الكوكب المنير الساري في ختم صحيح البخاري

آخر من يدخل الجنة

          وروى مسلم في «الصحيح» أن رسول الله صلعم قال:«آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّة رَجلٌ، فهو يَمشِي مَرَّة ويَكبُو مَرَّةً وتَسْفَعُه النَّارُ مَرَّة، فإذا جَاوَزَها الْتَفَت إلَيها وقال: تَبارَك الذي نَجَّاني منك، لقَد أَعطاني شَيئًا ما أَعطاهُ أَحَدًا من الأَولِين والآخِرينَ» وذكر الحديث بطوله(1)، وفيه إنه يرى شجرة فيسأل الله أن يدنيه منها ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فإذا دنى منها رأى / شجرة ثانية أحسن منها فيطلبها، ثم يرى ثالثة عند باب الجنة قدر الدنيا مرتين(2).
          وقد ورد في «صحيح» البخاري ومسلم أن العصاة من المسلمين يموتون في النار(3)، ويحمل على أنهم يعذبون في النار بقدر ذنوبهم، فيكون الموت نهاية عذابهم، فإذا وقعت الشفاعة أحياهم الله تعالى وأخرجهم بفضله ورحمته(4).


[1] «صحيح» مسلم (187) من حديث ابن مسعود ☺.
[2] «طهارة القلوب» ص 65.
[3] لم نقف عليه عند البخاري، وهو عند مسلم (185) من حديث أبي سعيد الخدري ☺ قال: قال رسول الله صلعم «أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم ـ أو قال بخطاياهم ـ فأماتهم إماتة حتى إذا انوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبة تكون في حميل السيل».
[4] «طهارة القلوب» ص 65.