المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

باب قول الله عز وجل: {وأمرهم شورى بينهم}

          ░18▒ باب قول الله عزَّ وجلَّ: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى:38]، {وَشَاوِرْهُمْ فِي الَأمْر ِ} [آل عمران:159]، وأن المشاورة قبل العزم والتبين؛ لقوله عزَّ وجلَّ: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} [آل عمران:159]، فإذا عزم الرسول لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله. وشاور النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يوم أحد في المقام والخروج، فرأوا له الخروج، فلما لبس لأمَتَه وعزم، قالوا: أقم، فلم يَمل إليهم بعد العزم، وقال: «لا ينبغي لنبي لبس لَأمَتَه فيضعها حتى يحكم الله».
          وكانت الأئمة بعد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة؛ ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب والسنة؛ لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.