تغليق التعليق

فصل في ذكر الرواة عن البخاري

          فصل في ذكر الرُّواة عن البخاريِّ:
          قد أسلفنا أن النَّاس كتبوا عنه على باب الفِرْيابِيِّ وهو أمرد، وما زالوا يكتبون عنه، ويستفيدون منه إلى أن مات، وإنَّما نذكر ههنا رواة كتبه، ثمَّ مشاهير الحفَّاظ؛ ممَّن وقعت لنا روايته عنه في المسانيد والأجزاء، فأشهرهم بالرِّواية عنه: الفربريُّ محمَّد بن يوسف بن مطر بن صالح، روى عنه «الجامع الصَّحيح»، وكتاب «خلق أفعال العباد» وغير ذلك، وروايته لـ«الصَّحيح» أتمُّ الرِّوايات، وحمَّاد بن شاكر روى عنه «الصَّحيح» إلَّا أوراقًا من آخره رواها بالإجازة، وكذلك إبراهيم بن معقل النَّسفيُّ الحافظ، ومهيب بن سليم، وأبو طلحة منصور بن محمَّد بن عليٍّ البزدويُّ، وهو آخر من كان يروي «الصَّحيح» عن البخاريِّ موتًا، قاله ابن ماكولا وابن نقطة وغيرهما، وأطلق جعفر المستغفريُّ الحافظ أنَّه آخر من حدث عن البخاريِّ وليس جيدًا؛ لأنَّ الحسين بن إسماعيل البخاريَّ(1) عاش بعده مدَّةً، وكان عنده عن البخاريِّ جملة أحاديث.
          وأمَّا قول محمَّد بن يوسف الفربريُّ: سمع «الجامع» من محمَّد بن إسماعيل تسعون ألفًا، لم يبق منهم غيري؛ فلعلَّه لم يشعر ببقاء البزدويِّ المذكور.
          ومن الرُّواة عن البخاريِّ: أحمد بن محمَّد بن الجليل البزَّاز، وهو بالجيم، روى عنه كتاب «الأدب المفرد».
          ومحمود بن إسحاق الخزاعيُّ، روى عنه كتاب «رفع اليدين في الصَّلاة»، وجزء «القراءة خلف الإمام»، وهو آخر من حدَّث عنه ببخارى.
          ويوسف بن ريحان بن عبد الصَّمد، روى عنه كتاب «خلق أفعال العباد».
          ومحمَّد بن دلويه الورَّاق روى عنه كتاب «برِّ الوالدين».
          وأبو أحمد محمَّد بن سليمان بن فارس روى عنه «التَّاريخ الكبير» وكذلك أبو الحسن محمَّد بن سهل الفسويُّ(2) .
          وعبد الله بن أحمد بن عبد السَّلام الخفَّاف روى عنه «التَّاريخ الأوسط».
          وعبد الله بن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن الأشقر روى عنه «التَّاريخ الصَّغير(3) ».
          وآدم بن موسى روى عنه كتاب «الضُّعفاء».
          وورَّاقه الإمام الجليل أبو عبد الله محمَّد بن [أبي] حاتم الورَّاق، وهو النَّاسخ، وهو(4) ملازمه سفرًا وحضرًا، فكتب كتبه، وروى عنه.
          من شيوخه: عبد الله بن محمَّد المسنديُّ، وإسحاق بن أحمد بن خلف السُّرماريُّ، ومحمَّد بن خلف بن قُتيبة، وغيرهم.
          ومن الحفَّاظ من أقرانه فمن بعدهم: أبو زُرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بن إسحاق الحربيُّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمَّد بن نصر المروزيُّ، وصالح بن محمَّد جزرة، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأبو بكر البزَّار صاحب «المسند»، ومسلم بن الحجَّاج في غير «الصَّحيح»، وأبو عبد الله(5) التِّرمذيُّ، وتلمذ له، وأبو عبد الرَّحمن النَّسائيُّ، وروى أيضًا عن رجل عنه، وأبو عمرو الخفَّاف، وجعفر بن محمَّد بن موسى النَّيسابوريُّ، والحسين بن محمَّد بن حاتم المعروف بالعجل، والحسين بن محمَّد القبَّانيُّ، وأبو الفضل أحمد بن سلمة النَّيسابوريُّ، ومحمَّد بن عبد الله الحضرميُّ مطيَّن الحافظ الكوفيُّ، وعمر بن محمَّد بن بجير الحافظ البُجيريُّ، وأبو معشر الفضل بن أحمد بن يعقوب الحافظ النَّسفيُّ، وأبو بكر بن أبي داود السِّجستانيُّ، وإمام الأئمَّة أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، ويعقوب بن يوسف بن الأخرم، ومحمَّد بن إسحاق الفاكهيُّ صاحب «أخبار مكَّة»، ويحيى بن محمَّد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحامليُّ، وهو آخر من حدَّث عنه ببغداد، وأممٌ لا يحصون، يكفي من التنبيه على كثرتهم حكاية الفربريِّ المتقدِّمة أنَّه سمع معه «الصَّحيح» من البخاريِّ تسعون ألفًا.


[1] في المطبوع: (المحاملي).
[2] في المطبوع: (النَّسويُّ).
[3] في المخطوط: (الأوسط).
[4] في المطبوع: (وكان).
[5] في المطبوع: (أبو عيسى).