الكوكب المنير الساري في ختم صحيح البخاري

نعيم أهل الجنة في الجنة

          ثم إنهم ينظرون بعد ذلك ما نطقت به الآيات البينات وصرحت به السنة من الهدايا والكرامات قال الله تبارك وتعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ} [الإنسان:15] قال ابن عباس ☺: فإذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، يقول الله تبارك وتعالى لجبريل ◙ : يا جبريل انطلق واتني بحضيرة القدس أكرم بها عبادي، قال: فينطلق جبريل ◙ إلى الجنة الأولى، واسمها جنة الخلد فيدور زواياها ونواحيها فلم يجد شيئًا فيخرج منها، ويدخل إلى الجنة الثانية واسمها جنة عدن، فيدور زواياها ونواحيها فلم يجد شيئًا فيخرج منها، ويدخل الجنة الثالثة واسمها جنة النعيم، فيدور زواياها ونواحيها فلم يجد شيئًا قال: فيخرج منها، ويدخل إلى الجنة الرابعة واسمها جنة المأوى، فيدور زواياها ونواحيها فلم يجد شيئًا فيخرج منها، ويدخل إلى الجنة الخامسة واسمها دار القرار، ويدخل إلى الجنة السادسة واسمها دار الكرامة، فيدور زواياها ونواحيها فلم يجد شيئًا، فيخرج إلى الجنة السابعة واسمها جنة الفردوس فيدور زواياها ونواحيها فلم يجد شيئًا.
          قال: ثم ينطلق جبريل ◙ حتى يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى / فيقول: يا رب، أنت أعلم مني قد طفت الجنان بأسرها فلم أجد شيئًا، فيقول الله تبارك وتعالى: يا جبريل، اطلبها في جنة الخلد، قال: فيدخلها جبريل ◙ ويدور زواياها ونواحيها، فتبدو له جنة لم يرها جبريل في طول عمره، وإذا بملك قائم على بابها، قال ابن عباس ☻: والذي نفس محمد بيده لو أن ذلك الملك نزع قدميه من ذلك الموضع الذي هما فيه لما وسعته السموات السبع والأرضين السبع، قال: فيسلم جبريل على ذلك الملك فيرد ◙ ، ويقول له: من أنت يرحمك الله، فيقول له أنا جبريل رسول رب العالمين، فيقول سبحان الله هذا اسم ما سمعته قط، ثم يقول له: يا جبريل، من أين أقبلت ؟ فيقول: من الجنة، فيقول له: يا جبريل هل خلق الله جنة غير هذه الجنة ؟ فيقول: نعم خلق الله سبع جنان غير هذه: فيقول: يا جبريل ومن هو خازنها ؟ فيقول له: رضوان خازن الجنان، فيقول: سبحان الله قد كنت أظن أن الله تعالى لم يخلق جنة غير هذه لما فيها من النعيم، قال: فيقول جبريل ◙ : أيها الملك هل تعرف مكانًا فيه حضيرة القدس؟ فيقول: ها هي بين يديك، فينظر جبريل حينئذ إليها، وإذا عليها من الأقفال ما لا يحصي عددها إلا الله سبحانه وتعالى، فيقول له ذلك الملك: يا جبريل ما تريد منها؟ فيقول: أريد أن أحملها إلى بين يدي الله ╡ ، فيقول: ومن يحملها معك؟ فيقول: ما معي أحد أنا أحملها بقوة الله وحوله، قال: فيقول ذلك الملك: سوف تحملها بهذه الكلمة، فيقول له جبريل ◙ : انظر، ثم يتقدم إليها فيحملها بقوة الله وحوله بأسرارها ومدائنها وقصورها / وأنهارها وأشجارها وأثمارها، حتى ينتهي بها إلى بين جنة عدن وعرش الرحمن.
          [ضيافة رب العالمين للأنبياء والصالحين]
          ثم يصعد جبريل ◙ على صور الجنة وينادي: يا محمد، هلم أنت والأنبياء والمرسلون إلى ضيافة رب العالمين، قال: فيركب النبي صلعم ثم يركب معه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي عليهم أفضل الصلاة والسلام واللواء معقود على رأس رسول الله صلعم ، ثم ينادي جبريل ◙ ثانية: يا أهل الجنات، هلموا إلى ضيافة رب العالمين جميعكم، قال: فيسمع صوته القريب والبعيد وكل مكان في أقصى الجنان، فينزلون من الغرف والمدائن والقصور، ويركبون الخيل والنجب، ويسيرون صفًا واحدًا لا يجاوز أذن ناقة أحدهما أذن الأخرى ولا ركبة ناقة منها ركبة الأخرى، وإنهم ليمرون على الشجرة من أشجار الجنة فترفع عنهم حتى لا تفسد صفهم، قال: فيمرون بقصور من الفضة البيضاء فيجوزونها أسرع من البرق الخاطف، ثم يمرون بقصور من ذهب أحمر فيجوزونا أسرع من البرق الخاطف، ثم يمرون بقصور من الياقوت فيجوزونها أسرع من البرق الخاطف، ثم يمرون بقصور اللؤلؤ فيجوزونها أسرع من البرق الخاطف، فعند ذلك يلوح لهم نور حضيرة القدس من مسيرة عشرة آلاف سنة.
