افتتاح القاري لصحيح البخاري

أهل الحديث هم الأبدال في الأرض

          وجاء أنَّ أهل الحديث هم الأبدال في الأرض.
          قال أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسروق القوَّاسُ الزَّاهد _وكان يقال: إنَّه من الأبدال_ ☼ قال: حدَّثنا محمَّد بن إسحاق المقرئُ إملاءً: سمعت عبد الله بن إسحاق: سمعت أبي يقول: قيل لأحمد بن حنبل ☼: ما الأبدال؟ أو: هل لله تعالى أبدالٌ في الأرض؟ قال: نعم، لله في الأرض أبدالٌ. قيل: مَنْ هم؟ قال:/ إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فلا أعرف لله أبدالًا.
          وروى نحوه عمر بن بكَّار القَافِلَانيُّ عن أحمد [قال: إن لم يكن أصحاب الحديث الأبدال فمن يكون](1) / و [كذا](2) قال صالح بن محمَّد الرَّازيُّ فيما روينا عنه وسأله رجلٌ فقال: (إذا لم يكونوا أصحاب الحديث هم الأبدال فلا أدري من الأبدال).
          وقال: هذا كلام يزيد بن هارون ذكره عن سفيانَ الثَّوريِّ.
          وقال النَّضر بن شُمَيلٍ فيما روينا عنه: سمعت الخليل بن أحمد يقول: (إن لم يكن أهل القرآن والحديث أولياء لله فليس لله في الأرض من وليٍّ).
          [وقال أبو بكر بن أبي دارِم: حدَّثني أبو عِمران الصُّوفيُّ المكِّيُّ قال: رأى أحمد بن حنبل أصحاب الحديث وقد خرجوا من عند محدِّثٍ والمحابر بأيديهم، فقال أحمد:/ إنْ لم يكونوا هؤلاء النَّاس فلا أدري من النَّاس](3).


[1] ما بين معقوفين زيادة من النسخة الأصل، وليست في (ب) ولا المطبوع.
[2] زيادة من (ب).
[3] ما بين معقوفين زيادة من النسخة الأصل، وليست في (ب) ولا المطبوع.