تغليق التعليق

باب إذا أسلم على يديه رجل وكان الحسن لا يرى له ولاية

          ░22▒ قولُهُ: باب إذا أسلم على يديه رجل، وكان الحسن لا يرى له ولاية.
          وقال النَّبيُّ صلعم: «الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ»، ويذكر عن تميم الدَّاري رفعه قال: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتُهُ»، واختلفوا في صحَّة هذا الخبر.
          أمَّا رأي الحسن؛ فأخبرنا به إبراهيم بن محمَّد الدِّمشقيُّ بسنده المتقدِّم إلى أبي محمَّد الدَّارميِّ: حدَّثنا أبو نعيم: حدَّثنا سفيان عن مُطَرِّفٍ(1) عن الشَّعبيِّ، وعن يونس عن الحسن في الرَّجل يوالي الرَّجل قالا: هو بين المسلمين، قال سفيان: وبذلك أقول.
          رواه ابن أبي شيبة في «مصنَّفه» عن وكيع، عن سفيان عنهما. /
          وأمَّا حديث الولاء لمن أعتق؛ فأسنده المؤلِّف في (العتق) و(الشُّروط) من حديث عائشة.
          وأمَّا حديث تميم الدَّاريِّ؛ فقرأتُ على عبد الله بن عمر بن عليٍّ: أخبركم محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن نمير عن شاميَّة بنت الحافظ أبي عليٍّ البكريِّ سماعًا: أنَّ عمر بن محمَّد أخبرهم: أخبرنا أحمد بن محمَّد بن ملوك: أخبرنا الحسن بن عليٍّ: حدَّثنا أبو الحسين بن المظفَّر الحافظ: حدَّثنا محمَّد بن محمَّد بن سليمان الباغنديُّ.
          (ح): وقرأت على فاطمة بنت المنجى، عن سليمان بن حمزة: أنَّ الضِّياء محمَّد بن عبد الواحد الحافظ أخبرهم: أخبرنا أبو جعفر الصيدلانيُّ: أخبرنا محمود بن إسماعيل: أخبرنا أبو بكر بن شاذان: أخبرنا أبو بكر القباب: حدَّثنا أبو بكر بن أبي عاصم؛ قالا: حدَّثنا هشام بن عمَّار.
          (ح): وقرأتُ على فاطمة بنت محمَّد بن عبد الهادي، عن محمَّد بن عبد الحميد: أنَّ إسماعيل بن عبد القويِّ أخبرهم عن فاطمة بنت سعد الخير سماعًا، عن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية سماعًا: أخبرنا محمَّد بن عبد الله: حدَّثنا سليمان بن أحمد: حدَّثنا الحسين بن إسحاق التستريُّ وأحمد بن المعلى قالا: حدَّثنا هشام بن عمَّار: حدَّثنا يحيى بن حمزة: حدَّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: سمعت عبيد الله بن موهَب يحدِّث [عن] عمر بن عبد العزيز، عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الدَّاريِّ قال: قلت: يا رسول الله؛ ما السُّنَّة في رجلٍ من أهل الكفر يُسلم على يديْ رجلٍ من المسلمين؟ قال: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتُهُ».
          زاد الباغنديُّ في حديثه: قال عبد العزيز: وشهدت عمر بن عبد العزيز قضى بذلك في رجلٍ أسلم على يديْ رجلٍ، فمات وترك مالًا وابنةً له، فأعطى عمر ابنته النِّصف، والآخر النِّصف.
          رواه البخاريُّ في «تاريخه» عن هشام بن عمَّار.
          أخبرنا به عاليًا إبراهيم بن محمَّد: أنَّ أحمد بن نعمة أخبره: أخبرنا أبو المنجى بن اللَّتِّيِّ: أخبرنا عبد الأوَّل بن عيسى: أخبرنا أبو الحسن بن داود: أخبرنا عبد الله بن أعين: أخبرنا عيسى بن عمر: أخبرنا عبد الله بن عبد الرَّحمن: أخبرنا أبو نعيم: حدَّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبيد الله بن موهب: سمعت تميمًا الدَّاريَّ يقول: سألت رسول الله صلعم فقلت: يا رسول الله؛ ما السُّنَّة في الرَّجل من أهل الكفر يُسلم على يديْ رجلٍ من المسلمين؟ فقال رسول الله صلعم: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهُ».