          وفي الخبر الصحيح أنهم إذا انتهوا إلى حضيرة القدس وأخذ كل واحد باسمه وصفته ونعته وابن من هو مكتوب على عتبة قصره، ثم ينزلون ويدخلون في حضيرة القدس وينظرون إلى ما أعد الله لهم من الكرامة، قال: فيخرجون إلى مرج أفيح من المسك الإذفر، ثم يقول الله تبارك وتعالى: يا كروب قرب المائدة، قال: فيقرب مائدة من الياقوت الأسود طولها عشرة آلاف سنة وعرضها مثل ذلك، / قال: فيمد عليها طعام ما مسته نار قط.
          قال: ثم يقول الله سبحانه وتعالى: يا ملائكتي مرحبًا بعبادي أطعموهم مما تشتهي أنفسهم، قال: فتأتيهم الملائكة بصحائف من ذهب وأكواب فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، في كل صحفة سبعون لونًا من الطعام وكل لون لا يشبه الآخر ولا يختلط اللون مع اللون، فيأكلون منها ويتمتعون، فيجدون لكل لقمة لذة بغير طعم الآخر.
          قال: فإذا فرغوا من ذلك الطعام يقول الله تعالى: يا ملائكتي، مرحبًا بعبادي اسقوهم، قال: فتأتيهم الملائكة بأكواب وأباريق مملوءة من أنهار الجنة فيشربون.
          فإذا فرغوا من ذلك الثواب، فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، مرحبًا بعبادي فكهوهم، قال: فتأتيهم الملائكة بأطباق مكللة بالدر والياقوت والزبرجد والعقيان(1)، مملوءة من فواكه الجنة، وعليها مناديل من السندس والاستبرق، فيأكلون من ذلك ما أرادوا.
          فإذا فرغوا من ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: يا ملائكتي، مرحبًا بعبادي اكسوهم، قال: فتأتيهم الملائكة بحلل مختلفة الألوان مصقولة بنور الرحمن، فما منهم من أحد إلا يكسى سبعين ألف حلة وهي أخف عليه من نفسه.
          فإذا فرغوا من ذلك يقول الله تعالى: يا ملائكتي، مرحبًا بعبادي سوروهم، قال: فتأتيهم الملائكة بأساور من ذهب واستبرق فيلبسونهم إلى المرافق.
          فإذا فرغوا من ذلك يقول الله تعالى: يا ملائكتي، مرحبًا بعبادي خلخلوهم، قال: فتأتيهم الملائكة بخلاخل من الذهب والفضة فيخلخلون إلى أنصاف الساقين وإنهم ليسمعون وقع الخلخال من مسيرة خمسمائة عام.
          فإذا فرغوا من ذلك يقول الله تبارك وتعالى: يا ملائكتي، مرحبًا بعبادي توجوهم، قال: فتأتيهم الملائكة بتيجان مرصعة بالدر والياقوت / والزبرجد، قال: فيتوجوهم بها، ولكل تاج منها أربعة أركان على كل ركن منها ياقوتة حمراء، لو علقت ياقوتة منها في سماء الدنيا لغلب نورها على نور الشمس والقمر.
          فإذا فرغوا من ذلك يقول الله تبارك وتعالى: مرحبًا بعبادي وزواري يا ملائكتي، طيبوا عبادي، قال: فتسرح الملائكة على طيور الجنة فيغمسونها في جزائر المسك الإذفر والطيب والعنبر، ثم ترفرف الطيور على رؤسهم فيطيبونهم من أولهم إلى آخرهم.
          [منبر من ياقوت للأنبياء]
          ثم يقول الله تبارك وتعالى للملائكة الموكلين بحضيرة القدس: يا كروب، قرب المنبر وهو من ياقوتة حمراء أوله ارتفاع مائة عام وله من الدرج عدد الأنبياء والمرسلين، ويصعد كل نبي في مكان ويصعد النبي صلعم في أعلا المنبر وهي أعلا درجة تسمى الوسيلة، ويجلسون الأصفياء والأتقياء و الصديقين والشهداء والصالحين وجميع الأمم والصالحين على كثبان المسك الإذفر والعنبر الأشهب.
