تغليق التعليق

باب الأمل وطوله

          ░4▒ قولُهُ في باب الأمل وطوله.
          وقال عليُّ بن أبي طالب: ارتحلت الدُّنيا مدبرةً، وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكلِّ واحدةٍ منهما بَنُون، فكونوا من أبناء الآخرةِ، ولا تكونوا من أبناء الدُّنيا، فإنَّ اليوم عملٌ ولا حسابٌ، وغدًا حسابٌ ولا عملٌ.
          قرأت على أحمد بن الحسن: أخبركم محمَّد بن غالي: أخبرنا النَّجيب الحرانيُّ عن أحمد بن محمَّد التَّيميِّ: أنَّ الحسن بن أحمد أخبره: أخبرنا أبو نُعيم: حدَّثنا أبو بكر الطلحيُّ: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرميُّ: حدَّثنا عون بن سلام: حدَّثنا أبو مريم، عن زبيد، عن مهاجر بن عُميرة(1) قال: قال لي(2) عليُّ بن أبي طالب : إنَّ أخوَفَ ما أخاف عليكم اتِّباع الهوى وطول الأمل، فأمَّا اتباع الهوى؛ فيصدُّ عن الحقِّ، وأمَّا طول الأمل؛ فيُنسي الآخرة، ألا وإن الدُّنيا ارتحلت مُدبرةً...؛ فذكر مثله سواء.
          تابعه عبد الله بن يزيد(3) المقرئُ ويزيد بن هارون، عن الثَّوري، عن زبيد، قال أبو نعيم: أفادنيه الدَّارقطنيُّ، عن هذا الشَّيخ، ولم أكتبه إلَّا من هذا الوجه.
          وقد رواه الثَّوري، وجماعةٌ عن زبيد، عن عليٍّ، ولم يذكروا مهاجرًا.
          قلتُ: وقد وقع لنا من وجه آخر، عن زبيد؛ قرأته على عبد الله بن عمر بن عليٍّ، عن أحمد بن منصور: أخبرنا أحمد بن شيبان: أخبرنا عمر بن محمَّد: أخبرنا أبو غالب بن البنَّاء: أخبرنا أبو محمَّد: أخبرنا محمَّد بن إسماعيل: حدَّثنا يحيى بن محمَّد: حدَّثنا الحسين بن الحسن: حدَّثنا ابن المبارك: أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد.
          (ح): وأخبرنا عاليًا محمَّد بن أحمد بن عليٍّ المهدويُّ مشافهةً، عن يونس بن أبي إسحاق: أنَّ عليَّ بن محمود الصَّابونيَّ كتب إليهم: أخبرنا رجاءُ بن مرجى المعدانيُّ إجازةً: أخبرنا سليمان بن إبراهيم الأصبهانيُّ: أخبرنا محمَّد بن إبراهيم الجرجانيُّ: أخبرنا محمَّد بن الحسين القطَّان: حدَّثنا علي بن الحسن الداربجرديُّ: حدَّثنا عبيد الله بن موسى: حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد الأياميِّ، عن رجل من بني عامر قال: قال عليُّ بن أبي طالب: إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى...؛ الحديث.
          رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في «مصنَّفه»، عن عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل ابن أبي خالد، وسفيان الثَّوري؛ جميعًا عن زبيد، مثله.
          وعن حفص بن غياث، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد، عن مهاجر العامريِّ، عن علي، مثله.
          وهو وارد على كلام أبي نعيم. /
          وقد رُوي مرفوعًا: رواه ابن أبي الدُّنيا في كتاب «قِصَرِ الأمل» له: حدَّثنا داود بن عمرو بن زهير الضَّبيُّ: حدَّثنا محمَّد بن الحسن الأسديُّ: حدَّثني اليمان بن حذيفة، عن عليِّ بن أبي حفصة مولى عليٍّ، عن أبيه، عن عليِّ بن أبي طالب: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ خصْلَتَيْنِ...»، فذكر معناه، فيه من يُجهل حاله.
          ووقع لنا من وجه آخر؛ أنبئتُ عن غير واحد عن زهرة بنت محمَّد: أنَّ يحيى بن ثابت بن بندار أخبره: أخبرنا أبي: أخبرنا عبد الباقي بن محمد(4) الطَّحان: أنبأنا(5) أبو بكر الشَّافعيُّ: حدَّثنا محمَّد بن يونس: حدَّثنا عبد الله الحجبيُّ: حدَّثنا عليُّ بن أبي عليٍّ اللهبيُّ(6) ، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن عليِّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلعم: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الهَوَى وَطُولُ الأَمَلِ»، الحديث فيه ضعفٌ وانقطاعٌ، والصَّواب الموقوف، والله أعلم.
          ورواه ابن منده في «فوائده» من طريق المنكدر بن محمَّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله صلعم...؛ فذكر نحوه بطوله، والمنكدر ضعيفٌ.


[1] في المطبوع: (عمير).
[2] (لي): ليس في المطبوع.
[3] في المطبوع: (زيد).
[4] في المطبوع: (مخلد).
[5] في المطبوع: (أخبرنا).
[6] في المطبوع: (الكعبي).