الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أوكلكم يجد ثوبين

          365- (جَمَعَ) (صَلَّى): يريدُ: لِيَجْمَعْ ولْيصلِّ، أطلقَ الماضيَ وأرادَ به(1) المستقبلَ؛ كقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة:116]، أي: يقول، كذا قالَ ابنُ بطَّالٍ، واعتُرِضَ عليه بأنَّه في معنى الشَّرطِ، فالماضي فيه(2) والمستقبَلُ سواءٌ، كأنَّه قالَ: إنْ جَمعَ رجلٌ عليه ثيابَه فحَسَنٌ. /
          وقال ابنُ مالكٍ: (في هذا الحديثِ فائدتانِ؛ إحداهما: ورُودُ الفعلِ الماضي بمعنى الأمرِ، وهو «صلَّى رجلٌ» المعنى: لِيُصلِّ رجلٌ، الفائدة الثانية: حَذْفُ حرفِ العطفِ، فإنَّ الأصلَ: صلَّى رجلٌ في إزارٍ ورداءٍ، أو في إزارٍ وقميصٍ، أو في إزارٍ وقَبَاءٍ، فحذفَ حرف العطفِ مرَّتينِ لصِحَّةِ المعنى بحذْفِه، ونظيرُ هذا الحديثِ في تضمُّنِ الفائدتينِ قولُ النَّبيِّ صلعم: «تَصَدَّقَ امْرُؤٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ») انتهى.
          وقال الكِرمانيُّ: (إنْ قلتَ: مقصودُ عمرَ ☺ أمرُ الرَّجلِ بالصَّلاةِ في حالِ لُبسهِ ثوبينِ بأحدِ هذهِ الوجوهِ الثَّمانيةِ، أو التِّسعةِ على تقديرِ [إضافةِ] ما حَسِبَه إليها، فكانَ المناسب أن يقولَ: أو كذا، أو كذا، فلِمَ ذكرَه بدونِ حرفِ العطفِ؟
          قلتُ: هو مِنْ بابِ الإبدالِ، أو هو(3) مذكورٌ على سبيلِ التَّعدادِ، فلا حاجةَ إلى «أو» ونحوِها، أو محمولٌ على حذفِ حرفِ العطفِ على قولِ بعضِ النُّحاةِ في جوازِهِ).
          (فِي سَرَاوِيلَ): ممنوعٌ مِنَ الصَّرفِ مع أنَّه مفردٌ، فقيلَ: إنَّهُ أعجميٌّ حُمِلَ / على مُوازِنِه مِنَ العربيِّ، وقيل: إنَّهُ منقولٌ عن جمعِ (سِرْوَالَةٍ)، ونقلَ ابنُ الحاجبِ: أنَّ مِنَ العربِ مَنْ يصرِفُه، وأنكرَ ابنُ مالكٍ عليه ذلكَ.


[1] (به): ليست في (ب).
[2] (فيه): ليست في (ب).
[3] في (ب): (وهو).