          [إبراهيم صلعم يخطب بأمته]
          فبينما هم في النعيم، وإذا النداء من قبل الله تعالى: أين إبراهيم الخليل ؟ فيقول: لبيك يا رب، فيقول الله تعالى: قم واخطب بأمتك، فيقوم على قدميه ويقرأ التوراة إلى آخرها ثم يجلس، وإذا النداء من قبل الله تعالى: أين داوود ؟ فيقول: لبيك يا رب، فيقول الله تعالى: اخطب بأمتك، قال: فينهض على قدميه ثم يقرأ قوله تعالى(2). /
          [الجنة ليست دار عبادة]
          يا عبادي هذه دار جزاء وخلود ليس فيها ركوع ولا سجود، وإنما هي دار لا تعب فيها ولا نصب، وقد دعوتكم إلى ضيافتي وكرامتي، وقد بلغ الوعد الذي وعدتكم إياه وأذنت لكم بهذه فلا سجود عليكم بعدها، فيخرون لله سجدًا، فلا يبقى في الجنة شجرة ولا ثمرة ولا قصر ولا قباب حتى يسجد لله تعالى، فيقول الله ╡ : يا عبادي، ارفعوا رؤوسكم فإنها ليست بدار ركوع ولا سجود يا عبادي إنما هي دار خلود، قال: فيرفعون رؤوسهم ويغلبون بالتسبيح والتقديس لله تعالى، قال: فلا يزالون كذلك في أكل وشرب وفي ضيافة الله ╡ مقدار ألف مائة سنة.
          [استضافة أبي بكر الصديق للمؤمنين، ومن بعده عمر، ثم عثمان، ثم علي]
          ثم يأتون إلى ضيافة أبي بكر الصديق ☺ خمسة وعشرون ألف سنة، ثم يأتون إلى ضيافة عمر بن الخطاب ☺ مقدار اثنتي عشر ألف سنة، ثم يأتون إلى ضيافة عثمان بن عفان ☺ مقدار ستة آلاف سنة، ثم يأتون إلى ضيافة علي بن أبي طالب ☺ مقدار ثلاثة آلاف سنة.
          [رضى رب العالمين عن أهل الجنة]
          قال: ثم إن الله تبارك وتعالى يأمرهم بالرجوع إلى مساكنهم، ثم ينادي مناد من قبل الله تعالى ╡ : يا أهل الجنة، ارجعوا إلى مساكنكم فإني عنكم راض، قال: فعند ذلك يرجعون فرحين مسرورين مما عاينوه، فإذا رجعوا إلى مساكنهم تتلقاهم أزواجهم، فتقول الامرأة لبعلها: ما أنور وجهك، فيقول لها: إني قد رأيت وجه ربي سبحانه وتعالى، وأنت كذلك.
          قال: ثم إن الله تبارك وتعالى يأمر جبريل ◙ أن يجلي عليهم الحور والولدان، فتجلى كل حورية على بعلها، قال: فعند ذلك تقول: قد طال شوقي إليك يا ولي الله، فيقول لها: من أين عرفتني؟ فتقول: كان يحملنا رضوان / حتى يزيد شوقنا إليكم وأنتم لا تعلمون بنا.
          [أسواق الجنة]
          قال: فإذا انصرفوا إلى منازلهم واجتمعوا على أزواجهم وجلسوا على أسرتهم واستندوا على الأرائك قدر ساعة، فيأتون إلى أسواق الجنة التي لا بيع فيها ولا شراء، وفيها من الحلي والحلل، السندس والاستبرق، والحور والولدان، والذهب والفضة، والجوهر والياقوت، والزبرجد والمسك، والعنبر والديباج والزعفران، فيجدوه شيئًا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال: فيأخذون من ذلك ما يشتهون.
          [الريح التي تهب من تحت العرش]
          قال: ثم تهب عليهم ريح من تحت العرش فتفرق شعور خيولهم ونواصيهم وتنشر عليهم سحائب المسك والعنبر، وهم كذلك في كل يوم مقدار يوم الجمعة، ثم يرجعون إلى منازلهم في أتم سرور وأوفر نعمة، قال رسول الله صلعم : «ثم يُنادِي مُنادٍ من تَحتِ العَرشِ:أينَ الذينَ كَانُوا يُنزِّهون أَسماعَهم عن اللَّهوِ والمَزاميرِ في دارِ الدُّنيا؟ اسمَعوا حَمدِي وثَنائي، وأَخبِروهم أنْ لا خَوفٌ عليهم ولا هم يَحزَنونَ»(3).
          [مغنيات من الحور العين]
          ثم بعث الله تعالى لهم مغنيات من الحور فيجلسون في رياض الجنة في إيوان من زمردة بيضاء، طوله مائة عام وعرضه خمسون عامًا، فيجلسون النساء عند فاطمة الزهراء ☺ والرجال عند النبي صلعم في إيوان، وتنصب لهم المراتب والوسائد، ثم تتقدم الحور العين فتغني لهم بتحميد الحق سبحانه وتعالى بأصوات لم يسمع السامعون أحسن منها.
