الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

النمل

          ░░░27▒▒▒ (سُورَةُ النَّمْلِ)
          ({رَدِفَ}: اقْتَرَبَ): قال الزركشيُّ: (هذا التفسيرُ تُرَدُّ به دَعوى المبرَّدِ ومَن / وافقَهُ: أنَّ اللَّام في قولِه: {لَكُمْ}: زائدةٌ للتوكيدِ، فإنَّه إذا كانَ معناه: اقتربَ؛ كانتْ للتعديةِ؛ مثلُ: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء:1]) انتهى.
          وفيه خمسةُ(1) أوجهٍ:
          أظهرُها: أنَّ {رَدِفَ}: ضُمِّنَ معنى فِعْلٍ يتعدَّى باللَّام، أي: دنا، وقَرُبَ، وأَزِفَ، وبهذا فسَّرَهُ ابنُ عبَّاسٍ، وقد عُدِّيَ بـ(مِن) أيضًا على تضمُّنِهِ معنى: (دنا)، قال الشاعرُ: [من الطويل]
فَلَمَّا رَدِفْنَا مِنْ عُمَيْرٍ وَصَحْبِهِ                     تَوَلَّوْا سِرَاعًا وَالمَنِيَّةُ تُعْنِقُ
          أي: دنونا مِنْ عُميرٍ.
          الثاني: أنَّ مفعولَه محذوفٌ، واللَّامُ للعلَّةِ، أي: رَدِفَ الخلقَ لأجلِكُم ولشؤْمِكُم.
          الثالثُ: أنَّ اللَّامَ مَزيدةٌ في المفعولِ تأكيدًا.
          الرابعُ: أنَّ فاعلَ {رَدِفَ} ضميرُ {الْوَعْدُ}، أي: رَدِفَ الوعدُ، أي: قَرُبَ ودنا مُقتضاهُ، و{لَكُمْ}: خبرٌ مُقدَّمٌ، و{بَعْضُ}: مبتدأٌ مؤخَّرٌ، والوقفُ على هذا على {رَدِفَ}، وهذا فيه تفكيكٌ للكلامِ.
          الخامسُ: أنَّ الفعلَ محمولٌ على مصدرِهِ، أي: الرادفةُ لكم، و{بَعْضُ} على تقديرِ: ردافةُ بعضٍ، يعني: حتَّى يتطابقَ الخبرُ والمخبَرُ عنه، وهذا أضعفُ ممَّا قبلَه.
          و▬رَدَفَ↨: بفتحِ الدالِ قرأَ الأعرجُ، وهي لغةٌ، والأشهرُ: الكسرُ، والله أَعْلَمُ.[83أ] /


[1] في (أ): (أربعة)، وصوابه المثبت.