الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: لا تصروا الإبل والغنم

          882- وعن الأَعْرَجِ، عن أبي هُرَيْرَةَ ☺: أنَّ رسولَ اللهِ صلعم قالَ: «لا تُصَرُّوا الإِبِلَ(1) وَالغَنَمَ، فَمَنِ ابْتَاعَهَا بَعْد ذلك فَهو بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ [أَنْ] (2) يَحْلِبَهَا: فإِنْ رضيها أَمْسَكَهَا(3)، وَإِنْ سَخِطَهَا(4) رَدَّهَا وَصَاعًا منْ تَمْرٍ». [خ¦2148]


[1] في هامش(ح): «قوله: (لا تصروا الإبل): قال القاضي عياض: تصروا بضم التاء وفتح الصاد المهملة وبعد الراء واو وألف، قال الخطابي: اختلف أهل العلم واللغة في تفسير المصراة، ومن أين أخذت واشتقت، فقال الشافعي: التصرية أن يربط أخلاف الناقة والشاة ويترك حلبها ليومين والثلاثة حتى يجتمع لبنها، فيزيد مشتريها في ثمنها لما يرى من ذلك، وقال أبو عبيد: إنه من صرى اللبن في ضرعها: بمعنى حقنه فيه، وأصل التصرية حبس الماء وجمعه، قال أبو عبيد: ولو كان من الربط لكانت مصرورة أو مصررة، قال الخطابي: قول أبي عبيد حسن، وقول الشافعي صحيح، والعرب تصر ضروع الحلوبات، وسمي ذلك الرباط صرارًا، واستشهد تصحيحًا لقول الشافعي بقولهم: العبد لا يحسن الكر***إنما يحسن الحلب والصر، وبقول مالك بن نويرة: فقلت لقومي هذه صدقاتكم***مصردة أخلافها لم تجرد، قال الإمام: معناه لا تجمعوا اللبن في ضرعها حتى يعظم، ومنه صرت الماء في الحوض: أي جمعته، والمصراة: المياه المجتمعة، وصرى الماء في الظهر: إذا حبسه سنين لا يتزوج، وما وقع في الحديث من ذكر المحفلة فالمحفلة هي المصراة بعينها، سميت محفلة لأن اللبن حفل في ضرعها، وكل شيء كثرته فقد حفلته، ومنه قيل احتفل القوم إذا كثروا واجتمعوا».
[2] زيادة من (ح) و(د).
[3] في (د): «مسكها».
[4] في (ح) و (د): «وإن تسخَّط».