الكوكب المنير الساري في ختم صحيح البخاري

نصب الميزان

          فينتصب الميزان لوزن أعمال العباد، ويؤتى بالصحف التي كتبتها الملائكة على العباد، فيخلق الله فيها ثقلاً وخفة على قدر الأعمال، ويؤتى بكل إنسان فتوضع[صحيفة](1) حسناته في كفة وصحيفة سيئاته في كفة، حتى يتبين له ولغيره رجحانه ونقصانه، وتتطاير الصحف فيعطى كل عبد كتابًا فيه جميع أعماله، فيقرأ في ذلك من يكتب ومن كان لا يكتب كل ذلك إظهارًا للعدل(2).
          [القصاص بين العباد ونشر الصحف]
          ثم يتعلق المظلومون بالظالمين هذا يقول: هذا قتلني، وهذا يقول: هذا ضربني، وهذا يقول: هذا أخذ مالي، أو غشني في معاملة أو بخسني في وزن أو كيل، أو شهد عليَّ زورًا، وهذا يقول: هذا سبَّني أو شتمني، أو اغتابني أو استهزأ بي، أو نظر إلي نظر تكبر أو احتقار، فعند ذلك تفرق حسنات الظالم على المظلومين، حتى يستوفي كل ذي حق حقه، فإن الرجل ليأتي بحسنات كثيرة، فتأخذها خصومه وتطرح عليه سيئات لم يكن عملها، فيقول: ما هذا؟ فيقال له: سيئات من ظلمته(3).
          ويروى: أن الناس يقفون في الظلمة أربعين سنة، فإذا تجلى الله لفصل القضاء أمر المؤمنين بالسجود فيسجدون، ويؤمر غيرهم فلا يستطيعون ذلك، كما أخبر الله في كتابه بذلك وهم الكفار، وقد كانوا في الدنيا يدعون / إلى السجود وهم سالمون فلا يسجدون، يقال للمؤمنين(4): ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم، وإذا قد أعطي كل مؤمن نورًا على قدر عمله، واحد كالشمس، وآخر كالنجم، وآخر كالمصباح.


[1] ما بين معقوفين زيادة من «طهارة القلوب».
[2] «طهارة القلوب» ص 62.
[3] «طهارة القلوب» ص 62.
[4] في المخطوط: «للمجرمين» والمثبت من «طهارة القلوب».