          [في الجنة أشجار تحمل مزامير]
          وقال رسول الله صلعم وفي ذلك الميدان أشجار تحمل مزامير في كل غصن من أغصان الشجرة تسعون مزمارًا، فتنصب الملائكة كراسيهم حول تلك الأشجار قدام الحور، ويقولون: ربنا لك الحمد كل الحمد على تمام هذه النعمة، فيقول الله تبارك وتعالى للحور العين:اسمعوا قد جعلت / هذا لعبادي الذين نزهوا أسماعهم عن المطربات في الدنيا لأجلي، وتلذذوا في الدنيا بطيب كلامي وأحاديث رسولي، فاليوم لهم الفرح والكرامة عندي، فتترنم الحور العين بتسبيح الحق سبحانه تعالى وتوحيده وتمجيده، وتهب ريح من تحت العرش على تلك المزامير، فيخرج أصواتها على مقدار الطرفة(4) فيطرب القوم طربًا عظيمًا فرحًا بالوصال، يهيمون بالرقص.
          [في الجنة كراسي من ذهب ومراتب منسوجة بالذهب]
          فتتقدم إليهم الملائكة بكراسي من الذهب عليها مراتب منسوجة بالذهب وهي السندس الأخضر وبطائنها من الاستبرق، ويقولون لهم: الحق سبحانه وتعالى يقول لكم: لا تجعزوا(5) أعضاءكم، فقد كفى ما تعبتم في الدنيا بالصلاة والعبادة اطلعوا على هذه الكراسي، قال: فيطلعون وهي تتمايل بهم على مقدار الطرفة وتطربهم.
          [في الجنة روح لها أجنحة]
          وفيها روح لها أجنحة وتدور بهم على مقدار الطرفة وتطربهم، إن خففوا مغاني الجنة خففت، وإن ثقلوا ثقلت، فيغيبون عن وجدهم من الطرب، فينطقهم الحق سبحانه وتعالى على مقدار درجاتهم عنده، ويخلع عليهم خلعًا مصقولة مُطَوَّسة(6) بنور الرحمن سبحانه وتعالى، مطرزة من الذهب مكتوب في وسط الطراز: من ╖ هذه الحلة نسجت باسم فلان بن فلان، وفلانة بنت فلانة.
          قال: فإذا وقعت خلع الحق سبحانه وتعالى عليهم ينقط الحور العين عليهم تهليلاً وتكبيرًا، فيسلم الحق سبحانه وتعالى عليهم رجلاً رجلاً، وامرأة امرأة ويقول لهم:مرحبًا بعبادي وأهل طاعتي وخدمتي، أنتم في كرامتي و رضواني وكرمي عليكم فهل رضيتم عني، فيقولون: لك الحمد والشكر والثناء، وكيف لا نرضي وقد أكرمتنا غاية الكرامة، فيقول الله جل وعلا: اجتنبتم ما حرمت عليكم، وفعلتم ما أمرتكم به، وصمتم لأجلي، وصليتم لأجلي، وسهرتم لأجلي، وبكيتم لأجلي خوفًا من قطيعتي ولم تخالفوني، فوعزتي وجلالي إني أرى أن لا عطيتكم / منحًا أعطيتكم ما وفيتكم يا أحبابي وأهل طاعتي ومودتي، ارجعوا إلى قصوركم وخذوا هذه مفاتيحها.
          [في الجنة دار لها سبعون ألف باب]
          قال: فيتلقى كل واحد منهم دارًا لها سبعون ألف باب، على كل باب سبعون ألف شجرة، على كل شجرة سبعون ألف غصن، على كل غصن سبعون ألف لون ونوع من الثمرة، كل ثمرة لها لون يشبه الآخر ولا طعمه يشبه طعم الآخر، وساقها ذهب، وأوراقها حلل، وثمرتها مثل شقة الراوية، وبين كل صنفين من الشجر سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف سرير من الذهب، طول كل سرير ثلاثمائة ذراع، فإذا أرادوا أن يطلعوا فوقها تتصاغر حتى تبقى كقدر ذراع، فإذا استوى فوق القصر طال حتى يبقى شاهقًا في الهواء، فإذا خطر لهم أن يمشي بهم في رياض الجنة مشى، وإذا أرادوا أن يطير بهم طار بين الأشجار، فيطوفون ما أرادوا من رؤوسها، وعلى كل شجرة سرير، على كل سرير سبعون ألف فراش ومخدات ومساند من السندس والاستبرق، وحول كل سرير سبعون ألف خادم، في يد كل خادم قدح من الذهب مكلل بسبعين ألف لون من اللؤلؤ، في كل لؤلؤة وقدح لون من الشراب وأكل ولي اثنان وسبعون جارية من الحور العين وسراري، وعلى كل حورية سبعون حلة يكاد، ونور تلك الحلل يأخذ الأبصار، والحلي مكلل بالدر والياقوت واللؤلؤ والمرجان، يتمتع ولي الله بما أراد منهم، كما قال الله تعالى في كتابه العزير: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}.
