الكوكب المنير الساري في ختم صحيح البخاري

الشفاعة الثالثة لعصاة المسلمين

          فإذا وصل أهل الجنة بقيت آمالهم متعلقة بنجاة العصاة من المسلمين الذين دخلوا النار، فيطلب الصالحون الشفاعة لهم من الرسل فهذه الشفاعة الثالثة وردت بها الأخبار الصحيحة المسندة.
          منها أن نبينا محمدًا صلعم يستأذن ويسجد بين يدي الله ╡ فيقول الله تعالى له: «ارْفَعْ رَأسَك وسَلْ تُعطَ، وقُلْ يُسمَعُ لك، واشْفَعْ تُشفَعْ»(1) فيقوم فيشفع فيخرج الله بشفاعته من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان، ثم يسجد السجدة الثانية ويشفع، فيخرج الله بشفاعته من كان في قلبه مثقال حبة شعيرة من إيمان، ثم يسجد السجدة الثالثة ويشفع فيخرج الله بشفاعته من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ثم يسجد الرابعة ويشفع ويقول:«يا رَبِّ، إئذَن لي في كُلِّ مَن قالَ لا إلَه إلَّا اللهُ، فيَقولُ اللهُ تَبارَك وتَعالى: لَيسَ ذلك لَك ولا لِأَحَدٍ، ولَكن و عِزَّتي وجَلالي وكِبريائي وعَظَمَتي لَأُخرِجَنَّ مَن قالَ لا إلَه إلَّا اللهُ»(2).


[1] أخرجه البخاري (7510)، ومسلم (193) من حديث أنس ☺.
[2] هو تتمة الحديث السابق.