير الكِبْر.
          (وقال)(3) البخاري: ثقة صدوق، ما رأيت أحداً يتكلم فيه بحجة، كان أحمد بن حنبل وعلي وابن نمير وغيرهم يثبتون أحمد بن صالح.
          وقال الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وكسرٍ، كلهم ثقات، ما أحد منهم اتَّخذه عند الله حجة إلا رجلين: أحمد بن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل بالعراق.(4)
          وقال محمد بن مسلم بن واره: أحمد بن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، وابن نمير بالكوفة، والنُّفَيلي بحَرَّان هؤلاء / أركان الدين.
          ووثقه أيضاً أبو حاتم، والعجلي.
          وقال ابن عدي: ولولا أني شرطت في كتابي أن أذكر كل مَن تُكُلِّم فيه لكنتُ أُجلُّ أحمد بن صالح أن أذكره.
          روى عنه البخاري.


[1] مراده أنه كان فيه شيء من كِبْر، ومرادهم من هذا النقل نفي ما قاله ابن حبان في ثقاته (8/25) من أن ابن معين أراد أحمد بن صالح آخر، فهذا مصري والآخر مكي (ل).
[2] يوجد في المخطوط، كلام مضروب عليه: (وهذا مثل قول الأول: وعين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا).
[3] ما بين قوسين في المطبوع: (قال)، بدون واو.
[4] قال الذهبي في السيرة (12/162): قلت: في حصة هذا نظر؛ فإن يعقوب ما كتب عن ألف شيخ ولا شطر ذلك، وهذه مشيخته موجودة في مجلد لطيف، وشتان ما بين الأحمدين في سعة الرحلة، وكثرة المشايخ، والجلالة والفضل. (ل).