          [هدايا الصلوات الخمس]
          قال: فإذا كان وقت الصبح أتى ملك فيدق باب القصر، فيقول الخادم: من هذا الذي يطرق الباب، فيقول: ملك من عند الله سبحانه وتعالى قد جئت لسيدكم أو سيدتكم بهدية صلاة الصبح في دار الدنيا، فيفتح له الباب فيدخل الملك ويقول: السلام يقرئكم السلام ويقول لكم ╡ : / كنتم في الدنيا ترفعون إلي صلاتكم فأقبلها ولا أرد لكم جزاء، فهذه الهدية جزاء صلاتكم الصبح.
          قال: فتحط خولنجة(7) من الذهب وعليها سبعون زبدية عشرة من الذهب، وعشرة من الفضة، وعشرة من ياقوت، وعشرة من زمرد، وعشرة من در، وعشرة من مرجان، وعشرة من عقيق، قال: وفي كل زبدية لون من الطعام، ويخالط ذلك سبعون لونًا، كل لون لا يشبه الآخر ولم يختلط به غيره، وعلى كل خولنجة خبز أبيض من اللبن وأحلى من العسل، بقدرة من يقول للشيء كن فيكون محللة بمناديل من السندس الأخضر.
          قال: ويدخل أيضًا ملك آخر ومعه طبق من الذهب والوهاج، وفيه فواكه من عند الحق سبحانه وتعالى أحسن من فواكه البساتين الذين لهم.
          قال: ويدخل إليهم ملك آخر ومعه بقجة فيها ألوان من الحلل بطراز من ذهب أحمر، مكتوب عليها من أسمائه العظيمة جل وعلا، فيقول: يا ولي الله، انظر إلى هذه الحلل إن أعجبك شكلها وإلا تتقلب على الشكل الذي تريد.
          قال: ثم يدخل ملك آخر ومعه أصناف الحلي والحلل، حلل الدنيا تخشخش، وحلل الجنة تسبح الله تعالى تسبيحًا فيطرب السامعون من ذلك التسبيح، قال: فيسجد المؤمن شكرًا لله سبحانه وتعالى، ثم تسلم عليه الملائكة الذين جاؤوا له بالهدايا ويخرجون من عنده.
          قال فإذا كان وقت الظهر أتى ملك فيدق القصر، فيقول الخادم: من هذا الذي يطرق الباب، فيقول: ملك من عند الله سبحانه وتعالى وجئت لسيدكم أو لسيدتكم بهدية صلاة الظهر في دار الدنيا، فيفتح له الباب فيدخل الملك ويقول: السلام عليكم السلام يقرئكم السلام ويقول لكم ╡ : هذه هدية صلاة الظهر / في دار الدنيا، وكذلك العصر والمغرب والعشاء.
          قال: فيجمع المؤمن جميع الأطباق والأواني إذا فرغت فيسلمها للملك، فيضحك الملك ويقول:تعملوا على عادتكم في الدنيا، تأكلوا الهدية وترفعون الأواني إلى صاحبها وكان صاحب الهدية حقيرًا مقلَّا محتاجًا إلى الذي بعث لكم فيه، وهذه الهدية من عند الغني الكريم الذي لا يفتقر ملكه ولا تفني خزائنه، الذي يقول للشيء كن فيكون، الأواني والذي فيها لكم، كنتم في الدنيا ترفعون إلى الله ╡ أكثر من الفرائض نوافل وعبادات يبعث الله له أكثر من خمس هدايات على قدر ما عُمل، من خَدَم خُدِم، ومن جد وجد، ومن زرع حصد، ومن فرش رقد، ومن تعب ارتاح، ومن خسر ندم.
          [ليس في الجنة ليل ولا نهار وعلامة الليل والنهار فيها]
          عن رسول الله صلعم أنه قيل له: هل في الجنة ليل أو نهار؟ قال:«لَيسَ فيها لَيلٌ ولا نَهارٌ»(8) ليس في الجنة ظلمة، وأنتم في الجنة في نور العرش، نور يتلألأ، وهو مخلوق من نور أخضر ومن نور أحمر ومن نور أصفر ومن نور أبيض، فمن ألوان أنوار العرش انصبغت الألوان جميعها:الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض في الدنيا والآخرة.
          والشمس فيها خردلة من نور العرش وضعها الله سبحانه وتعالى فأشرقت بها جميع الدنيا وأهل الجنة من نور العرش ليلاً ونهارًا، ولكن علامة الليل في الجنة ترد أبواب القصور، وترخى الستور، ويختلون مع الحور العين في الخدور ومع نسائهم الآدميات، ومنهم يختلي بمشاهدة العزيز الغفور، فإذا طلع النهار تفتح أبواب القصور، وترفع الستور وتسبح الأطيار، وتسلم عليهم الملائكة وتأتيهم بالهدايا من الحق سبحانه وتعالى وتزورهم، فيا ويل من دخل النار.
