افتتاح القاري لصحيح البخاري

بين يدي الكتاب

          [المقدمة]
          بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
          وصَلَّى الله على مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
          [قال الشَّيْخُ الإمامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ المُتَفَنِّنُ أبو عبد الله محمَّدُ بن أبي بكر عبدِ الله بن محمَّد بنِ أحمدَ الشَّهير بابن ناصر الدِّين الدِّمشقيُّ مَدَّ الله في أَجَلِهِ، وَجَعَلَهُ بين العلماء عَلَمًا، وأطلق لَهُ بالإفادةِ لسانًا وقَلَمًا:]
          الحَمدُ لله ذي الجلالِ والإكرامِ، والآلاءِ والإنعام، المُنْفَرِدِ (1) بالوحدانيَّة على الدَّوام، المقتدر بالإلهيَّة على الخاصِّ والعامِّ، الذي هدانا للإِسلام، وَمَنَّ علينا بنبيِّنا عليه أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، فأرسلَه رحمةً شافيةً للأسْقَام، وابْتَعَثَهُ نِعْمَةً شاملةً للأنام، وجعل مَنْطِقَه فَصْلًا بين الحلال والحرام، وإرشادًا للأُمَّةِ، وإحْكَامًا للأَحكامِ، ما يَنْطِقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحَى من المَلِكِ العلَّامِ.
          أحْمدُهُ حَمْدًا يَنْتهي إلى رِضَاه، يزيد ولا يبيد، وأشكرُهُ شكرًا يوجبُ لنا من نِـعَمِهِ المزيد، وأستعينُهُ استعانةَ من وفَّقَه للسَّداد، وأستهديه فهو الهادي للرَّشَاد، وأستغفرُهُ من كلِّ ذَنبٍ حديثٍ وقديمٍ، وأعوذُ به من شرِّ نَفْسي وشرِّ كُلِّ دابَّـةٍ هو آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيم.
          وأشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، ولا نِدَّ ولا ضِدَّ ولا كفؤَ ولا مُعِينَ ولا وزير/، {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الْسَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11]. /
          وأشهدُ أَنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ الذي مَنِ اقْتَفَى سُنَّتَهُ لَقِي النَّجاح، ومَنِ اقْتَدَى طريقتَه وَجَدَ الفَلاحَ، صَلَّى الله عليه أرفعَ الصَّلواتِ وأزْكَاهَا وأطْيَبَها وأكْثَرَهَا وأَنْمَاهَا، وجزاهُ عَنَّا أفضلَ الجزاءِ، والسَّلامُ عليه ورحمةُ الله وبركاتُه، وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَئِمَّةِ الدِّين، والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.


[1] في (ب): (المتفرد).