المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إني مستشيرك في مغازي هذه

          1071- قال البخاريُّ: حدثنا الفضل بن يعقوب: حدَّثنا عبد الله بن جعفر الرقي: حدَّثنا المعتمر بن سليمان: حدَّثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي: حدَّثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين / ،فأسلم الهرمزان، فقال: إني مستشيرك في مغازيَّ هذه، قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين؛ مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين؛ نهضت الرجلان بالجناح والرأس، وإن كسر الجناح الآخر؛ نهضت الرجلان والرأس، وإن شدخ الرأس؛ ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فَمُر المسلمين فلينفروا إلى كسرى وقال بكر وزياد؛ جميعًا عن جبير بن حية قال: فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن، حتى إذا كنا بأرض العدو خرج عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمان له، فقال: ليكلمني رجل منكم، فقال المغيرة: سل عما شئت، فقال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب، كنا في شقاء شديد وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك؛ إذ بعث رب السموات ورب الأرضين إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا ورسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم عن رسالة ربنا عزَّ وجلَّ، أنه من قتل منَّا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله قط، ومن بقي منَّا ملك رقابكم. [خ¦3159]
          فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلم يندمك ولم يحزنك(1)، ولكني شهدت القتال مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكثيرًا كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح، وتحضر الصلوات. [خ¦3160]
          وخرَّجه في باب قوله عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} الآية [المائدة:67] مختصرًا. [خ¦7530]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشمهيني، وفي «اليونينية»: (يخزِك).