          [كيف يتزاور أهل الجنة]
          فإذا أراد المؤمن أن يرى صاحبه فيمشي به السرير الذي هو عليه أسرع من البرق، فإذا خطر للآخر أن يراه مشى به سريره كالفرس الجيد / الجواد، فيتلقونه في موادين الجنة، فيتحدثون ويتفرجون هم وإياه في تلك الساقين، فإذا خطر لهم رفع كل واحد إلى مكانه وقصره.
          [صفة قصور الجنة]
          قال: ولكل قصر من تلك القصور غرف مشرفة، ولكل غرفة سبعون بابًا، ولكل باب مصراعان من الذهب، على كل باب شجرة ساقها من المرجان الأحمر، فيها سبعون ألف غصن، يحمل كل غصن من ذلك سبعين ألف لؤلؤة، بعضها كبار مثل البيض، وبعضها مثل الحِمِّص، وبعضها أصفر من بعض، فإذا أرادوا أفرطوا من الكبار، وإذا أرادوا فمن الصغار، ولا يفرطون لؤلؤة إلا نبت مكانها ثنتان، وكل شجرة تحمل زمردًا وتحمل ياقوتًا، فمهما أرادوا أخذوا ولبسوا، وفوق تلك الأشجار طيور خضر، كل طير بقدر الناقة يسبح الله تعالى فوق تلك الأغصان، ثم يقول ذلك: يا ولي الله أكلت من ثمار الجنة وشربت من أنهارها، فكل مني ويقع علي الخولنجانية بقدرة الله تعالى بعضه مشوي وبعضه مقلي، وبعضه مطبوخ بحامض وبعضه مطبوخ بسادج ألوان مختلفة، فيأكل المؤمن والمؤمنات والحور حتى تبقى عظامه ثم يعود كما كان بقدرة الله تعالى العزيز الحكم، ويقعد على تلك الغصن يسبح الله تعالى.
          [الحلي والقصور تشتاق إلى أهل الجنة]
          وكذلك الحلي والحلل تشتاق إلى أولياء الله تعالى حتى يلبسونها، وكذلك القصور والحجر كل واحد منها قطعة واحدة صناعة من يقول للشيء كن فيكون ليس فيها قطعة ولا وصل، وهي كذلك تشتاق إلى ساكنها، قال: فيدخل المؤمن إلى إحداهن فيسكنها ويتفرج فيها سبعين عامًا، يتنعم من قصر إلى قصر ومن غرفة إلى غرفة، ومن بستان إلى بستان له.
          [صفة خيل الجنة]
          وفي كل بستان خيل من خيل الفردوس وهي من الياقوت الأحمر، وسرجها من الزمرد الأخضر، ولها جناح من الذهب وجناح في خديها من الفضة، ولها يدان ورجلان وتقول: اركبني يا ولي الله، إن أردتني أمشي / مشيت، وإن أردتني أطير طرت.
          [صفة إبل ونوق الجنة]
          قال:وفيها أيضًا نوق وهُجُن(9) من أنواع الأبل، فيركب المؤمن على جواده من تلك الخيل فتفتخر على الباقي، ويركب معه من أراد من نسائه وخدمه، فإن شاء ركب على الخيل، وإن شاء ركب على أصناف الإبل، قال: ثم تسير بهم مسيرة سبعين سنة في ساعة واحدة إلى وسط الجنة، فينظر إلى قصر من ذهب ودر، وفيه أيضًا شجرة حاملة من الأوراق وورقها من أصناف الحلل.
          [صفة ثمار الجنة]
          قال: وفيها أيضًا ثمر كل شجرة مثل شقة الراوية وهي أحلى من العسل، قال: فإذا اكلوا الثمر بقي الحب فتغلق تلك الحبة فيخرج من وسطها جارية أو غلام مكتوب على حدها اسم صاحبها أو صاحبتها، وهي أحسن من الشامة على الخد، فيقول: السلام عليكم يا أولياء الله، قد طال شوقي إليكم.
          [صفة أنهار الجنة]
          قال: ثم ينظرون بين يدي تلك القصور أنهار من اللبن، وأنهار من العسل المصفى على ضفة الأنهار قباب ياقوت، وقباب در، وقباب مرجان، قال: وفيها من الخدم والحور والولدان، فيقولون: يا ولي الله قد طال شوقنا إليك، قال: فيمكث في نعيم ولذة مع كل زوجة من أزواجه يتمتع بجمالها، مكتوب اسمه على صدرها واسمها على صدره أحسن من الشامة، يرى وجهه في نور وجهها وفي صدرها، وترى وجهها في نور وجهه وصدره ومن الأنوار الذي عليهم نسأل الله أن يجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأن يجعلنا من أهل الجنة الفائزين بتلك الحور والولدان ممتعين بحق من أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.
