الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: انطلق أبي عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم يحرم
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

1821- حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ، قالَ:
انْطَلَقَ أَبِي عامَ الحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحابُهُ وَلَمْ يُحْرِمْ، وَحُدِّثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَدُوًّا يَغْزُوهُ، فانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَما (1) أَنا مَعَ أَصْحابِهِ تَضَحَّكَ (2) بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذا أَنا بِحِمارِ وَحْشٍ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ، واسْتَعَنْتُ بِهِمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنا مِنْ لَحْمِهِ، وَخَشِينا أَنْ نُقْتَطَعَ، فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرَفِّعُ (3) فَرَسِي شَأْوًا، وَأَسِيرُ شَأْوًا، فَلَقِيتُ
/
رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، قُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالَ: تَرَكْتُهُ بِتَعْهِنَ (4)، وهو قائِلٌ السُّقْيا. فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَكَ يَقْرَؤُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ (5)، إِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يُقْتَطَعُوا دُونَكَ فانْتَظِرْهُمْ. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ حِمارَ وَحْشٍ، وَعِنْدِي منه فاضِلَةٌ. فقالَ لِلْقَوْمِ: «كُلُوا». وَهُمْ مُحْرِمُونَ.


[1] في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَيْنا».
[2] في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «يَضْحَكُ».
[3] ضبطت في متن (ص، ق): «أَرْفَعُ»، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (ن، ب).
[4] هكذا ضُبطت في (ن، و) بكسر الهاء، وضبطت في (ص) مثلثة الهاء، واقتصر في(ب) على فتحها. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بتِعْهِنَ» بكسر التاء والهاء.
[5] صحَّح عليها في اليونينيَّة.