المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه

          555- قال ابن عباس: فلما مات عمر؛ ذكرت ذلك لعائشة، فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله»، ولكن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه»، وقالت: حسبكم القرآن، {لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام:164]. [خ¦1288]
           قال المهلب: قد فسره النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله لقيلة بنت مخرمة(1) الوافدة عليه حين ذكرت ولدًا لها قاتل معه عليه السلام يوم الربذة، ومات بخيبر، فبكت عليه، فقال لها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لو لم تكوني مسكينةً؛ لجررناك اليوم على وجهك، أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفًا؟ فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به؛ استرجع، ثم قال: ربِّ؛ أنسِنِي ما أمضيت، وأعنِّي على ما أبقيت، والذي نفس محمد بيده أحدكم؛ ليبكي، فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله؛ لا تعذبوا إخوانكم».
          حدثنا به أبو محمد الأصيليِّ، وابن مناس لفظه: حدثنا أبو بكر الحلبي: حدَّثنا محمد بن إسحاق بن يزيد الأنطاكي _هو ابن المسلم_: حدثنا أبو سهل الهيثم بن جميل: حدَّثنا عبد الله بن حسان العنبري قال: حدثتني جدتاي: صفية ودُحيبة، عن قِيلة بنت مخرمة.
          قال ابن عباس عند ذلك: والله {هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم:43].
          قال ابن أبي مليكة: والله ما قال ابن عمر شيئًا.


[1] في الأصل: (مُخْمِرة)، وهو تحريف.