          قال: فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الملائكة بالهدايا من ربهم، فيدخلون الملائكة وهم يقولون: يا أولياء الله، السلام عليكم السلام يقرئكم السلام، وهذه هدية من عنده {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:24] / قال: فتحمل تلك الموائد بعضها من الدر وبعضها من الياقوت، عليها أواني من الذهب وأواني من الفضة، وفيها ألوان الأطعمة ولحم طير مما يشتهون فوقها مناديل خضر مكللة باللؤلؤ، قال: فيأكل الولي هو زوجته الآدمية نصف الهدية له ونصفها لها بما جاهدت في سبيل الله سبحانه وتعالى.
          قال: ويتلذذون بالنظر إلى ذلك الملك ويلتقي الولي هو وزوجته والولدان والحور والخدم ولا تنقص الموائد ولا تتغير، والأطيار على رؤوسهم فوق الأغصان يتناحبون ويتجاوبون بتحميد الحق سبحانه وتعالى وتمجيد بأصوات تطرب الوجود ولم يسمع السامعون أحسن منها، والملائكة يحدثونهم عن إيمانهم وعن شمائلهم ويبشرونهم بربهم.
          [أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون]
          قال: فإذا أكلوا يكون أكلهم من غير جوع، وإذا هم شبعوا فيصير ثقل لا يبولون ولا يتغوطون، بل إذا شبعوا عرقوا عرقًا أطيب من ريح المسك تشربه الحلل التي عليهم، لا تتسخ ثيابهم ولا يفنى شبابهم ولا يفرغ نعيمهم دائمًا أبد الآبدين.
          [دعوة الله أهل الجنة إلى زيارته كل جمعة]
          ثم يدعوهم الله سبحانه وتعالى إلى زيارته كل يوم جمعة، ومن القوم من يدعوه في كل شهر مرة، ومنهم يشاهده في كل سنة مرة، ومنهم من يشاهده في كل ثلاث سنين مرة، وكذلك على قدر منازلهم عند الله تعالى وخدمتهم ومحبتهم في الدنيا لربهم سبحانه وتعالى.
          [مشاهدة رب العالمين في الجنة]
          قال: فأما الذين يشاهد ربه في كل جمعة مرة، فالقوم الذين كسروا شبابهم وأفنوا أعمارهم في خدمته من البلوغ إلى وقت الرحيل، وأما الذين يشاهدونه في كل شهر مرة، فالقوم الذين أطاعوه وفيهم رمق الشباب، والذين في كل سنة مرة، فالقوم الذين خدموا وقد بقي لهم من العمر قليل، والذين يدعوهم في كل ثلاثين سنة مرة، فالقوم الذين أفنوا أعمارهم في المعاصي، ولأجل ما تابوا لم يخيبهم، فهم أقل درجة من أهل الجنة، فبادروا أيام / شبابكم في طاعته ومرضاته، واخدموه شوقًا إلى لقائه، فإن له يومًا يتجلى فيه لأوليائه.
          [يوم الجمعة في الجنة يسمى يوم المزيد]
          قال:وذلك إذا كان يوم الجمعة _ واسمه عند أهل الجنة يوم المزيد _ يبعث الله الملائكة إلى أبواب المقاصير، ومعهم تفاح من عند الحق جل جلاله، فيسلمون إلى كل ولي وولية تفاحة، فإذا مسكها انفلقت نصفين في كفها، فيخرج من وسطها جارية معها كتاب مختوم، فتقول للولي:السلام يقرئك السلام، وهذا كتاب إليك فيفتح الكتاب فإذا فيه مكتوب:هذا كتاب من العزيز الحكيم إلى فلان ابن فلان، قد اشتقت إليك فزرني فيقول الولي شعرًا:
يامَن يُسائلُ عنِّي من تَفَضُّلِه                     إنْ كنتَ تَشتَاقُني يا ربِّ كيفَ أنا
          قال: فيركب الرجال النجائب والنساء الهوادج، فيسير الرجال عند محمد المصطفى صلعم ، والنساء عند فاطمة الزهراء ♦، فيسيرون إلى دار النبي صلعم يسلمون عليه فيرد عليهم السلام، ويركب البراق ويعقد لواء الحمد على رأسه وهو أربعة آلاف شقه على رأسه، وهو من السندس الأخضر مكتوب عليه بالنور الساطع: أمة مذنبة ورب غفور، فيعقد اللواء وترفعه الملائكة على أعمدة من نور فوق رأس النبي، ثم يسيروا خلفه سادات أهل الجنة من أمته في عسكر عظيم ركاب على الخيول وبأيديهم رايات الوصال، فيسيرون حتى يصلون إلى قصر آدم ◙ ، فيشرف عليهم آدم ◙ ويقول: ما هذا؟ فتقول الملائكة: هذا ولدك محمد وأمته، دعاهم الله تعالى إلى زيارته، فيقول:حبيبي محمد قف حتى أجيء، فإن الله سبحانه وتعالى قد دعاني، قال: فينزل آدم ◙ فيركب هو وأولاده هابيل وشيث وإدريس ونوح، والصالحون ◙ / ينزلون من ذلك الجبل.