          وأخبرناه الحافظ أبو الفضل بن الحسين: أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم قراءةً: أخبرنا عليُ بن أحمد عن أحمد بن محمَّد التَّيميِّ: أنَّ الحسن بن أحمد أخبره: أخبرنا أحمد بن عبد الله: حدَّثنا عبد الله بن جعفر: حدَّثنا محمَّد بن أحمد بن أبي المثنَّى: حدَّثنا جعفر بن عون: حدَّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز به.
          رواه الإمام أحمد عن أبي نعيم، وإسحاق الأزرق، ووكيع، ورواه التِّرمذيُّ من حديث ابن نمير، ووكيع، وأبي أسامة، وابن ماجه من حديث وكيع، والنَّسائيُّ من حديث عبد الله بن داود، ورواه مسدَّد في «مسنده» عن حفص بن غياث؛ كلُّهم عن عبد العزيز بن عمر بهذا الإسناد، وصرَّح أبو نعيم ووكيع بسماع بن موهب من تميم.
          وأمَّا التِّرمذيُّ؛ فقال: ليس إسناده بمتَّصل.
          وأدخل بعضهم بين بن موهب وبين تميم قبيصة، رواه يحيى بن حمزة.
          قلتُ: تفرَّد يحيى بن حمزة بهذه الزِّيادة، وقد رواه بدونها من أسلفنا، وكذلك رواه أبو إسحاق الشيبانيُّ(2) عن ابن موهب.
          وبالإسناد المتقدِّم إلى الطَّبرانيِّ: حدَّثنا إبراهيم بن نائلة: حدَّثنا محمَّد بن عبد الرَّحمن العنبريُّ: حدَّثنا أبو بكر الحنفيُّ: حدَّثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به.
          وأخبرنا أحمد بن أبي بكر المقدسيُّ في كتابه: أخبرنا محمَّد بن يعقوب بن بدران: أخبرنا عبد الرَّحمن بن مكِّيٍّ: أخبرنا جدِّي لأمِّي الحافظ أبو طاهر السِّلَفِيُّ: أخبرنا عبد الجبَّار بن محمَّد في آخرين قالوا: أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن ربذة(3) : أخبرنا الطَّبرانيُّ به.
          رواه النَّسائيُّ من هذا الوجه.
          وهكذا رواه الحسن بن قُتيبة عن يونس بن أبي إسحاق، ووقع لنا عاليًا من حديثه.
          قرأت على إبراهيم بن أحمد، عن أبي بكر بن أحمد: أنَّ سالم بن صصرى أخبره: أخبرنا أبو السَّعادات القزَّاز: [أخبرنا أبو عليِّ بن نبهان] : أخبرنا أبو عليِّ بن شاذان: أخبرنا أبو عمرو بن السمَّاك: حدَّثنا محمَّد بن عيسى: حدَّثنا محمد بن(4) الحسن بن قُتيبة به.
          وقال الشَّافعيُّ في هذا الحديث: ليس بثابتٍ، إنِّما يرويه عبد العزيز بن عمر عن ابن موهب، وابن موهب ليس بالمعروف عندنا، ولا نعلمه لقي تميمًا، ومثل هذا لا يثبت عندنا، وقال الخطَّابيُّ ضعَّف أحمد حديث تميم هذا، [والله أعلم] .
          وقال البخاريُّ في «تاريخه»: قال بعضهم عن ابن موهب: سمع تميمًا، ولا(5) يصحُّ؛ لقول النَّبيِّ صلعم: «الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».
          قلت: وله شاهد أضعف منه من حديث القاسم عن أبي أمامة، ووقع لنا بعلوٍّ في جزء ابن زنبور، وفي الجزء الحادي عشر من «أمالي(6) المحاملي»، والله أعلم.


[1] في الأصل: (مطر).
[2] في المطبوع: (السبيعي).
[3] في المطبوع: (ريذة)، وفي المخطوط بلا نقط.
[4] (محمد بن): ليس في المطبوع.
[5] في المطبوع: (ولم).
[6] في المطبوع: (إملاء).