          قال: ثم يسيرون إلى عند موسى بن عمران ◙ ، فيسمع موسى صهيل الخيل وقعقعة اللجم وخفق أجنحة الملائكة، فيقول: ما هذا؟ فتقول له الملائكة: هذا أخوك محمد وأمته دعاهم الله تعالى إلى زيارته، فيقول: حبيبي محمد قف حتى أجيء معك، فإن الله ╡ دعاني، قال: فينزل موسى ◙ والصالحون من قومه فيركبون، ثم يسيرون إلى أن يصلوا إلى عند عيسى بن مريم ◙ ، فيقول: ما هذا الضجيج؟ فتقول الملائكة: هذا النبي محمد قد دعاه الله ╡ لزيارته، قال: فيطلع من قصره ويقول: حبيبي محمد اصبر حتى أجيء معك، فإن الله سبحانه وتعالى قد دعاني إلى زيارته، قال: فيهبط هو ومن يكون معه، ثم إنه يأتي إليهم، ثم يسيرون مع النبي إلى مشاهدة سيدنا ومولانا الحق سبحانه وتعالى لا إله إلا هو، ولا مولى إلا إياه، عالم السر وأخفى، كاشف الضر والبلوى، مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي، ومحيي الأرض بعد موتها، لا إله إلا هو رب السموات السبع وما فيهن وما بينهن وما تحت السرى، سبحانه وتعالى عالم بعدد الرمال، وعالم بدبيب النملة السوداء في مجار وسط الجبال، ونشد بعضهم شعرًا وهو هذا(10):
يا مَن يَرَى مَدَّ البَعوضِ جَناحَها                     في ظُلمَةِ اللَّيلِ البَهيمِ الأَلْيَلِ
ويَرَى مَناطَ عُروقِها في نَحرِها                     والمُخُّ من تِلكَ العِظَامِ النُّحَّلِ
ويَرَى خَريرَ عُروقِها في لَحمِها                     مُتَنَقِّلاً من مَفصِلٍ في مَفصِلِ
أَنعِم عليَّ بتَوبَةٍ تَمحُو بها                     ما كانَ منِّي في الزَّمانِ الأَوَّلِ
          قال: وكلهم تحت لواء نبينا محمد صلعم الرجال على الخيل، والنساء على الهودج، قال: فإذا وصلوا تمضي الملائكة بالنساء عند / فاطمة الزهراء ♦ والرجال عند النبي صلعم قال:فينزلون في دار أرضها من المسك، فيه منصوب كراسي من نور، وعلى تلك الكرسي مراتب من نور أخضر، فتأخذا الملائكة بأيديهم ويجلسونهم كل واحد على واحدة من تلك المراتب، ويجلسون الرجال على تلك الكراسي، قال: وأيضًا قوم يجلسون على كثبان من المسك الإذفر، وذلك كله على قدر منازلهم عند الله سبحانه وتعالى وعلى قدر درجاتهم.
          قال ثم يسلم الحق سبحانه وتعالى عليهم رجل رجل، والنساء الصالحات جلوس على تلك المراتب عند فاطمة الزهراء ♦، في إيوان من درة بيضاء تحت شجرة طوبى، ثم يسأل الله تعالى من فضله فيسلم عليهم الحق سبحانه وتعالى امرأة امرأة، ثم يقول الله سبحانه وتعالى مرحبًا بعبادي وأوليائي وإمائي وأهل طاعتي وخدمتي ومحبتي.


[1] «العقيان»: «الذهب».
[2] بياض في المخطوط قدر نصف صفحة.
[3] أخرجه أبو نعيم في «الأربعين على مذهب المحققين من الصوفية» (60) من كلام محمد بن المنكدر ☼.
[4] في هامش المخطوط:« قوله على مقدار الطرفة أي رمشة العين».
[5] كذا في المخطوط، ولم يتضح لنا توجيهها.
[6] «مطوسة» أي: مزينة.
[7] «الخلنج»: نوع من الشجر.
[8] أخرجه أبو نعيم في «صفة الجنة» (223) من كلام زهير بن محمد، وانظر «التذكرة» ص1026.
[9] «الهجن»: البيضاء الخالصة اللون.
[10] الأبيات في «المستطرف» 2/ 225، وأوردها القرطبي في «التذكرة» ص 464، وعزاها للمعري ولم أجد الأبيات في ديوانه.